أرشيف - غير مصنف
الإماراتيّون سعداء بالأزمة!
رغم أن مواطني دبي منزعجون بسبب تجميد الإمارات سداد الديون، إلا أن كثيراً منهم يأملون أن توقف هذه الأزمة السيل المتدفق من الأجانب على مدينتهم العربية الخليجية المحافظة التي تبلغ نسبة الأجانب إلى مواطنيها عشرة إلى واحد.
وبعدما أثارت دبي قلق الأسواق العالمية الأسبوع الماضي حينما أعلنت أن إحدى شركاتها الكبرى تطلب تجميد مدفوعات ديونها لمدة ستة أشهر، قدرت وكالة «موديز» للتصنيف الائتماني ديون دبي المتراكمة بحوالى 100 مليار دولار.
ويقول غالبية الإماراتيين إنهم فخورون باسم دولة الإمارات على الساحة الدولية، الذي اكتسبته من خلال مشروعات دبي المبهرة مثل جزر صناعية على شكل سعف النخيل وتحف معمارية مثل فندق برج العرب.
لكن مع تدفق الأجانب تقلص عدد الإماراتيين إلى عشرة في المئة من سكان دبي الذين يقدر عددهم بنحو 1.7 مليون نسمة، ولا تختلف هذه النسبة كثيراً قياساً إلى إجمالي سكان دولة الإمارات البالغ عددهم 4.2 ملايين نسمة.
وتقول ابتسام الكتبي أستاذة العلوم السياسية بجامعة الإمارات في العين «كان الاستثمار العقاري هو الصوت الوحيد المسموع هنا، وإذا انتقدت أي شيء فإنهم يقولون لك إنك ضد التنمية»، مضيفة إن العائلات التجارية الكبيرة لديها مصالح تجارية خاصة في ما أصبح يعرف باسم «نموذج دبي».
وكانت دبي صاحبة الريادة في الإمارات ومنطقة الخليج في السماح للأجانب بامتلاك عقارات في مناطق محددة وتشجيع الأثرياء من العرب والآسيويين والغربيين على الشراء في «أرض الأحلام».
والحكام وبعض العائلات التجارية هم أكبر المستفيدين من الرخاء. ويعمل غالبية الإماراتيين في القطاع الحكومي ويعيش بعضهم حياة متوسطة الحال.
وبينما يتركز الأجانب في المدن والأبراج السكنية الفاخرة يميل الإماراتيون إلى العيش وفقاً لتقاليدهم الخاصة في مساكن منفصلة.
ويعلّق المدوّن الإماراتي أحمد منصور «أعتقد أن الإمارات وصلت إلى نقطة اللاعودة في مسألة الاختلال السكاني».
وفي الإمارات، المعارضة مكبوتة في مجتمع تسيطر عليه وسائل الإعلام الرسمية التي تؤيد سياسات الحكام. ويوجد مجلس استشاري اتحادي، لكن أقل من واحد في المئة من الإماراتيين هم الذين يتمتعون بحق الانتخاب.
وتواجه الأنشطة الإعلامية التي تنتقد الحكام أو تضر الاقتصاد غرامات ضخمة في مسوّدة قانون ينتظر الموافقة.
ويرى عالم السياسة الإماراتي عبد الخالق عبد الله أنه «على المستوى الأساسي، هناك إدراك بأن هذه الدولة تمكنت من تلبية احتياجات الأجانب إلى حد بعيد ولم تمنح الاحتياجات المحلية مثل هذا الاهتمام».
(رويترز)