أرشيف - غير مصنف

خـلاصــة عام .. !!!

بقلم حسين حرفوش

انتهى العام أو يكاد ..وها أنا مازلت أمد يدي إليك .. فاتحا لك قلبي .. مقبلا عليك بجوارحي كلها ..واثقا بأنني على قدر ما أمنح من محبة .. سأسعد بالمحبة ..واثقا بأن مصيري مرتبطٌ بمصيركَ..وأن حياتي .. جزء من حياتك .. وأنك مني .. وأنا منك .. فإن كنت ترى فِـيَّ شيئا من عظمة الوجود .. فأنا أرى فيكَ الوجــــودَ كلَّه..لأننا ببساطة .. يجمعنا مكان .. ويشملنا زمان .. وتقلنا أرض ..وتظلنا سماء .. شمسي شمسُكَ ..وقمري قمرُكَ ..إن كنت تعطي .. فأنت تأخذ .. وإن كنت في حاجتي اليوم ..فأنا في حاجتك غدا .. هكذا خلقنا الله أيها الإنسان الأخ .. والأخ الإنسان ..لذا فلا ترى لنفسك مَزِيَّةً علىَّ ولن أرى لنفسي مَزِيَّةً عليك .. إلا بقدر ما يُقَدِّمُ أَحَدُنَا للآخَرِ منْ ضُرُوبِ الخَيْر ..وألوان الوفاء ..وخالص الحب
 
 استمتع بما وهبته لك الحياة .. ناظرا لما معك وليس ناظرا في يد غيرك .. واعلم أن الله منحك الكثير .. الكثير ..انظر ..يكفي أن لديك وجها قادرا على الابتسام .. وعينا ترى بها زهرة تعانق حبات الندى ..وفراشة ترف .. كأنها تصفق للوجود ولرب الوجود أن منحها فقط نعمة الحياة ..إن الحياة لايحس بجمالها ولايشعر بروعتها.. ولا يدرك لمسة الحسن والجمال فيها إلا نفس محبةٌ خَيِّرَةٌ ..تعطي دون الانتظار   للأخذ..وتجود دون مَنٍ أو أذى ،فنحن نرى الوجود من خلال ذواتنا… وصدق إيليا أبو ماضي إذ يقول: كن جميلا تر الوجود جميلا *
 
 * والذي نفســـــه بغير جمالٍ   * لا يرى في الوجود شيئا جميلا
 
 إنّ مفتاحَ النفوسِ .. طيبُ كلمةٍ .. وصدقُ حديثٍ.. ونقاءُ سريرةٍ .. وابتسامةٌ مشرقةٌ .. وجَمَالُ لِقَاءٍ.. وسُؤَالٌ يَسَيرٌ عنْ حَالِ مَنْ لم يَعْهَدُ مِنْكِ السُّـؤَالَ ….فَمَا بَالَكَ بمَنْ يَعْهَدُهُ فِيكِ ..ويَنْتَظِرُهُ مِنْك؟!!
 
 وإنّ العَيْنَ الّتِي لاَ تَدْمَع من أَجْلِ الآخِرين فَاقِدَةٌ لأَبْسَـطِ حَقُـوقِ الأَخْوَّةِ …لأَنّ دُموعَ العينِ دليلٌ على رقَّةِ القلبِ وطوبى لمن رقَّ قلبهُ .. فدمعت عينهُ.. فهو الذي يحملُ بين جنبيهِ روحاً .. اختزَلتْ الإنسانيةَ في داخِلِهَا .. بَلْ هِيَ تُمَثِّلُ إِنْسَانِيَةَ الإِنْسَان في أرقَى معانيهَا ..بلْ تكادُ تكونُ مَرْفَأ أَمْنٍ وَوَاحَةَ ظِلٍ لِكُلِّ حَزين
 
 ولكي تكون عادلا حقا لابد أن تكون حرا حقا … كما يقال … و لقد قيل .." إن الحرية والعدل توأمان .. ولن تلتقي قط بظالم إلا ويحمل تحت ضلوعه روح العبيد وصغار الأذلاء .. ولن تجد أحدا يؤمن بالحرية ويقدسها ،ثم يرتكب ظلما، أو بغيا … ترابط عجيب .. كن حرا ؛ تكن عادلا… وكن عادلا ؛ تعش حرا "
 
حاول بإخلاص أن تبتسم فالابتسامةُ الصادقةُ أجملُ هديةٍ يُقدِمُها لي إنسانٌ..لأنّها تغسل دَرَنَ الرُّوح.. وهموم القلب …
 
وأنّ مرارةَ الأيامِ لا تزولُ مهما بذلنا وَحْدَنَا جهَدًا في تَحْلِـيَـتِـهَـا …إلاَّ أَنْ يَمْتَدَّ إلينا..قَلْبٌ مُفْعَمٌ بالحَنَانِ.. وَيَـدٌ حَانِيَةٌ .. فتساعدنا في التَّغَلُّبِ علي تلك المرارةِ ..بحلاوةِ الصُّحْبَةِ ..وَجَمَالِ الصَّدَاقَةِ ..وَصِدْقِ الـمَحَبَّـةِ .. فلا تجعل للظُنُون والشُكُوك سبيلا .. تصنع من خلاله بينك وبين من تحب جدارا .. يمنعك من التواصل معه ..ولاتجعل لها عليك سلطانا …لأَنَّها ستُسَبِّبُ نَوْعًا مِنَ الإِعَاقَةِ يصعبُ التَّعَامُلَ مَعَهُ..إِنَّهَا إِعَاقَةُ الرُّوحِ عَنْ إِدْرَاكِ حَلاَوَةِ الوُجُودِ ..!!
 
 حسين حرفوش
شاعر وكاتب مصري
الدوحة ـ قطر

زر الذهاب إلى الأعلى