مالك بن نبي ونظرية القابلية للإستعمار
رابح فطيمي
حين تحدث أستاذنا الكبير مالك بن نبي حول القابلية للاستعمار وبقي الرجل يؤكد على هذه النظرية حتى نهاية حياته . وهو الذي لمس بفكره عمق الثورة ودور الاستعمار في إجهاض نضال الشعوب يقول الأستاذ في كتابه شروط النهضة:"ونحن في هذا الفصل نريد ان نتعرض لمعامل آخري ينبعث من باطن الفرد الذي يقبل لنفسه تلك الصبغة ، والسير في تلك الحدود الضيقة التي رسمها الاستعمار وحدد له فيها حركاته وأفكاره وحياته.أن المستعمر يريد منا بطالة يحصل من ورائها يدا عاملة بثمن بخس فيجد منا متقاعدين، بينما الأعمال الجدية تترقب من الهمة والنشاط . وهو يريد منا جهلة يستغلهم ، فيجدنا نقاوم ذلك الجهد البسيط المبذول عندنا ضد الأمية وهو جهد جمعية "علماء المسلمين".". رغم ما أبدته الشعوب العربية أثناء الاحتلال في القرن الماضي من بطولات قل نضيرها حتى ان فرنسا فرت لا تلوي من ضربات موجعة تلقتها من أبطال عزل ، وهي القوة الرابعة في العالم حينها وخرج الاستعمار من كل الدول المحتلة مشرقا ومغربا الا انه نخر النفوس ولوثها .رغم الهزائم التي تلقاها الا اننا لم نستطيع ان نتخلص من سموم نفثها في أعماقنا ،وأقولها بكل أسف:عقود من زمن مضت على استقلال الدول العربية والإسلامية لكننا لم نستطيع ان نحس بالندية ،مازال العربي يستعمل لغة الأجنبي ويفتخر بها وفي كثير من الدول التي عشقت البطولات وتغنت بها وكانت العربية والعقيدة الإسلامية هي المحرك لتلك البطولات التي سطرت وتسطر الى الأزل في نفوسنا العزة قبل تظهر على الأرض فجأة نجد أنفسنا منغمسين في لغات وثقافات كان بالأمس أصحابها يجلدننا الى حد الاحتضار،من الذي حرك تلك اللعبة الجديدة ليقضي على كل قطرة دم بذلنها ؟من الذي ضيع فرحة الحرية؟،فرحة الثقافة، فرحة الإبداع؟ فرحة المستقبل؟،من الذي ضيع زغرودة المرأة الجزائرية وهي تطل من على الشرفة وتردد :"يا محمد مبروك عليم الجزائر رجعت ليك" ؟أشياء فجئتنا ونحن لزلنا في زهو الانتصار .حدث شيء يشبها انفجار قنبلة ولم يترك أثر.بدل ان نعزز انتصاراتنا العظيمة ونثمن التضحيات الجسيمة وتكون ثوراتنا هي الملهم في بناء دول عظيمة أردنا إلا أن نضيع الزاد في وسط الطريق يقول الأستاذ مالك بن نبي: "ان القضية عندنا منوطة اولا بتخلصنا مما يستغله الاستعمار في أنفسنا من استعداد لخدمته ، من حيث نشعر او لا نشعر، ومدام له سلطة خفية على توجيه الطاقة الاجتماعية عندنا ، وتبديدها وتشتيتها على أيدينا ، فلا رجاء في استقلال ،ولا أمل في حرية ، مهما كانت الأوضاع السياسية ،.ان الاستعمار لا يتصرف في طاقاتنا الاجتماعية الا لأنه درس أوضاعنا النفسية دراسة عميقة ، وأدرك منها مواطن الضعف، فسخرنا لما يريد ، كصواريخ موجهة يصيب منها ، فنحن لا نتصور الى أي حد يحتال لكي يجعل منا أبواقا يتحدث فيها ، وأقلاما يكتب بها انه يسخرنا وأقلامنا لأغراضه ، يسخرنا له بعلمه وجهلنا.والحق اننا لم ندرس بعد الاستعمار دراسة علمية كما درسنا هو حتى أصبح يتصرف في بعض مواقفنا الوطنية ، وحتى الدينية ، من حيث نشعر أو لا نشعر .أننا أمام قضية خطيرة وجدي
رابح فطيمي:كاتب من الجزائر