سويسرا: ما بها مآذن المساجد عندكم؟
سويسرا: ما بها مآذن المساجد عندكم؟
بقلم: زياد ابوشاويش
صوت مجلس النواب السويسري بالأغلبية لصالح قرار يحظر بناء المآذن بمساجد الدولة أو المنطقة العليا منها لأسباب تتعلق بتداعيات بنائها على فكر وثقافة المواطنين كما جاء في حيثيات القرار وكذلك لتحجيم تأثيرات العولمة على صعيد التطرف الديني حسب زعم من أيدوا القرار.
منظمة العفو الدولية شجبت على الفور هذا القرار وسوف نسمع الكثير من الإدانة لهكذا قرار يخلو من أبسط معاني التسامح الديني وقيم العدل التي لا تفرق بين دين وآخر ولا بين إنسان وآخر بسبب معتقده الديني.
إن القرار يعني في النتيجة منع بناء المساجد من حيث الأساس ذلك أن قبة المسجد أو المئذنة هي عماد المسجد ومنها يرفع الآذان وهي تساوي تماماً قبة الكنيسة وجرسها ومن هنا كانت غرابة القرار وحماقته.
المسلون في سويسرا لا يشكلون خطراً على الدولة كما ان سويسرا لا تدخل في أحلاف أو معاهدات مع أحد وهي بلد محايد تاريخياً وغير مستهدف من أي طرف مسلماً كان أو من أي ديانة أخرى، ولذلك كان على ممثلي الشعب السويسري أن يتوخوا الدقة والحذر في التعامل مع قضية حساسة كهذه.
وفي المقابل وحتى لا تكون ردة الفعل بذات الخلل الذي شاب هذا القرار من حيث استهدافه للإسلام والمسلمين دون أي مبرر منطقي نذكر أن أحد المدن الفرنسية أعلنت في ذات اليوم عن بناء أكبر مسجد فيها على مساحة 8000 آلاف متر مربع في تناقض واضح مع توجهات سويسرا الخاطئة على هذا الصعيد.
الدين لله والوطن للجميع ومنع الإرهاب أو ما يشجع عليه لا يكون بهكذا قرارات خاطئة تنتج عكس ما ادعاه المشرعون السويسريون في تبرير القرار، والصحيح أن يتم إلغائه بأقصى سرعة.