المعارضة الإيرانية تخشى من إجراء ضدها بعد “إهانة” الخميني

اتهمت المعارضة الإيرانية السلطات الأحد بالإعداد لإجراءات "غير تقليدية" لاقتلاع الحركة الإصلاحية بعد أن قالت وسائل إعلام رسمية إن طلبة مؤيدين للمعارضة مزقوا وأحرقوا صور زعماء دينيين.

 
ولمحت بعض مواقع الإصلاحيين على الانترنت إلى احتمال إلقاء القبض على زعيم المعارضة مير حسين موسوي بعد ستة أشهر من هزيمته أمام الرئيس المحافظ محمود أحمدي نجاد في انتخابات متنازع على نتائجها أوقعت البلاد في موجة اضطرابات.
 
ولم يتسن على الفور الاتصال بمسؤولين للتعليق على هذه التقارير التي لم تنسب إلى مصادر. ودعا متشددون من قبل إلى محاكمة موسوي لإذكائه الاضطرابات في الشوارع بعد الانتخابات الرئاسية التي أجريت في يونيو حزيران.
 
وإذا احتجز موسوي الذي يقول أنصاره إن الانتخابات زورت لضمان إعادة انتخاب أحمدي نجاد فإن ذلك قد يدفع المعارضة للقيام بمظاهرات جديدة.
 
وقال بيان نشر على موقع موسوي الرسمي "كلمة" على الانترنت في إشارة إلى اتهامات السلطات للمعارضة بأنها "أهانت" الزعيم الأعلى الراحل للثورة الإيرانية آية الله روح الله الخميني خلال مظاهرات يوم الاثنين الماضي "إنهم بتنفيذ سيناريو معد سلفا لإهانة الخميني وإلصاق ذلك بالطلبة… يمهدون السبيل لأساليب غير تقليدية."
 
ومضى البيان يقول "إننا نحث كل مؤيدي الحركة الخضراء "المعارضة" على أن يتوخوا أقصى درجات الحذر ومتابعة أحدث التطورات".
 
وقال موقع "تغيير" وهو موقع إصلاحي آخر "استنادا إلى تقارير… من المحتمل أن يلقى القبض على موسوي".
 
وعرض التلفزيون الرسمي لقطات لأشخاص قال إنهم من أنصار المعارضة وهم يمزقون ويدهسون صورة للخميني خلال مظاهرات مناهضة للحكومة في السابع من ديسمبر كانون الأول.
 
وشهد تجمع حاشد عم البلاد لإحياء ذكرى مقتل ثلاثة طلبة خلال عهد الشاه محمد رضا بهلوي أحداث عنف عندما اشتبك طلبة إصلاحيون مع قوات الشرطة المسلحة بالعصي والغاز المسيل للدموع في أكبر احتجاجات من نوعها منذ شهور.
 
وأظهرت لقطات تم تصويرها بهاتف محمول ونشرت على الانترنت طلبة وهم يحرقون صورا لأحمدي نجاد والخميني والزعيم الأعلى الحالي آية الله علي خامنئي.
 
وما زال الخميني الذي قاد الإطاحة بالشاه الذي كان مدعوما من الولايات المتحدة عام 1979 يتمتع بمكانة عالية على نطاق واسع في إيران. وتوفي الخميني عام 1989 وحل محله خامنئي كزعيم أعلى للثورة الإسلامية.
 
ونظم السبت حشود من رجال الدين وقيادات أخرى موالية للحكومة تجمعا حاشدا مناصرا للحكومة في شتى أنحاء إيران ورددوا هتافات مثل "الموت لأمريكا" و"الموت لمعارضي الزعيم الأعلى".
 
وقال مدعي طهران عباس جعفري دولت ابادي إنه لن يكون هناك " تهاون" مع من أهانوا الخميني.
 
وذكرت صحيفة جمهوري اسلامي اليومية أمس أن موسوي أدان "إهانة" الخميني وقال "لن يجرؤ امرؤ منصف وتقي على القيام بمثل هذا التصرف".
 
وخلال الحملة الانتخابية هاجم موسوي السياسات الخارجية والاقتصادية لأحمدي نجاد لكنه دعا أيضا إلى العودة لقيم الخميني "الأساسية".
 
ونفت السلطات اتهامات التلاعب في الأصوات وصورت الاحتجاجات الهائلة التي خرجت لمناصرة موسوي بعد الانتخابات على أنها محاولة مدعومة من الغرب لتقويض الجمهورية الإسلامية.
 
وكانت احتجاجات المعارضة يوم الاثنين أصغر كثيرا من الاحتجاجات التي أعقبت الانتخابات. لكن المناخ العام بدا أكثر تشددا إذ ردد المتظاهرون هتافات ضد المؤسسة الدينية دون أن يقتصروا على انتقاد فوز أحمدي نجاد.
 
ودفعت الانتخابات التي أجريت في يونيو بإيران إلى أشد أزمة داخلية منذ قيام الثورة الإسلامية عام 1979 وكشفت عن انقسامات بالغة داخل المؤسسة.
 
وتم احتجاز الآلاف من أنصار موسوي بعد الانتخابات بينهم شخصيات إصلاحية بارزة. وأفرج عن أغلبهم لكن حكم على نحو 80 شخصا بالسجن لفترات تصل إلى 15 عاما وحكم على خمسة بالإعدام لدورهم في الاضطرابات التي أعقبت الانتخابات.
Exit mobile version