تعقُّب المسئولين عن كارثة سيول جدة ومحاكمتهم وجمع الأدلة والمستندات التي تدينهم ومتابعة إجراءات السلطات السعودية بحقهم..
هذه بعض الأهداف التي انطلقت من أجلها حملات إلكترونية عديدة على الموقع الاجتماعي "فيس بوك" في أعقاب كارثة السيول التي اجتاحت مدينة جدة يوم 25-11-2009 وأودت بحياة نحو 120 شخصا، إضافة إلى تشريد نحو 22 ألف فرد، بحسب ما ذكرته مصادر رسمية سعودية.
ومن أبرز هذه الحملات "الحملة الشعبية للمساهمة في إنقاذ مدينة جدة" التي قال القائمون عليها إنهم شكلوا فريقا قانونيا لجمع المستندات التي تدين المسئولين عن حدوث كارثة جدة.
وأعرب القائمون على هذه الحملة، التي انضم إليها نحو 40 ألف عضو حتى وقت إعداد التقرير، عن استعدادهم "لوضع جميع المستندات والوثائق القانونية المطلوبة تحت إرادة" لجنة تقصي الحقائق في أحدث جدة التي شكلها العاهل السعودية مؤخرا.
أما حملة "معًا هنا بصوت واحد لننقذ مدينة جدة" فقد انضم إليها ما يقرب من 2500 عضو، وأكد القائمون عليها أنهم لن يقفوا صامتين تجاه ما حدث وطالبوا الجميع بمساندتهم لمحاكمة المتسببين في الكارثة وضمان تنفيذ الإجراءات التي أعلنت عنها السلطات السعودية للتخفيف على المضارين وإصلاح أحوالهم.
وقالوا عبر صفحتهم على "فيس بوك": "لن نقف صامتين.. إلى أن نضمن حقوقنا كشعب.. وأبو متعب (العاهل السعودي) ما قصر، الله يطيل بعمره أمر بأن يحاسب كل من هو مسئول عن هذه الكارثة.. ونريد أن نضمن أن ما أمر به سينفذ بكامله حتى تنتهي المشكلة تماما وتقام المشاريع التي أمر بها بالكامل.. لأننا فقدنا الثقة بالأمانة العامة لمدينة جدة، ولن نثق فيها بعد الآن".
"لا أمانة"
وفي الإطار ذاته دعت حملة "لا أمانة" التي انضم إليها قرابة 750 عضوا حتى الآن، إلى "محاسبة كل من سعى في الأرض فسادا وخصوصا المسئولين (عن كارثة السيول) في أمانة جدة" دون تحديد أي منهم.
وفي هذا الصدد، انطلقت حملة بعنوان "مليون توقيع للمطالبة باستقالة عادل فقيه من أمانة مدينة جدة"، محملة له المسئولية عن كارثة السيول.
وبرر القائمون على هذه الحملة، التي انضم إليها قرابة 5.500 عضو، مطلبهم بالقول: "بعد الأحداث الأخيرة التي وقعت في جدة من سيول ووفيات وترويع للسكان بسبب الأمطار نطالب باستقالة أمين مدينة جدة عادل محمد فقيه؛ لأنه شخص لم يحسن التصرف والتعامل في منصبة كأمين لمدينة جدة" وفقا لرأيهم.
وانطلقت حملات أخرى لتوثيق ملامح كارثة سيول جدة بالصور كدليل إدانة على المسئولين عنها وكشكل من أشكال التوثيق التاريخي ومنها "حملة توثيق كارثة سيول جدة بالصور" التي انضم إليها نحو 1200 عضو.
وفجرت كارثة سيول جدة مشاكل البني التحية التي تعاني منها المدينة وانطلقت من أجل ذلك حملات تطالب بالضغط لإصلاح هذه الأوضاع ومنها حملة "تسونامي جدة.. إلى متى المعاناة".
واعتبر القائمون على هذه الحملة، التي انضم إليها نحو 3200 عضو، أن سوء البنية التحتية في المدينة من خدمات تصريف مجاري وأمطار وسيول وطرق مشوهه بالحفر كانت من بين أسباب تفاقم المشاكل والخسائر المادية والمعنوية لسكانها وأكبر دليل على ذلك كارثة سيول جدة.
وناشدت حملة "أوقفوا فيضانات جدة" جميع الوزارات بالمملكة باتخاذ الإجراءات المناسبة والصارمة حيال إصلاح عيوب ممرات تصريف السيول والفيضانات وعدم الاكتفاء بالدعاء لإصلاح هذه الأوضاع ورفع البلاء عن المنكوبين.
"حملات الاستغفار"
لكن سعوديون آخرون ركزوا أهمية الدعاء من أجل التخفيف من بلاء الواقع على أهالي جدة عملا بقول الله تعالي: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} [لأنفال:33]، وأطلق هؤلاء حملات للاستغفار الجماعي ومنها حملة "الاستغفار لدفع المكروه عن أهل جدة"، وحملة "أنقذوا جدة باستغفاركم".
وإضافة لما سبق، تواصلت الحملات على الفيس بوك الداعية إلى جمع التبرعات المادية والعينية لمساعدة وإغاثة ضحايا السيول، ومنها "الحملة الشعبية للمساهمة في إنقاذ مدينة جدة" وحملة "بــابــا أعطيني 5 ريالات عشان أعطيها للمنكوبين في جدة".
ودعا بعض المبتعثين من أبناء المملكة للدراسة في الخارج إلى المساهمة في جهود الإغاثة؛ حيث أطلق عدد منهم حملة بعنوان "المبتعثين: حنساعد جدة حتى لو كنا في الغربة".
كما قام عدد من طلبة جامعة الملك عبد العزيز في جدة بإطلاق حملة على "فيس بوك" بعنوان "جامعتي مسؤوليتي"، وتدعو أعضاء هيئه التدريس والطلبة إلى تنظيف وإعادة تأهيل الكليات جامعه وإصلاح الأضرار التي خلفتها السيول كل حسب قسمه وكليته.
أما حملة "نبض جدة" فقد أطلقها القائمون عليها بهدف تطوير مدارك المواطنين حول طرق مواجهة الكوارث، وقدمت هذه الحملة نصائح عديدة للحفاظ على الأرواح والممتلكات قبل الكارثة وفي أثنائها وبعد حدوثها.