( وأنا عائدا من قطر. رأيت الحجاج بن يوسف الثقفي يبكي )
سامي العلي
مررت على أرض العراق. عائدا من قطر الأمارة الحديثة. بحداثة (سايكس بيكو )
متخذا من العراق طريقا. للوصول إلي لبنان وفلسطين . بالمشي جانبا على ضفتي دجلة والفرات. رأيت نارا خافتة الضوء والوميض . وقع نظري علي شيخ يلبس عمامة بيضاء ,
وطويل الشعر الأبيض واللحية . وكأنه ملتحفا هذه النار بين طيات صدره النحيف. فأخذتني اللهفة, أن أكتشف تلك الجلسة العربية الأصيلة القديمة. قدم ميلاد الرسول (ص ), وعهد الشعراء العرب .
الأكرم من كل لسان يولد في هذا العصر الأخرق . عصر الرويبضه والإمعات … توجهت نحوه في سكون , أترقب بكاء خافت الصوت. وطشطشة الدموع صوتها فوق الجمرات الزهرية اللون . اقتربت نحوه وأنا متباهيا بأمل مكسور.. كطفل يحمل لعبته العزيزة ,لاكن آسف عليها لأنها كسرت من ضربة حصان فارسيا أحمق… وسيف صليبي جبان …….
وحين اقتربت من الشيخ العجوز ,, قال لي.. إذا كنت سامي العلي فأبلغهم عني رسالة….. فقلت مرتجفا , شككت هل هو من الإنس؟ أم من ملائكة جان الفرات؟ قلت متلعثما, أنا أنا سامي العلي .. كيف عرفتني؟ .. ومن أخبرك عني ؟ وأين قابلتني؟ كل الأسئلة وأنا مرتجفا من برد الفرات,وخوف العاقبة …
هل تنتظرني يا والدي العزيز ؟. إنني أراك متعبا ماذا دهاك ؟ ماذا جفاك؟؟.. أخذ يلملم حبات الدموع من عينيه , قال بصوت خافت ,خارق للأذن , هل سمعت بالحجاج بن يوسف الثقفي يوما؟ سألته مسرعا متشوق الإجابة. أنت الأمير الحجاج؟؟؟
السلام عليك يا أمير الكوفة والعراق , السلام عليك يا حجاج العرب, السلام عليك يا قاطع رؤوس المصلين, الكاذبين, الطامعين, الذين هم في صلاتهم ساهين . الذهب رائحته في ثيابك مع مر السنيين ,يا من ملكت قراءة وجوههم , وملكت حنكة كل السياسيين.
فرد قائلا .. استغربت مني حين عرفتك لا أغفل عن السياسة في مهنة المتاعب والمشقة والرحيل وعابرين السبيل ,إنحنيت جالسا على ركبتي أمامه, شاعرا بأبوة العرب القدماء ,لأبناهم الجدد ..
فكان لي بالحجاج, سؤال و مقال , أجابني جواب رد لي عن ألف سؤال ,أغرقني في حب زمانه كأنه, أغرقني في طرب أو قصيدة و موال, ذهبت أبكي آسفا له على أبنائه في هذه الأحوال, ألجأ لصحراء أسرد لها الحديث علها أخصب من حارمين الطعام عن الأطفال. هل تنتظرون أن تلقى عليكم ثانية ذهبا وأموال ؟؟. لا تحترفون مهنة غير القيل والقال, أقلام إخبارية مسمومة وأمثال. أعود بكم قرائي الأعزاء. مقال لي أكتبه لتجيبون عليه. ينتظر منكم ثورة عارمة ..أو تموتوا جميعا جوعا كموت الإسود في براري القحط .. سائلا لماذا في
هذا الزمان الغابر تبكي يا حجاج؟؟ . فقال لي من لايبكي في زمانكم ولا يثور؟؟؟ .. من منهم العربي كان جبان القلم؟ وسدت فيه الثغور . من يهتك أعراض النساء ؟ لكي يسوي لهن الأمور . من الذي يستعبد الرجال؟ لكي يعودا لأبنائهم بوجبة الفطور . إن الشيعة تنكح الأطفال؟ وتبيع عظام القبور,, فلتسقط عروبتكم.. وليسقط إسلامكم , إن لم يكن فيه أسودا تدافع عن الوحدة صرخات تعلوا كالنسور…. فكلكم بغال والصمت فيكم كصمت السنين والأيام بقلب الشهور….
أنتم اليوم كاس تصب فيكم أشهى وأطعم الخمور . بلغهم تلك الرسالة عني .
سأبقى جالسا هنا للبعث , أبكي و أتلحف النار , أسرد لنفسي رثاء المسلمين
بصفحات العار. لا يطلق على أخيه النار . أجلجل الصوت أنادي الفرس بصولات من الثار ,
ألملم رؤوسا بطشت بأبنائها الليل والنهار , من يقتل الأطفال له مسبحة , من جمرات ويل غارقا بالنار .. من لم يعهد الحجاج يا سامي العلي . ينصب نفسه ملكا,, ولو كان عرشه على حمار, عد لغزة ونادي بقومك الثآر. أمسحوا شوارعها من الدماء والجوع … من (جزيرةالأخبار)..
أما أنا… سأبقى هنا أبكي لربي الغفار, سائلا لماذا خلقت الأمس ولن يخلقني لكم في هذا النهار…..
( فإني أرى رؤوسا قد أينعت إني لقاطفها لأكمل لكم طريق النصر وذالك المشوار )
القراء وأعزائي الزملاء هل باتت الحاجة لسيدي الحجاج بن يوسف الثقفي؟؟
بأمان الله … مع ** الكاتب الصحفي / سامي العلي