ما وراء حراك القدومي ؟!

ما وراء حراك القدومي ؟!

 

هل هناك من مشهد إقليمي متغير دعا القدومي للحراك ؟ ، وهل هناك من بعض العواصم العربية غيرت موقفها من المبادرة العربية ومن تيار أوسلو ؟ ، أم كان حراك القدومي ومازال ناتجا عن محاولات لا تكلل بالنجاح كثيرا أمام عجز سلطة أوسلو في انجاح برنامجها التفاوضي لمعطيات إقليمية ودولية .

 

ذهب القدومي إلى سوريا ملتقيا وزير خارجيتها ومن بعد ذلك التقى مع كبار قادة الفصائل لمناقشة آخر تطورات والمستقبل الذي يحيط بسلطة أوسلو في رام الله وأطروحاتها العقيمة في تناول الصراع العربي الصهيوني .

 

وبعد صمت واعتكاف في تونس تحرك القدومي إلى دولة قطر التي كانت لها ملاحظات متكررة على أداء سلطة أوسلو وأطروحاتها السياسية وخاصة في مجال المصالحة الوطنية إذا صح التعبير ، ولدولة قطر وأميرها كان له انتقاد حاد لأداء المجموعة العربية أبان الهجوم على غزة ومحاولة بعض الدول العربية افشال انعقاد مؤتمر قمة عربي وأخذ قرارات صارمة أمام ما استخدمته إسرائيل من أدوات تدمير ودمار محرمة دوليا في قطاع غزة .

 

ومن ناحية أخرى يوفد القدومي مستشاره لشؤون السياسية السيد عبد الهادي ليلاقي وزير خارجية الكويت حاملا معه رسالة من القدومي كرئيس للدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية .

 

مازال القدومي يحلم بعقد مجلس وطني فلسطيني يحمل معه أداة التغيير للواقع الفلسطيني ولواقع منظمة التحرير وبرنامجها ، تلك الأطروحات التي حملها القدومي منذ فشله أمام التيار الأوسلوي والمتصهين في عقد المؤتمر العام الحركي خارج الوطن المحتل ، ويراهن القدومي على انعقاد مؤتمر وطني فلسطيني بالتعاون مع فصائل المقاومة وأكبرها مثل حماس والجهاد والقيادة العامة والجبهة الشعبية ، إلا أن القدومي لاقى ايجابات مائعة حول رغبته من الإخوة في حماس وفصائل أخرى ، تلك الفصائل التي تنتظر الجديد في حوارها مع تيار أوسلو والتيار المتصهين في داخل المقاطعة في رام الله وفي حركة فتح .

 

ولكن كما قلت هل هناك من جديد جعل القدومي يذهب إلى الخليج ؟ ، وهل هناك من عواصم أخرى يمكن أن يتجه إليها القدومي في محاولاته المستمرة والمتكررة لفرض أداة تغيير على الواقع الفلسطيني واستنهاض همم بعض الأنظمة العربية في دعمه ؟ .

 

لا نتفق كثيرا مع الأخ القدومي في طرحه بانعقاد المجلس الوطني الفلسطيني وكأنه هو الوسيلة الوحيدة لإستنهاض الوضع الفلسطيني ، في حين أن الوضع الفلسطيني يحتاج أكثر من ذلك ، وأن يذهب الجميع إلى إصلاحات في البنية القاعدية للشعب الفلسطيني في الداخل والخارج وللمؤسسات بعد عمليات التخريب التي تعرض لها الشعب الفلسطيني ثقافيا واقتصاديا وأمنيا ، دعوة الأخ القدومي لانعقاد مجلس وطني والوضع مهترئ داخل حركة فتح وشرفائها يلعقون نار التشتت والإقصاء والإستبعاد في وضع مهلهل ، أعتقد أن مراهنة القدومي على عقد مجلس وطني لا يعدو أنها اصلاحات شكلية لإطار متعفن ، ولم يجلب إلا إطارات متعفنة أيضا في غياب عدم التنظيم والتواصل والتآصل بين قوى حركة فتح الشريفة في الساحة الفلسطينية لا يهمنا كثيرا من سيمثل الدائرة السياسية لمنظمة التحرير ولا من سيمثل الخارجية ، المهم لدينا واذا صح الإطار فإن جميع المواقع القيادية ستصح وستأخذ مسارها الصحيح من خلال برنامج وحدوي موحد بين فصائل المقاومة وهي فترة سانحة ومناسبة أن يقام مثل هذا النسيج على أنقاض أنفاس النزاع الأخير لسلطة عباس ولسلطة أوسلو والتي يحاول الآن التيار المتصهين أن يقتنص الفرصة للتسلم المباشر لمقاليد الأمور في سلطة رام الله والذهاب مع معطيات مفروضة تفرضها أنظمة عربية وصهيونية وأمريكية على الواقع الفلسطيني .

 

القدومي يصف نفسه بصاحب النفس الطويل ، وأحيانا النفس الطويل يمكن أن يعيق ثورة الرد على كل التفاهات والمستنقعات والممثليات والشخوصات التي فرضت نفسها على واقع الشعب الفلسطيني .

 

واخيرا هل من هناك تبني للائحة الاتهام التي قدمها القدومي ضد ابو مازن ودحلان بقيامهم بالمساهمة في اغتيال ياسر عرفات والتي اثارت عاصفة سرعان ما احتواها التيار الاوسلوي والمتصهين؟!

 

 

 

وطابت أوقاتكم ..

 

بقلم / سميح خلف

 

Exit mobile version