أرشيف - غير مصنف
هل الأمر مقصود؟: سجون أميركا في العراق (ميادين تدريب) لتخريج الانتحاريين!
تتشكل الآن ملامح "فضيحة إرهابية" جديدة، بعد تزايد اعترافات سجناء سابقين بتحول معسكرات السجون الكبيرة مثل "بوكا" في أقصى الجنوب الى "ميادين تدريب" لتخريج المزيد من الانتحاريين. وكانت تحقيقات بشأن تفجيرات 19 آب الماضي قد كشفت أن منفذي الهجومين ضد مبنيي وزارتي الخارجية والمالية كانا سجينين في معسكر بوكا، لكن جنرالاً أميركياً مسؤولاً عن مراكز الحجز رفض هذه التهمة بشدة. وقال إن مثل هذه الأفكار تحبطه!.
ويقول دانيال تينسر، المحلل السياسي في وكالة فرانس برس إن السجن الأميركي، كان "ساحة تدريب" بالنسبة لمتمردي القاعدة، بحسب اعتراف نزيل سابق. وقال إن المتطرفين في السجون الأميركية الكبيرة في العراق –والتي أغلقت هذا الخريف- كانت تسمح للنزلاء بإعطاء كورسات تدريب لكيفية استخدام المتفجرات، وكيف يصبح النزيل انتحارياً.
وأوضح عادل محمد، سجين سابق في معسكر بوكا، والذي أمضى 4 سنوات فيه من دون أن توجّه له أية اتهامات، "أن المسؤولين الأميركان لم يفعلوا شيئاً لإيقاف المتمردين من تلقين الشبّان السجناء في المعسكر دروساً في أعمال الإرهاب". واعترف أن (المتمردين كانت لهم حرية تعليم المحتجزين الشبّان". وقال: "أنا شخصياً رأيتهم يعطون مثل هذه الفصول التعليمية، مستعملين سبورات الصفوف للتدريب على استخدام المتفجرات، والأسلحة، وتوجيهات في كيفية تحوّل السجين الى انتحاري".
وأكد عادل محمد قوله: "سنة 2005، أرسل متطرف الى معسكرنا. في البداية كان السنة والشيعة يرفضون تقنياته. ولكننا كنا نُخبر إنه فرض بموجب سلطات السجن". وتابع يقول: "لقد مكث لأسبوع، وجند 25 من أصل 34 محتجزاً، أصبحوا في ما بعد متطرفين مثله".
وهذه ليست المرة الأولى، تذكر فيها مثل هذه الادعاءات بشأن معسكر بوكا، لكن العدد المتنامي لشهود العيان، تعطي موثوقية لهذه الادعاءات. والشهر الماضي، كان سجين سابق في المعسكر، سمى نفسه أبو محمد قد أخبر صحيفة باكستان تربيون أن السجن كان أرضاً خصبة لتنشئة المتمردين التابعين للقاعدة. وأضاف قوله: "إن الناس الأميين والبسطاء كانوا الفريسة الأسهل للتلقين".
وفي وقت سابق من السنة الحالية وصفت الشرطة العراقية السجون التي تديرها الولايات المتحدة بأنها "مصانع للإرهابيين" بعد أن بيّنت أن انتحاريين هاجما الوزارات الحكومية وتسبّبا في مقتل 100 شخص في هجوم 19 آب، كانا ذات يوم سجينين في معسكر بوكا.
لكن الجنرال ديفيد كوانتوك، المسؤول العسكري الأميركي عن مراكز الحجز في العراق، رفض هذه التهمة، قائلاً: "ما يحبطني هي الأفكار التي تقول أن هناك الكثير من عمليات تجذير الإرهاب داخل منشآت الحجز وهذا ما أرفضه كليا". وتابع يقول: "الكثيرون من هؤلاء الأشخاص، كانوا متطرفين حتى قبل أن يحتجزوا، ونحن نمضي الكثير من الوقت وننفق الأموال والطاقات لفصل المتطرفين عن المعتدلين". وقال إن إدارة أوباما كانت قد أعلنت في أيلول الماضي، أنها قد أغلقت السجون.
ويُخمن أن نحو 100,000 عراقي أمضوا أوقاتاً متباينة في سجن بوكا من سنة 2003 الى 2009. ولاحظ المسؤولون الأميركان أن أربعة بالمائة من السجناء أعيدوا الى السجن بعد إطلاق سراحهم. وأكدوا أن من المستحيل تقرير نسبة الارتداد في أوساط السجناء، لأن الكثيرين منهم كانوا مسجونين من دون أن توجه إليهم أية تهمة في المحاكم المختصة، ولهذا ليس من الواضح كم منهم كانوا متمردين ابتداء.