أرشيف - غير مصنف

ضرب عصفورين بحجر

احمد الزعبي

 أبهرني ذلك الطفل الذي لم يتجاوز الأربعة أحوال من العمر عندما ذهب مخاطباً أباه قائلاً بلغته العامية "يابه لمّا تروح على الدوام جيبلي معك سي دي وفلاشة وكميوتر " رد علية اباه "شو بدك بيهن" فقال الطفل "بدي أحط على الفلاشة لعبة جيتا وأنزلها على الكميوتر " وهكذا انتهى الحوار بين الطفل وأبيه .

 
 عندها أيقنت بأن لكل جيل وسائله الترفيهية الخاصة به حسب الزمان والحداثة التي يعيش بها، فعندما نستذكر الأجيال على مر الزمان فأباؤنا وأجدادنا كانوا إذا أرادوا الترفيه عن أنفسهم يطالبوا بلعبة المنقلة والسبعة أحجار مثلاً فهذه بالنسبة لزمنهم كانت أعلى مستويات الترفيه، توالت الأجيال فبعضها كان يطالب بلعبة الحية والسلم والأحدث طالب بلعبة الأتاري وهكذا الى أن وصلت لذلك الطفل المندمج بالحاسوب والبلاي ستيشن وأدواتهما .
 
 فعندما تستدرج تلك الوسائل الترفيهية فإنه يتبادر إلينا ما هي الفائدة المرجوّة من تلك الألعاب فبعضها معتمد بشكل كبير على الحظ وحجر النرد  والتسلية فقط لكن عندما نذهب الى الدول المتقدمة تكنلوجيّاً كاليابان مثلاً فإنهم يستغلون تلك الألعاب لتنمية قدرات الأطفال الفكرية والذهنية، فمثلاً هناك العدّاد الرقمي وهو عبارة عن لعبة يقوم من خلالها الأطفال بحساب أصعب العمليات الحسابية بكل سهولة وهو في نفس الوقت يعتبر وسيلة للترفيه والتسلية،  وعلى هذا النهج فإن هناك العديد من الألعاب الخاصة بالكمبيوتر والبلاي ستيشن أو حتى الألعاب اليدوية كالشطرنج  نستطيع من خلالها " ضرب عصفورين بحجر واحد " وهما الترفيه وتنمية القدرات الفكرية والذهنية .
 
أدام الله أطفالنا وأدامنا لهم لنوجههم ونختار لهم الألعاب المفيدة والمسلّية . 
 
 
 

زر الذهاب إلى الأعلى