أرشيف - غير مصنف

نضال حسن كان يعيش في غرفة قذرة ويتردد على محلات “ستربتيز” وأشترى مسدسا بعد نقله لـ” فورت هود” !!

نقلت شبكة "سي ان ان" الإخبارية الأمريكية عن المتحدث باسم قيادة التحقيق في جرائم الجيش كريس غراي القول إن التحقيقات مازالت مستمرة بشأن الهجوم الذي شهدته القاعدة العسكرية التي تضم نحو 50 ألف جندي وتعتبر أكبر قاعدة عسكرية في العالم ونقطة رئيسية لنشر القوات في العراق وأفغانستان ، مشيرا إلى أن نضال قد يواجه اتهامات إضافية لاحقاً.

 
ومازال نضال حسن ، البالغ من العمر 39 عاماً، والذي كان يعمل كطبيب نفسي في القاعدة العسكرية ، يخضع للعلاج في مستشفى "سان أنطونيو" بعد إصابته في الهجوم الذي وقع في 5 نوفمبر وأسفر عن مقتل 13 شخصاً وإصابة 40 آخرين.
 
وفيما تتواصل التحقيقات حول الهجوم ، ذكر مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي " اف بي اي" أن تحقيقاته تشير إلى أن نضال تصرف لوحده ولم يكن جزءاً من مؤامرة إرهابية أكبر.
ومن جانبه ، قال الاختصاصي في علم الجريمة بات براون: "لقد قفز كثير من الناس إلى ذلك الاستنتاج (وجود مؤامرة إرهابية) لأن هذا الرجل (نضال حسن) ينتمي للإسلام ، لكن نضال يندرج تحت تصنيف الوحيدين، أي من يشعرون بالوحدة ".
 
وأضاف " أقولها ببساطة إنه كان يعاني من الوحدة ولديه همومه ومشكلاته الخاصة وسلوكياته النفسية المضطربة وهى كلها تفاقمت إلى أن وصل إلى مرحلة أفرغها كلها في زملائه كما يفعل بعضهم".
 
وفي السياق ذاته ، قال رجل دين في مركز دار الهجرة الإسلامي في "فولز تشيرش" بفرجينيا، حيث كان يقيم نضال ، إن الأخير بدأ يظهر "شكلاً من أشكال الانسحاب من المجتمع" في أعقاب وفاة أمه عام 2001.
 
وقال رجل دين آخر، وهو الشيخ شاكر السيد، إن جهود العثور على زوجة لنضال حسن لم تكلل بالنجاح ، مضيفاً "لم ننجح في العثور على زوجة تناسبه".
 
وكانت السلطات الفيدرالية حققت بوجود علاقة محتملة بين حسن والشيخ أنور العولقي وهو الإمام السابق لمسجد دار الهجرة في فيرجينيا حيث كان حسن يصلي وأحد الذين وردت أسماؤهم في تحقيقات أحداث 11 سبتمبر/ أيلول.
 
وسبق لمكتب التحقيقات الفيدرالي أن استجوب العولقي الذي يوصف بأنه "جهادي متشدد" بعد هجمات سبتمبر/ أيلول 2001 عندما اتهم بأنه "المرشد الروحي" لاثنين من المهاجمين انطلقوا من مسجده في منطقة فولز تشيرش ، لكن حتى الآن، وبحسب السلطات الأمنية الأمريكية لم يثبت أي علاقة بين مهاجم "فورت هود" والعولقي رغم أن الأخير كتب في مدونته على الإنترنت مادحاً الحادثة وواصفاً نضال حسن بأنه "بطل لم يتحمل ضميره أن يكون ضابطاً في جيش يحارب أهله"، داعياً "المسلمين الذين يعملون في الجيش الأمريكي أن يحذوا حذو نضال".
 
كما كشف مصدر على صلة بالتحقيقات أن صلات حسن بالعولقي تبدو بريئة في طبيعتها ، وقال آخر إن التحقيقات أشارت إلى أن تصرفات حسن وسلوكه لم تبين أنه كان يتلقى أي توجيه أو استفاد بأي شكل من كتيب لتنظيم القاعدة قبل أسابيع من "المجزرة" التي ارتكبها.
 
ومازالت حالته الصحية مستقرة فيما التقاه محاميه المدني المقدم المتقاعد جون غاليغان وتحدث إليه غير أن نضال مازال يرزح تحت تأثير المسكنات.
 
نضال يواجه 13 تهمة بالقتل، ولا يعرف فيما اذا كان النائب العسكري سيطالب باعدامه ام لا، خصوصا وأن ظروف وملابسات الجريمة لا يزال يكتنفهما الغموض حتى الان.
 
 ورغم أن دوافع واسباب الجريمة لم تتضح بعد الا أن الصحافة ألأمريكية بمجملها تميل الى الاعتقاد ان نضال قد ارتكب جريمته بدوافع دينية، وهو ألأمر الذي حمل مجلة عريقة مثل مجلة التايم الى وضع صورة الميجور "نضال حسن" على غلاف عددها الصادر بتاريخ 23 نوفمبر ووضعت على عينيه لافتة سوداء تقول "إرهابى"، وتتسائل المجلة فى بداية تقريرها عن هول المفأجاة التى سوف يواجهها الميجور نضال عندما يفيق من اصابته ولا يجد نفسه فى الجنة ولكن فى مركز بروك الطبى التابع للجيش الأمريكى.
 
شخصية نضال اصابت الكثير من المحققين والمراقبين بالذهول، فهي شخصية مركبة ومعقدة،على الرغم من أن هنالك شبه أجماع على أنه خجول ومنعزل وهادئ ومتحفظ وقليل الكلام وقليل الأصدقاء وغير اجتماعى، فهو يحصل على مرتب كبير اضعاف متوسط دخل الفرد فى أمريكا ذاتها وفى نفس الوقت يعيش فى شقة قذرة ايجارها 350 دولارا فى الشهر وصفتها النيويورك تايمز بأنها سيئة جدا، يذهب إلى المسجد عشرات المرات بحثا عن زوجة بها كل المتناقضات، جميلة جدا ومنطلقة وجذابة جدا وفى نفس الوقت محجبة وشديدة التدين وورعة وتقية وتؤدى الصلوات الخمس فى مواعيدها!!، ولهذا كما يقول أمام المسجد فضل الله خان لم يجد هذه الزوجة رغم طول بحثه عنها.
 
نضال حسن كما تقول مجلة تايم كان يجمع كل المتناقضات، طبيب نفسى وهو نفسه يحتاج إلى علاج نفسى، جندى فى جيش وتمثل له الحرب كابوسا مرعبا ويتخيل نفسه لن يرجع حيا منها ، يتظاهر بالتقوى ومع هذا كان يتردد باستمرار على ملهى ليلى للرقص العارى" استربتيز"، ظابط فى جيش نظامى ومع هذا يرتدى الجلباب الافغانى.
 
حماد حسن عم نضال قال، إنه عزل نفسه بعد وفاة والديه بدلا من أن يتفاعل اجتماعيا مع غيره، وقال أرشاد قرشى رئيس هيئة الأمناء فى مركز الجالية الإسلامية بسبرنج فيلد بفيرجينيا: كان هادئا ومتحفظا ولا يمكننى القول إن أحدا يعرف عنه شيئا سوى إنه يؤدى الصلوات فى المركز.
 
 كان نضال أيضا يتجنب زميلاته ويرفض التصوير نهائيا مع امرأة فى الوقت الذى يتسلى بمشاهدة النساء العرايا فى الملاهى!!!، وفى أحدى المرات مازحته زميلته الملازم أول اليزابيث وايتسايد، وكانت عائدة من العراق ومصابة بطلق نارى، وعندما سعل امامها قالت له بالعربية "يرحمك الله" فقال لها بجدية وتجهم لقد سعلت ولم أعطس.
 
 وعلى الرغم من أن قاضي التحقيق او هيئة التحقيق التي استمعت الى أقوال نضال، رفضت الادلاء بأية تصريحات الا أن المعلومات أشارت الى أن نضال قد قام بشراء المسدس فى الصيف الماضى وبعد أيام من وصوله إلى قاعدة فورت هود، ودفع 1100 دولارا ثمنا لهذا المسدس.
 
على اي حال تبقى دوافع واسباب الجريمة التي اقترفها الميجور نضال لغزا محيرا الى أن يميط المحققون اللثام عن اسبابها ودوافعها، حيث يرى المراقبون أن الطبيب النفسي هو بالتأكيد مريض نفسي والا فأنه لا يمكن أن يقدم على ارتكاب مثل هذه الجريمة التي تدينها جميع الاديان السماوية، وأدانتها الجالية العربية والاسلامية في الولايات المتحدة، وأدانها علماء الامة قبل غيرهم.

زر الذهاب إلى الأعلى