خطة أوباما للحرب وجائزة نوبل للسلام!
خطة أوباما للحرب وجائزة نوبل للسلام!
بقلم: زياد ابوشاويش
في خطابه المتلفز للشعب الأمريكي فجر يوم الأربعاء 2 / 12 / 2009 والذي تعمد إلقائه في كلية ويست بوينت العسكرية أمام طلبة الكلية من الجنسين أعلن الرئيس الأمريكي باراك اوباما عن زيادة قواته في أفغانستان ثلاثين ألفاً من الجنود وبهذا العدد المضاف لواحد وعشرين ألفاً من الجنود الأمريكيين أرسلهم في شهر آذار (مارس) هذا العام يكون السيد أوباما قد ضاعف عدد جنوده في البلد المتهم بإيواء تنظيم القاعدة المسؤول عن الهجوم المدمر في الحادي عشر من سبتمبر أيلول عام 2001 والذي استخدمته إدارة بوش المنصرفة في إعلان الحرب على ما يسمى بالإرهاب واتخاذ الأمر ذريعة لبسط هيمنة أمريكا على العالم.
هذا هو جوهر الخطة وكل ما قاله الرئيس الأمريكي حول مكافحة الفساد في أفغانستان ومساندة باكستان وغير ذلك من الكلمات الحماسية للشباب الأمريكي أو التحريض على مشاركة أعلى من النيتو أو حتى الانسحاب المزمع تنفيذه بعد عامين تقريباً من أفغانستان، كل ذلك لا يمثل أي قيمة حقيقية في مجرى الصراع الذي تخوضه أمريكا ضد العالم كله وليس أفغانستان فقط، حيث لم ينس السيد أوباما أن يقول الرقم الفعلي لكلفة الحرب على أفغانستان والعراق البالغة الف مليار دولار في دلالة واضحة على خطأ هذه الحرب.
لا تعني خطة أوباما سوى أمر واحد هو توسيع رقعة القتال في البلد المنكوب بالاحتلال والفساد والصراع على السلطة، والمخدرات التي تشكل أكبر مصائب أفغانستان.
إن إرسال هذا العدد الكبير من الجنود في المرحلة القادمة والدفع باتجاه مشاركة مزيد القوات من حلف النيتو في القتال هناك سيستدرج الجميع لمستنقع من الدم لن تخرج منه أمريكا وحلفاؤها منتصرين في مطلق الأحوال، وقد دلت تجربة العراق على ما نقول ذلك أنه حتى هذه اللحظة لم تحقق زيادة عدد الجنود سوى المزيد من القتلى الأمريكيين والمزيد من النعوش العائدة للولايات المتحدة، وهكذا حدث مع السوفييت في مرحلة سابقة لم يستفد السيد أوباما على ما يبدو من دروسها المريرة.
أفغانستان بلد له تضاريس وعرة وطقس صعب وشديد القسوة كما أن مقاتلي حركة طالبان ومن يواليهم والرافضين للاحتلال يجيدون التعامل مع بلدهم وإمكاناتها بشكل يفوق قوات الغزو بمرات عديدة وكذلك يلعب جهل الأمريكيين بعادات وتقاليد البلد والتعامل الخاطيء مع المجتمع والقصف الأعمى للمدنيين دوراً في تأجيج غضب السكان والمقاتلين، وقد رأينا تحول عدد كبير منهم إلى قنابل موقوته حيث ازداد عدد الانتحاريين وازدادت الخسائر الأمريكية وحلفائها بشكل كبير.
الإصرار على استمرار القتال وتوسيع دائرته وما يرافق ذلك من ازدياد عدد القتلى العسكريين الأمريكيين والأفغان وقبلهم المدنيين العزل يرسم ألف علامة استفهام حول مبررات منح أوباما جائزة نوبل للسلام ولا يمكن فهم المسألة باعتبار الجائزة يجب أن تكون دافعاً لمن يحصل عليها لمزيد من بذل الجهد من أجل تثبيت دعائم السلام، وتقدمه نموذجاً لصانع السلام والعامل من أجله، والحال بعد خطاب السيد أوباما أن هذه الجائزة تقدم نموذجاً مناقضاً، وفي المحصلة فإن الجائزة وزيادة القوات لن تمنح أمريكا السلام الذي تنشده.
Zead51@hotmail.com