أظهر تقرير سنوي صادر عن مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير) أن التمييز ضد المسلمين آخذ في النمو بالولايات المتحدة حيث تزايدت حالات التمييز عام 2008 بنسبة 3% عن عام 2007. ونشرت (كير) تقريرها السنوي الرابع عشر عن مسلمي أمريكا، راصدا حوادث معادية للإسلام وإساءات ضد المسلمين في الولايات المتحدة خلال عام 2008.
ويقول نهاد عوض المدير التنفيذي لـ"كير" لـ"إسلام أون لاين.نت": "وصل عدد حالات التمييز التي تم إبلاغ (كير) بها خلال عام 2008 إلى 2728 حالة تخص الحقوق المدنية للمسلمين".
ووفقا للتقرير فإن هذه الحالات تمثل زيادة بنسبة 3% عن عدد الحالات المبلغ عنها في عام 2007، و11% زيادة عن عام 2006، وتتضمن 10 ولايات وقع بها ما يقرب من 80% من إجمالي الحوادث المبلغ عنها.
ويشير عوض إلى أن ولايات فيرجينيا وكاليفورنيا والعاصمة واشنطن لديها أعلى النسب المئوية من إجمالي الحوادث المعادية للإسلام والتي يتم إبلاغ "كير" بها.
ويظهر التقرير الذي جاء بعنوان "السعي للاندماج الكامل" أن المسلمين لا يزالون يعانون من التنميط والمراقبة والتدقيق غير المبرر من جانب السلطات.
ويؤكد عوض أن الأماكن الأكثر شيوعا لحدوث انتهاكات للحقوق المدنية للمسلمين تظل في المنظمات الإسلامية والمساجد.
وبدأ مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية "كير" في نشر تقاريره السنوية منذ التفجير الذي وقع في أوكلاهوما عام 1995، الحادث الذي نسب لمرتكبه علاقته بالإسلام ودفع المجتمع الأمريكي إلى ممارسة المضايقات والاعتداءات الفعلية على المسلمين في جميع أنحاء أمريكا.
على الصعيد ذاته أعرب التقرير الصادر عن "كير" عن أسفه لتزايد الخطاب المعادي للإسلام في المجتمع الأمريكي خلال عام 2008، مضيفا أن "بعض الأفراد والمؤسسات مستمرون في تحقيق أرباح من خلال تشويه صورة الإسلام".
واستشهد التقرير المؤلف من 43 صفحة بالانتخابات الأمريكية الرئاسية الأخيرة باعتبارها مثالا "مثيرا للقلق" والتمييز والدعاية المعادية للإسلام في عام 2008.
وجاء في التقرير أن "التصريحات المعادية للإسلام استمرت طوال الحملة الانتخابية الرئاسية.. ومن المواضيع الرئيسية المتعلقة بالتمييز ضد المسلمين في الحملة هو استخدام الإسلام كوسيلة للتشهير".
وظل كثير من المحافظين ووسائل الإعلام الأمريكية مصرين على أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما يخفي إسلامه، وأوباما هو ابن لأم مسيحية وأب كيني مسلم ثبت بعد ذلك إلحاده.
كما أورد التقرير الفيلم الأمريكي "الخوف: حرب الإسلام المتطرف على الغرب" كمثال آخر على ارتفاع التمييز ضد المسلمين في الولايات المتحدة عام 2008.
ووزع منتجو الفيلم نحو 28 مليون نسخة في 14 ولاية أمريكية في إطار المنافسة الحامية التي شهدتها الحملة الانتخابية الرئاسية قبل التصويت بعشرة أيام بين المرشحين الجمهوري جون ماكين والديمقراطي باراك أوباما، ويعرض الفيلم مشاهد عنف يشارك فيها أطفال مسلمون ويقارن في إحدى اللقطات بين "الإسلام المتطرف" و"النازية".
وأشارت "كير" في تقريرها إلى أن "توزيع الفيلم كشف استغلال الخوف من الإسلام من أجل التصويت للمرشح الجمهوري".
تفاؤل
وعلى الرغم من كل الحالات التي أوردها التقرير السنوي الرابع عشر لـ"كير" والذي يوضح ارتفاع التمييز ضد المسلمين فإن المسئولين بـ"كير" أوضحوا أن هناك أسبابا تدعو للتفاؤل.
وبحسب التقرير فإن "جرائم الكراهية ضد المسلمين انخفضت عام 2008 بنسبة 14% عن العام الذي يسبقه".
وقال إبراهيم هوبر مدير شئون الاتصالات بـ"كير" لـ"إسلام أون لاين.نت": "هذا مؤشر جيد يدعو للتفاؤل لأن جرائم الكراهية هي أقوى مظهر للمشاعر المعادية للإسلام في مجتمعنا".
وأشار إلى أن هناك أسبابا أخرى تدعو للتفاؤل من بينها ظهور الرفض لمشاهر الكراهية ضد المسلمين.
ويضيف هوبر: "على الأقل هناك شخص مثل كولن باول وزير الخارجية الأمريكي الأسبق الذي قال علنا: ماذا لو كان أوباما مسلما؟ والسيناتور جون ماكين الذي رفض خلال إحدى الحفلات أن يكون أوباما مسلما.. لذلك نحن لدينا تياران متنافسان ونأمل أن يفوز أحدهما".
ويخلص تقرير "كير" إلى عدد من التوصيات والإجراءات التي تقوم بها كل من إدارة الرئيس أوباما والكونجرس والمؤسسات الإسلامية الأمريكية.
وحث التقرير في توصياته إدارة أوباما على الحد من حجم قوائم المراقبة وتخصيص أكبر قدر من الخصوصية والحريات المدنية للمسلمين في الولايات المتحدة والبالغ عددهم نحو 7 ملايين مسلم.
كما وجه التقرير الدعوة لأوباما لزيارة أحد المساجد الأمريكية، قائلا: "زيارة المسجد الأمريكي ستكون رسالة قوية ولا يمكن التقليل من أهمية هذه الزيارة الرمزية".