أرشيف - غير مصنف
الإمارات: نجحنا في تخطى الأزمة العالمية بدون اتخاذ خطط إنعاش
في الوقت الذي قامت فيه دول العالم بضخ مليارات الدولارات كوسيلة للحد من تداعيات الأزمة المالية العالمية فضلا عن كون ذلك حل سريع لانعاش الركود الذي أصاب الاقتصاديات المتأثرة، أعلنت الإمارات أنها نجحت في الحد من تأثير أصعب مرحلة من تباطؤ وانكماش الاقتصاد العالمي بدون اللجوء إلى اتخاذ أية تدابير حمائية كبقية دول العالم.
وأكدت لبنى بنت خالد القاسمي وزيرة التجارة الخارجية خلال كلمة ألقتها في الاجتماع الوزاري السابع لمنظمة التجارة العالمية المنعقد حاليا بجنيف أن بلادها استطاعت تحقيق معدلات نمو اقتصادي وسط استمرار تأثير الأزمة المالية العالمية على مكونات الاقتصاد العالمي كافة.
وقالت القاسمي إذا كانت تداعيات الأزمة المالية العالمية خيمت على الإمارات خلال الفترة الماضية إلا أن الاقتصاد الوطني نجح في الخروج منها بقوة أكثر وعزم أشد وأثبت للعالم متانة مكوناته وقدرته على مواجهة التحديات المختلفة.
وأشارت القاسمي أيضا خلال كلمتها بمناسبة اليوم الوطني الثامن والثلاثين للدولة إلى تضاعف حجم الاقتصاد الإماراتي في ظل دولة الاتحاد حوالي 200 مرة على مدى العقود الماضية وتطور الناتج المحلي الإجمالي من 4.7 مليار درهم عام 1972 إلى أكثر من 934 مليار درهم عام 2008 .. فيما زادت مساهمة القطاعات غير النفطية من 10% في المراحل الأولى إلى أكثر من 63% حاليا في حين تضاعف الفائض التجاري للإمارات أكثر من 46 مرة من 3.1 مليار درهم عام 1972 إلى 143 مليار درهم عام 2009 فضلا عن ارتفاع الصادرات السلعية من 5.2 مليار درهم إلى 879 مليار درهم عام 2008.
وجاء تصريحات القاسمي مع تأكيد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الامارات العربية المتحدة أن اقتصاد بلاده بخير وأن الأزمة المالية العالمية لن تكون سببا للتراجع أو التراخي مشددا على الإستمرار بثبات في تنفيذ الإستراتيجيات والخطط والمشاريع التي بدأت من قبل.
وقال الشيخ خليفة إن دولة الإمارات تمكنت من تجاوز المرحلة الأصعب من الأزمة المالية العالمية مستدلا على ذلك بالصعود التدريجى لمؤشرات الحركة الإقتصادية لمعظم القطاعات بداية من الربع الأخير للعام الحالي .
وأوضح أن التحولات التي يعيشها اقتصاد دولة الإمارات تنطلق وفق ضوابط ومعايير تؤسس لنموذج إقتصادي جديد يستند في خطته على مكونات واقع مجتمع قادر على الإنتقال من مرحلة العمالة الكثيفة إلى مرحلة جديدة قوامها الصناعات وأعمال عالية التقنية كثيفة رأس المال تستند على المعرفة والتكنولوجيا المتقدمة والوعي البيئي حفاظا على الوطن وحماية للهوية وزيادة لفرص عمل أمام أبناء الوطن.
وأضاف في كلمته التي اوردتها وكالة أنباء الإمارات “وام” أن إطلاق الطاقة البشرية المواطنة هو رهان وجود وشرط بقاء ومقصد قوة وضرورة أمن وأولوية تتطلب العمل على عدة جهات.
ودعا الشيخ خليفة الذى تولى رئاسة الإمارات قبل خمس سنوات إلى طرح مزيد من المبادرات لتعبئة الطاقات الوطنية الشابة والإرتقاء بقدراتها ووضع الشباب في صلب العملية التنموية وتفعيل قوى المجتمع كافة وإعادة تشغيل القوى المعطلة ودمج ذوي الإحتياجات الخاصة وضبط مؤسسات التنشئة والتثقيف والإعلام لتكون نبضا حقيقيا للمجتمع وتمكين المرأة لتأكيد الثقة في إمكانياتها كفاعل أصيل في كل مجالات العطاء والعمل.
إلى ذلك، أكد محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “أننا في دولة الإمارات عموماً ودبي خاصة أقوياء ومثابرون ولدينا العزيمة وقوة الإرادة لا إرادة القوة لمواجهة كافة التحديات بما فيها التحديات الإعلامية المغرضة”.
وأكد عدم قلقه لهذه الضجة الإعلامية المبالغ فيها. وقال حول رؤيته لما هو جار من حملة إعلامية تم تصحيحها “الشجرة المثمرة الكل يحاول أن يطالها أو يرميها بحجر أو بأي شيء آخر يكون في متناول يده فكيف إذا كان لدينا سبعة بساتين مثمرة فمن الطبيعي أن نتعرض لكل هذه المبالغات البعيدة عن الواقع”.
وأكد أن اقتصاد الإمارت من بين أكثر اقتصادات دول العالم قوة واستقراراً بتنوعه وإمكانياته الكبيرة واعتماده التخطيط الاستراتيجي واستيعابه لغة وأدوات عصر المعرفة.