أرشيف - غير مصنف
أنا جزائريّ ..جزائريّ أنا
بقلم / يحيى أبوزكريا
إبتليّ كثير من الإعلاميين والفنانين والسياسيين المصريين بداء عمى البصر والبصيرة , و إنفلونزا الجهل والغرور و وباء التطاول على الجزائر المقدسّة ملهمة الأحرار ماضيا وراهنا و مستقبلا ..
و إذا كنّا كجزائريين سنصفح عن بعض غبائهم و سفاهتهم على قاعدة إذا تكلمّ السفيه فلا تجبه , فخير من إجابته السكوت ..فإننّا لا يمكن أن نسامحهم في مسألة تطاولهم على ثورتنا العملاقة و شهدائنا الأبرار الذين ضحّوا من أجل الجزائر و الجزائريين , و إسترخصوا دماءهم و أرواحهم في سبيل أن تحيا الجزائر ..كما لا ولن نغفر لمحاميهم الأغبياء إحراق العلم الجزائري الذي خاطته دماء مليون ونصف مليون شهيد ..
لقد إستخدم الإعلام المصري كل الأساليب الوضيعة في هجومه المدروس و المدبّر على الشعب الجزائري ومقدساته , و جمال مبارك ووالده اللذان أرادا التفرعن على الجزائر , و يتصاغران و ينكمشان و يرتعدان أمام الرئيس الأمريكي باراك أوباما و رئيس الحكومة الصهيونية الصهيونية ووزير خارجيته ليبرمان الذي هددّ بقصف السدّ العالي , و مع ذلك خرست ألسن الرسميين المصريين , يعملان على تمرير التوريث الوقح على ظهر الجزائر …
و مما يدور في الكواليس أن الكيان الصهيوني طلب من الرئيس حسني مبارك إجراء إمتحان لجمال مبارك للقبول به خليفة على عرش مصر , فحددوا له موضوعا محددا وهو تحطيم الجزائر إعلاميا وسياسيا , خصوصا وأن الكيان الإسرائيلي كان قد ألمح بعض إستراتيجييه أن أخطر جيش على الكيان الإسرائيلي هو الجيش الجزائري ..و أدّى جمال مبارك دوره البهلواني بإحكام وكلفّ الأربعين حرامي في الإعلام المصري بشنّ حملة لها أول وليس لها آخر لحساب مصر الرسمية , و الكيان الإسرائيلي ودولة عربية نفطية , حيث وقع إجتماع لأعلى المستويات في القاهرة حول هذا الموضوع تحديدا ..و عموما لا نحتاج إلى كثير من الجهد لإثبات رعونة المتآمرين على الجزائر , فليسوا أقوياء من الحلف الأطلسي الذي أحرق عموده الفقري ثوّار نوفمبر رضوان الله عليهم …
و بالعودة إلى بعض إدعاءات إعلاميي " هشتكنا بشتكنا يا ريّس" في مصر ضدّ الجزائر , أنّ الشعب الجزائري لا يتقن اللغة العربية , و الذي يسمع المذيعين المصريين يتحدثون في الشاشات الراقصة يتقيأ للسفاهة القولية و الأخطاء اللغوية و النحوية و عسر إخراج الحروف من مخارجها و صعوبة تركيب جملة واحدة باللغة العربية , وتكفي الإشارة إلى أنّ أول من وضع متنا في النحو العربي هو إبن آجروم الصنهاجي الجزائري , و أول من وضع ألفية في النحو هو جزائري أيضا ويدعى إبن معطي الزواوي , و ليعد إعلاميو مصر الذين يقرأون البلاي بوي أكثر من كتب التراث العربي ما كتبه صاحب أعلام الجزائر عادل نويهض , وصاحب علماء بجاية , و آلاف المراجع التي تشير إلى دور الجزائر وعلمائها في خدمة لغة الضاد , إلى درجة أن طه حسين كان يقول داخل إجتماعات المجمع اللغوي المصري , من أراد أن يسمع إلى لغة العرب الأقحاح فلينصت إلى شيخ الجزائر الشيخ البشير الإبراهيمي ..
ولا داعي لنعددّ الكمّ الهائل من الروائيين و الشعراء والكتّاب والصحفيين والإعلاميين الجزائريين الذين أسسّوا الفضائيات العربية وأصبحوا الركن الركين فيها …
وإذا كان إعلاميو " رقصّني على الواحدة والنصف " يفتخرون بماضيهم الفرعوني , فالجزائريون بحمد الله لا يفتخرون بالشرك و لا بالآلهة الوهمية , فالجزائريون موحدون و منذ إعتنقوا الإسلام أدركوا واجبهم الشرعي وراحوا يوصلون الإسلام إلى الأندلس وبواتييه و غيرها من الأمصار الأوروبية ..
ثمّ هل يجوز لأمة أن تفتخر بطغاتها , ألم يكن الفراعنة طغاة بإمتياز , قتلوا عشرات آلاف العبيد لبناء
الإهرامات , ألم يلعن الله في كتابه المقدسّ القرآن الكريم فرعون وهامان , أيفتخر إعلاميو " الهشتك بشتك " بمن لعنهم الله , ويجعلون منهم رمزا حضاريا ….
وعندما كان الفراعنة المصريون يقتلون الأطفال و الرجال و يسبون النساء , كان يوغرطة وماسينسا و تاكفيرناس يذوذون عن شرف الجزائر وبلاد المغرب العربي لتحريرها من الرومان والوندال والفنيقيين , ونحن كجزائريين عندما نفتخر برموزنا فهي تستحق الإفتخار بها , فهي رموز مجاهدة ومناضلة و غيورة على الأرض والعرض ..
و إذا أردنا أن نشهد الراهن , فالحمد لله لم يزر أحمد بن بلة , و لا هواري بومدين , و لا رابح بيطاط ولا الشاذلي بن جديد , ولا محمد بوضياف , و لا علي كافي , و لا اليامين زروال ولا عبد العزيز بوتفليقة الكيان الإسرائيلي , و مقر الكنيست الصهيوني الذي تعلوه لافتة كتب عليها " من النيل إلى الفرات " , كما فعل الرئيس المصري أنور السادات , و أغلب الرسميين المصريين , و الحمد لله لا توجد في الجزائر العاصمة سفارة للكيان الصهيوني , كما هو حال القاهرة التي تحتضن سفارة صهيونية محروسة بأجهزة أمن الدولة و الحرس الجمهوري ومخابرات الأرض والسماء …و لعمري لو توجهّ إليها رهط من المصريين لأحرقوا بالقنابل الفوسفورية قبل بلوغ ساحتها على بعد ميل كامل , أما سفارة الجزائر فلتحرق , أما علم الجزائر فليحرق …
و مما زاد الطين بلة دخول بعض العفنين – الفنانين – المصريين على الخطّ , وذمّوا الجزائر وتاريخها و شهداءها , و هؤلاء أمرهم بسيط , فنصفهم من أهل الحشيش , أذهب الله عنهم هذا البلاء , و بات رموز العفن أو الفن المصري يعتقلون في المطارات العربية بتهمة حيازة المورفين و الكوكايين , و بعض العفنات أو الفنانات تسافر أسبوعيا إلى جدة أو الرياض , أو كان وكوت دازور لتحظى بجرعة فنية من هذا الأمير أو ذاك ..كما أن الواحدة من هؤلاء الفنانات إذا تزوجت اليوم تطلقّ غدا , و عموما الساقط لا يمكن أن يكون في مقام الفتيا , أو في مقام الوعظ و الإرشاد , وتكفي إطلالة واحدة على النتاج الفني المصري لنرى كبراء الفن كيف يسقطون في الرذيلة الجنسية حتى لما يبلغون أرذل العمر ..
ولأجل كل هذه الإدعاءات , والتطاول على الجزائر , فكليّ فخر أن أقول أنا جزائري , و جزائري أنا , فورائي تاريخ حضاري مجيد لا وجود للشرك الفرعوني في طياته , وورائي ثورة عملاقة مقدسة هي واحدة من أعظم التوراث في التاريخ البشري المعاصر , و أنتمي إلى أرض ممزوجة بدماء الشهداء الذين تحولوا إلى منارات وقامات شامخة ينحني أمامها كل قارئ للتاريخ ببصيرة نافذة ..و أمامي مستقبل زاهر , مستقبل جزائري لا خيانة فيه للمنطلقات والثوابت , و سجلوا أيها الإعلاميون التافهون في مصر رغم بذاءاتكم و تحاملكم على الجزائر , فأنا جزائري ووطني الجزائر ……
بقلم / يحيى أبوزكريا .