خالد القره غولي .. كاتب وصحافي عراقي
في ظل الاوضاع الغريبة والشاذة التي ظهرت على مسرح الشعب العراقي منذ بدء الاحتلال الغاشم الذي مضي عليه اكثر من سبعة اعوام لم يبقى للعراقيين من ملاذ امن ، أو أمل يتعلقون به كلما أطبقت العتمة اعينهم ، غير حبل الذكريات، ذكريات الامس، الزاخر بالحرية والمحبة والالفة والاستقرار. الا ان هذا التعلق الحالم يسلمنا إلي الواقع المرالذي يعيشه ابناء هذا الشعب العظيم الان حيث لم تبتل امة علي وجه الارض منذ بدء الخليقة بمثلما ابتليت به كافة مناطق بغداد العاصمة من بابنائها وناسها وافرادها ومنظريها ومثقفيها ومبغضيها وصحافيها وكان اخرها فعاليات الثلاثاء الدامي بعد الاحد الدامي والاربعاء الدامي وراح ضحية الانفجارات عدد كبير من الشهداء الابرياء ولم تجد الحكومة العراقية مخرجا لهذه الازمة غير التصريحات الغير واضحة . لو نظرنا مرة واحدة الي حجم البلد وحجم انفس العراقين في داخل العراق وخارجه ومن يسمع صوتنا نحن ابناء هذا البلد وكيف نبدي رأينا ووجهة نظرنا وافكارنا للعالم اليوم لما حدث ماحدث صحيح ان شعورنا القومي والعراقي والوطني لا يزال حيا صلب الحضور وكثيف الانتشار، لكن في
الوقت نفسه تتعرض جميع مناطق مدينة السلام الصغيرة منها والكبيرة الي الابادة والخراب والدماربعد التفجيرات الاخيرة .. والتدويل والتفكير بصوت عال. بيوت تتهدم ومباني تسقط ومؤسسات تحرق، وعقول تنفي وكفاءات تتعرض كل يوم إلي الاغتيال وعوائل تتهجر ونساء تغتصب واولاد تقتل ، واشباح الرعب تتحول من مدينة إلي أخري ومن شارع إلي اخر.. متي سنظل عاجزين عن ايقاف معاول الهدم التي لا تبقي علي شيء؟ متي ندرك ونعي حجم المؤامرة التي يتعرض لها بلدنا الحبيب المنكوب؟ متي نقتنع ان واقعنا لا يغيره احد ، ولا جرح يضمده الساسيين الجدد ؟ متي نتمكن من خلق موازنة هادئة بين عواطفنا وعقولنا؟ لاننا بعيداً عن تلك الموازنة لن نفلح في وضع الخطوة الاولي علي أول الطريق الذي يربط الخطوة بالهدف الذي لا نزال نحلم بالوصول اليه، الخطوة الرصينة التي لا تنزلق في متاهات الطريق والمنعطفات. متي نتنبه إلي خطورة (الالغام).. عفواً الاحكام التي نصدرها دون تحسب تجاه كل التوجهات الرامية إلي اصلاح حال البلد؟ متي نمتلك الجرأة علي التحرر من المجاملات والنفاق الاجتماعي للعديد من الشرائح الاجتماعية التي اتخذت من اساليب الرفض ما تعبر من خلالها عن فشلها وعجزها عن تقديم شيء يدعم مسيرة الاصلاح ويرفدها بفعل ايجابي بناء يؤهلها للانضمام إلي جانب الشرائح الاجتماعية الاصلاحية؟
متي نتحرر من الحيز الضيق إلي الآفاق الواسعة الرحيبة لنتمكن من قبول الاراء الحرة الصحيحة بصرف النظر عن عائدية تلك الاراء ومرجعياتها الحزبية أو الطائفية او العرقية؟
متي نحرص علي تحمل مسؤولياتنا، كل حسب موقعه، ونعمل بنية صادقة، لا تركن الي صغائر الامور، لكي يكمل بعضنا بعضاً ولكي نبني عراقاً جديداً ذا كيان موحد يتسع لاستيعاب مختلف الافكار السياسية والدينية البناءة.
متي تحقق هذه (الامنيات) موعدها مع الفجر؟ فجر التوحد والتآخي والتآلف، فجر العمل الصادق الدؤوب علي تحويل (حقول الالغام) إلي ميادين اعمال مخلصة، وحقول خصب ونماء. واذا كان العالم اليوم يدين الكذب والخداع كونه من المراحل الماضية فمن باب اولى ان نخاطب نحن الصحافيون في العراق
رئاسة مجلس الرئاسة ومجاس الوزراء واعضاء البرلمان العراقي بهذا المنحنى الذي تتعامل هذه النخبه مع الشعب العراقي وعدم الاهتمام بهم بدءا من عام 2003 ولحد الان وقد عانت هذة الشريحة الحية من ابناء العراق من الاضطهاد والاعتقال والقتل من قبل قوات الاحتلال وقوات المليشيات وراحة ضحية الاعوام السبعة الماضية اكثر من مليوني مواطن بين شهيد اوجريح او معوق او مهجر .. واخيرا ان الطائفة السياسية وراء تدهور الامن في بغداد …..