أرشيف - غير مصنف
دبي تتحدى المخاوف بافتتاح منتجعها في لاس فيجاس
يبدو أن مخاوفها من سقوط نموذجها الاقتصادي، دفعت بدبي العالمية الى المراهنة على منتجع في لاس فيجاس بقيمة خمسة مليارات دولار، يمنع فيه التدخين وشرب الكحول والمقامرة في محاولة منها الى لملمة بعض من مصداقيتها التي تناثرت بعد الازمة الاخيرة.
وقالت صحيفة التايمز أن دبي تأمل من خلال المشروع الذي تنجزه دبي العالمية، ان تتجنب عواقب ما اعتبرته الصحيفة أكبر تخلف عن سداد ديون في التاريخ.
ويعتبر المشروع منتجعا، لكنه ليس كازينو للعب القمار، وليس مكانا للتدخين، واسعار الغرف لا علاقة لها بظاهرة الكساد الاقتصادي العالمي، فكلفة الليلة الواحدة للغرفة في المنتجع قد تصل الى 1200 دولار.
ويرى مراقبون ان الامارة الخليجية تحاول بعث رسائل “طمأنة” الى الاسواق العالمية، فيما الأسواق الإماراتية تواصل عمليات التراجع القاسية في أعقاب الإعلان عن رغبة شركات مملوكة لحكومة الإمارة بتأجيل سداد ديونها، وتابعت الكثير من الأسهم المحلية تراجعها بقرابة الحد الأقصى، في حين امتد الفزع إلى أسواق أخرى في المنطقة، وبينها الكويت وقطر، التي فقدت قرابة 600 نقطة.
وكان حاكم إمارة دبي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، قد سعى إلى طمأنة الأسواق من خلال التأكيد على أن اقتصاد الإمارة “قوي وصلب ومثابر،” مشيرا أن رد الفعل العالمي الأخير على أنباء شركات الإمارة “يدل على وجود قصور في فهم ما يجري”.
لكن البعض الخبراء علق على تطمينات الشيخ أحمد سعيد آل مكتوم ” رئيس لجنة العليا للسياسة المالية” بأنها تفتقر للأرقام والخطط الواضحة، فلا تكفي التطمينات المعنوية دون أرقام تسند بعضا من التهاوي لامارة دبي.
وفيما تردد وسائل الاعلام العالمية أن الصفعة الاخيرة التي تلقتها دبي هي بمثابة سقوط نموذجها الاقتصادي، يرى مسؤولون اماراتيون انه من المبكر القول إن هذه القضية سيكون لها تأثير مدمر على دبي، دبي جزء من الاقتصاد العالمي وهناك شركات عاملة ورابحة وبالمقابل، هناك استثمارات سيئة، وسيكون من الخطأ اعتبار أن نموذج دبي الاقتصادي قد تضرر على المدى البعيد.
وغرقت امارة دبي في مستنقع الشك حيال قدرتها المالية، وأضر التعثر الاخير بمصداقيها أمام العالم حيث أكد محللون إن دبي ستواجه في هذا المناخ صعوبة كبيرة في إصدار سندات، والحصول على قروض بسبب ما لحق بمصداقيتها من ضرر.
وهذا يعني، حسب المحللين، أن قدرة دبي على إعادة تمويل ديونها، التي تقدر بنحو ثمانين مليار دولار، ستتعثر بشكل كبير.
وتعول دبي على مشروع سيتي سنتر الذي تبلغ قيمة المشروع نحو 8.5 مليارات دولار، وذلك للمساعدة في تسديد بعض من ديونها الطويلة الأجل والانتهاء من سلسلة خسائر وأزمة ديون أغرقتها تقريبا.
ويأتي افتتاح المشروع غير الرسمي بعد مرور عامين من الركود العام، الذي بدأ جنباً إلى جنب مع أزمة الائتمان العالمية، التي قادت سهم المجموعة “إم جي إم” إلى أقل من دولارين في مارس الماضي، وأجبرت المجموعة على بيع حصة فيها إلى مؤسسة كيرك كيركوريان.
وأشرف مشروع سيتي سنتر على الإفلاس، كما عانى مشكلات في البناء. وفي أكتوبر 2007 رفض المساهمون في شركة إم جي إم عرضاً من شركة دبي العالمية لشراء أسهمهم في الشركة التي تمتلك نوادي للترفيه في لاس فيغاس.