وفاء إسماعيل
* لأول مرة يدخل على الخط السيد علاء مبارك ، ويظهر في أزمة تخص مصر ، ففي مداخلة له للمذيع عمرو أديب ثبت لنا بالدليل القاطع انه لم يتعلم الوطنية الحقة ولا العروبة ولا القيم الإسلامية على يد والده حينما قذف بحمم لسانه ضد قناة الجزيرة ، وضد السفير الجزائري في مصر ، وانهال عليه بأفظع الألفاظ واصفا إياه بالتلامة والتناحة وانه عديم الكرامة وطالبه بالخروج من مصر .. حديثه هذا يعبر به عن نفسه وليس نيابة عن المصريين الشرفاء الذين يعلمون جيدا أسباب اندفاع السيد علاء مبارك وتهوره الذي أكد لنا صحة ما نقله موقع إنقاذ مصر عن إن الصراع بين مصر والجزائر ليس صراع كروي كما يدعى الطرفين بل هو صراع بسبب صفقة طائرات (علم مراسلنا في القاهرة من مصادر رئاسية أن الخلافات ما بين الأسرتين الحاكمتين بمصر والجزائر تفجرت بسبب صفقة طائرات تقدر قيمتها بمليار دولار كان من المفترض إبرامها قبيل ثلاثة شهور ما بين وكيل شركة “لوكهيد مارتن الأمريكية بالقاهرة “علاء مبارك “نجل الرئيس المصري الأكبر وبين الدوائر الجزائرية مقابل حصول ” علاء ” علي عمولة تقدر بمائة مليون دولار، ومع اقتراب إتمام الصفقة بين علاء كممثل للشركة بالمنطقة وبين الجزائريين تدخل “سعيد بو تفليقة ” شقيق الرئيس الجزائري والحالم يوراثته هو الآخر وتعاقد مع وكيل فرنسي لتوريد تلك الصفقة الضخمة لبلاده وأخذ العمولة لنفسه والتي كان من المفترض أن يحصل عليها علاء مبارك لو كان قد ورد الصفقة .) انتهى الخبر http://www.saveegyptfront.org/news/?c=170&a=25519
* إن كان الخبر صحيح فتلك كارثة ما بعدها كارثة أن يستخدم شعب مصر بأكمله ويتم شحنه بالكراهية والعنف ضد الشعب الجزائري ، فتعم الفوضى الشارع المصري وتخلط الأوراق بين الهوية والانتماء وبين العداوة الشخصية بين ثلة من السماسرة حاولوا تجييش الجيوش وحشد الطائرات صراعا على عمولة ب100 مليون دولار .. ويتم توظيف الإعلام لحرب كلامية بذيئة لا ترقى لمستوى الأخلاق والأدب ، فنرى وجوها إعلامية تنادى بقتل كل جزائري على أرض مصر وكأننا وحوش أو حيوانات ، ونرى أهل الفن يدخلون على الخط أمثال الفنانة زينة التي وصفت الشعب الجزائري بأنه شعب حقير وليس به رجال ، مع انه لو بحثنا في عقل زينة لن نجدها قد عرفت يوما تاريخ الشعب الجزائري المشرف لها ولكل الأمة ، أضف إلى ذلك ما قاله سعد الصغير من انه (لو شاف جزائري ح يقطعه ) أهذه هي أخلاق الشعب المصري ؟ أهكذا يكون رد الفعل على أخطاء ثلة من بلطجية النظام الجزائري الفاسد ؟ لا والله فما صدر عن هؤلاء شيء مؤسف ومخزي يندى له الجبين العربي ..فلا هؤلاء يمثلون كل الشعب المصري ولا البلطجية الذين حشدهم بوتفليقة يمثلون الشعب الجزائري الذي نعرف تاريخه جيدا … لهذا أقدم اعتذاري لكل جزائري حر في كل إرجاء العالم .
* أما إذا كان خبر الصفقة غير صحيح فليرد السيد علاء فمن حق الشعب المصري أن يعرف الهدف الحقيقى من وراء حملته الشعواء التي شنها على السفير الجزائري في مصر إلا أن يدعى انه من اجل مصر ومن اجل المصريين .. فالمصريون مهانون داخل مصر وخارجها ، ويقتلون يوميا بيد الآلة العسكرية الصهيونية على الحدود ولم نسمع يوما لا جمال مبارك ولا علاء مبارك ثارا كل هذه الثورة التي ظهرت من أفواههم دفاعا عن اى مصري … ولم نسمع يوما أن أحدا منهما دافع عن حقوق المصريين في بلدهم التي اغتصبها عصابات رجال الأعمال ، ولا رأينا ثورتهم تلك من اجل من قتلوا بيد رجال الشرطة المصرية.. أم أن إهانة المصري وقتله داخل مصر وعلى حدودها حلال وإصابته على يد بلطجية النظام الجزائري حرام ؟ لا هذا ولا ذاك نرضاه لاى مصري ولكن أصلحوا ما بالداخل كي توفروا على أنفسكم انتقاد الخارج .
* السفير المصري في السودان فجر قنبلة مدوية عندما صرح في صحيفة المصري اليوم قائلا (أبلغنا القاهرة بتحركات الجزائريين وشراء الأسلحة قبل المباراة بثلاثة أيام ) رغم أن النظام في القاهرة ادعى أنه لم يكن يعلم بتلك التحركات الجزائرية ، واتهم الأمن السوداني بالتواطىء .. فشن الهجوم على السودان ، وشن الهجوم على قناة الجزيرة وبدأ النظام وأزلامه يخبط هنا وهناك بهدف التغطية على الأسباب الحقيقة لتلك الحملة الشعواء .. مما يدفعنا للتساؤل إذا كانت القاهرة على علم مسبق بتحركات الجزائريين فلماذا تم حشد الآلاف من أهل الفن والصحافة والجماهير المشجعة في طائرات معرضين حياتهم للخطر ؟ ولماذا لم تلغى المباراة من أساسه ويتم إبلاغ الفيفا بالأسباب ؟ ولماذا لم تنسحب مصر من تلك المباراة دفاعا عن حياة المنتخب وحماية للجماهير ؟ ومن يتحمل مسؤولية تلك المواجهة التي أسفرت عن إصابات حتى ولو كانت طفيفة ؟ وهل بعد كل هذا نشك ولو للحظة إن السيد علاء مبارك أرادها حربا بين الجانبين انتقاما من سعيد بوتفليقة الذي استولى على عمولة ال100 مليون دولار ؟
* ربما الغرض من هذا المقال ليس توضيح الحقيقة فقط التي تقول أننا شعوب سهل انقيادها وتسييرها من قبل الإعلام المضلل ، الكاذب سواء من الجانب المصري أو من الجانب الجزائري .. بل لندرك أن تلك الأنظمة العربية أفقدتنا وعينا بعروبتنا وإسلامنا .. أنظمة لا تعرف إلا المتاجرة والسمسرة بدمائنا وهويتنا ..وللأسف ربت شعوبها على الجهل بمعنى العروبة وتاريخ الأمة ، أنظمة لم تعلمنا سوى المعايرة ، والسب والشتم والردح والبلطجة في الأقوال والأفعال .. فالبلطجة كما هي أداة في يد النظام المصري يستخدمها ضد كل معارضيه ، هي أيضا أداة في يد النظام الجزائري استخدمها ضد كل من يعارضه ويهدد وجوده .. لهذا.. لا هذا ولا ذاك يتحدث باسمنا نحن الشعوب .. نحن بحاجة لأنظمة تعمل على توثيق الروابط بين الشعوب ، أنظمة تعرف معنى العروبة والإسلام ، أنظمة قدوة للشعوب تقودها إلى الأمام وليس إلى الخلف ، وأنظمة تمحو الجهل بالتاريخ والجغرافيا وليست أنظمة تمزق الأرض وتعمل على بناء جدران العداوة والكراهية بين الشعوب … !! ومهما فعلت تلك الأنظمة فلن تستطيع محو تاريخ شعبين اختلطت فيها دماء الجزائري بدماء المصري على أرض الجزائر ، وستعود العلاقة بينهما رغم أنف الحاقدين … فهذه الأنظمة مصيرها إلى زوال والأرض والشعوب باقية .
* إعتذارى لكل الشرفاء والأحرار في الجزائر وليس للنظام الجزائري الذي لا يختلف في نهجه عن النظام المصري .. اعتذار عن كل إساءة خرجت من أفواه الأقزام في مصر ولطخت تاريخ الجزائر الذي يتشرف به كل عربي وكل مسلم .. اعتذار للأرض التي أنجبت جميلة بو حريد و عبد القادر الجزائري ، وعبد الحميد بن باديس ، اعتذار لكل حبة رمال من ارض الشهداء الأبرار .. اعتذار لكل جزائري حر لم يخضع عقله أو قلبه لأهواء السماسرة .
وفاء إسماعيل