فيصل دهموش المشهور
مضى المدعوّ أدناهُ
بلا أملٍ ..
يَقضُّ البردُ جُعبتهُ
ولونُ الّليلِ يغشاهُ
* *
يتيماً في مدى الطّرقاتْ
منَ الأسرارِ في جنبيهِ ..
يأخذُ حفنةً كحياةْ
ويسقي لوعةَ النّجماتْ
فتغفو في مُحيّاهُ
* *
يُحدّقُ في رمادِ العمرْ
ويذروهُ ..
على الشّرفاتِ عندَ الفجرْ
فينهض منهُ أحبابٌ ..
وغيّابٌ ..
فيأسرهمْ بنقطةِ حبرْ
على سطرٍ يُغازلهمْ
وخلفَ السّطرْ ..
يُخبّئُ عصفَ شكواهُ
* *
يُنادي في المداراتِ .. :
أيا دُنيا أعينيني
فدمعُ القلبِ يكويني
وأرضٌ منْذُ أنْ كانتْ
بها الخطواتُ تُعنيني
تُقيّدني ..
فأعزفها تلاحيني
و أنزفها ..
معَ الآلامِ صارخةً ..
هيَ الآهُ
* *
فيمنحهُ سكونُ الليلِ ..
أحزاناً تُرافقهُ
بها الأنفاسُ سكيناً
و أشواكاً تُراوغهُ
وأقداراً ..
بقسوتها تُعانقهُ
كطيفٍ طابَ لُقياهُ
* *
فلا الأيّّامُ طابتْ فيهِ ترتيلا
ولا الأقمارُ قدْ كانتْ ..
لظلمتهِ قناديلا
فضاعَ حنينهُ نزفاً ..
وتأويلا ..
بحرفٍ تاهَ معناهُ
* *
مَضَى والهمُّ بُردتهُ
وحرمانٌ كلسعِ النّارِ نظرتهُ
ومنْ أعماقِ خيبتهِ
يُغنّي – القهرَ – ليلاهُ
* *
قناعتهُ برغمِ البردِ والأهوالْ ..
ورغمِ دناءةِ الأحوالْ
بأنَّ الدّهرَ مهما طالْ
سيُنصفهُ ..
ويُفرحُ تلكُمُ الأطلالْ
فهذي الأرضُ..
– رغمَ الرّيحِ –
سُكناهُ
* *
فيا عجباً منَ الأزمانْ
وكيفَ تُكسّرُ الأغصانْ
بما تحملهُ منْ غدرٍ ..
ومنْ نسيانْ
ويا عجباً منَ الإنسانْ
بما في الصّدرِ منْ إيمانْ
وصدقٍ قدْ ملكناهُ
وسهواً قدْ أضعناهُ
فكمْ منْ بيننا ظمآنْ
كما الموءودِ أعلاهُ