أرشيف - غير مصنف

معهد واشنطن: عودة الأمير سلطان ستزيد وتيرة التنافس على الخلافة في السعودية

 أثار عودة ولي العهد السعودي الأمير سلطان بن عبدالعزيز إلى بلاده الجمعة الفائتة بعد غياب دام أكثر من عام قضاها في رحلـة علاجيـة في الولايات المتحدة الأمريكية وفترة نقاهـة في أغادير المغربية، أثار الجدل من جديد حول التنافس على خلافة العاهل السعودي وولي عهده نتيجة تقدم سن الأول ومرض الثاني، وتحدثت تحليلات أمريكـية عن آثار عودة الأمير سلطان على سياسات السعوديـة الداخلية والخارجيـة، وخصوصاً استمرار التوتر على الحدود مع اليمن، والمخاوف من تحول إيران إلى دولـة نوويـة.

 
وقال معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى في تحليل كتبه مدير برنامج منطقة الخليج في المعهد سايمون هندرسون عن حالة الأمير سلطان الصحية ونشره أمس على موقعه على الانترنت "رغم أنه قد وُصف بأنه "يتمتع بصحة جيدة" ومفعم بالحيوية، يُعتقد بأن صحة سلطان لا تزال ليست على ما يرام". مشيراً إلى أنه "بغياب الأمير سلطان، قام الملك عبد الله بتعيين وزير الداخلية الأمير نايف في الوظيفة الشاغرة كنائباً ثانياً لرئيس الوزراء، وهو المنصب الذي يُنطر إليه كـ "ولي العهد في الإنتظار".
 
وتابع "إن التنافس على الخلافة في المملكة العربية السعودية ليس جديداً، لكنه من المرجح أن يزداد مع عودة الأمير سلطان إلى البلاد".
 
وأضاف هندرسون – الذي سبق وأن أعد تقريرا عن السعودية بعنوان "بعد الملك عبدالله: الخلافة في المملكة العربية السعودية" إن عودة الأمير سلطان هي بمثابة تحول جديد في استطالة عملية الخلافة، فضلاً عن آثارها على سياسات السعودية الداخلية والخارجية، وعلى وجه الخصوص، عشية انعقاد مؤتمر القمة لدول الخليج العربي، واستمرار التوتر على الحدود مع اليمن، واحتمال تحوّل إيران إلى دولة نووية".
 
وتوقع عن تغييرات في الحسابات التي كانت قائمة لدى العاهل السعودي بغياب الأمير سلطان عن البلاد، وقال "تغير عودة الأمير سلطان الحسابات القائمة حول الديناميات السياسية للعائلة المالكة السعودية – بيت آل سعود. فسلطان هو أحد الأمراء السديريين، الذي يمثلون المجموعة الأكبر والأقوى من بين الأخوة العشرين من أبناء مؤسس المملكة الحديثة ابن سعود، والذين ما يزالون على قيد الحياة. لقد تم تفسير العديد من الإبتكارات السياسية التي قام بها الملك عبد الله منذ توليه العرش بعد وفاة الملك فهد (سديري آخر) في عام 2005، بأنها محاولات لتطويق السديريين عن طريق توسيع مجالات السلطة لتشمل أطرافاً أخرى من العائلة المالكة".
 
لكنه أكد بأن "مبادرة الملك عبد الله في شهر آذار/مارس المنصرم، بتعيين الأمير نايف (سديري أيضاً) نائباً ثانياً لرئيس الوزراء، توحي بأن هناك حدود لصلاحيات العاهل السعودي، كما تعكس قيام الأخوة السديريين بالدفاع عن مركزهم [الريادي]. ومن ضمن هؤلاء الأخوة أيضاً حاكم الرياض الأمير سلمان ونواب وزراء الدفاع والداخلية".
 
وأرجع تزايد أهميـة موضوع الخلافـة في السعوديـة إلى العمر المتقدم الذي بلغه العاهل السعودي وأخوته الأمراء غير الأشقاء، وقال هندرسون "تزايدت أهمية موضوع الخلافة لأن الملك عبد الله، البالغ من العمر ستة وثمانين عاماً، هو العاهل السعودي الوحيد من بين جميع أبناء ابن سعود الذي بقي على قيد الحياة وهو في هذا العمر. ورغم أنه يبدو بأن الملك عبد الله في صحة جيدة، إلا أن حالة الأخوة غير الأشقاء للملك عبد الله (ليس لديه "أخوة أشقاء") تثير قلقاً متزايداً: فخمسة هم في الثمانينات من عمرهم، وأغلبهم في السبعينات".
 
وأشار إلى أن "الأمير متعب البالغ من العمر إحدى وثمانين عاماً قدَّم في الشهر الماضي استقالته من منصبه كوزير الشؤون البلدية والقروية دون أن يعطي أي توضيحات، مما يشير إلى سوء حالته الصحية". في حين أن الأمير مشعل، البالغ من العمر ثلاثة وثمانين عاماً والذي يشغل منصب رئيس "هيئة البيعة" المكلفة نظرياً باختيار ولي العهد المستقبلي، عاد لتوه من رحلة علاجية غير محددة إلى بيروت".
 
إلى ذلك، أعتبر أهمية موضوع الخلافة في السعوديـة كونها أكبر دولـة مصدرة للنفط في العالم وحامية وراعية لأكثر الأماكن قدسية في الإسلام.
 
وإذ توقع أن تعزز الإدعاءات حول صحة الأمير سلطان الجيدة، من مكانته كولياً للعهد، فقد اعتبر "سنة المتقدم الذي يشير إلى ضعفه وعجزه، قد يهدد من فرص فوزه بعرش البلاد".
 
وحول التوتر الحاصل على حدود المملكة مع اليمن، قال معهد واشنطن في تحليل هندرسون "إن الرياض منزعجة جداً من استمرار التوتر على حدودها مع اليمن (…) وقد تعقدت المشكلة في أعقاب الإدعاءات السعودية واليمنية عن وجود دعم إيراني لقوات الحوثي، مما يعطي الإنطباع عن قيام حرب بالوكالة [على أرض اليمن]".
 
وأكد التقرير الأمريكي إن القتال لا يسير بشكل جيد تماماً بالنسبة للقوات السعودية، على الرغم من الإدعاءات عن إحراز بعض النجاحات في العمليات العسكرية. وكشف عن "قيام وحدات المتمردين الحوثيين بمحو مجموعة صغيرة واحدة على الأقل من القوات الخاصة". كما أشار إلى إعلان المسؤولون السعوديون أسماء 9 جنود في عداد المفقوديـن، من بينهم ضابط برتبة مقدم.
 
واختتم هندرسون تحليلـه بالقول "إن عملية نقل السلطة داخل المملكة العربية السعودية ومكانة المملكة كزعيمة إقليمية، هي قضايا حاسمة بالنسبة لواشنطن".
 
وأضاف "يجب على السعودية التصدي أيضاً لتهديد عدم الإستقرار الذي يتسرب عبر الحدود من اليمن، فضلاً عن الخطر الذي يشكله التطرف الإسلامي، والجاذبية التي قد يشكلها للشباب السعودي".
 

زر الذهاب إلى الأعلى