أرشيف - غير مصنف

في نهاية عام وبداية آخر أقول لك : نعم ..أنا مختلفة!!

بقلم : دينا سعيد عاصم

نعم يا صديقى…مختلفة..تكررها دوما…هذه ليست ميزة هذه نقيصتى التى عشت ارزح تحتها ..منذ وعيت وانا احسها..انا مختلفة..شعر بها ابى… وقاومتها امى..تعرف سمات الاختلاف وتعرف عيوبه..نعم مختلفة.. ..قالت لي أتعرفين أنك غريبة؟ طريقة تفكيرك محيرة..كأنك فى دنيا أخرى لها قوانين مختلفة..أرعبنى ذلك فعلا فمنذ طفولتى أشعر أننى فى دنيا أخرى…حتى شريكى..التقط الخيط وتركنى على ما أنا عليه..ربما لاستعداده لتقبل الاختلاف..
 
 
ربما لحبه الشديد الذى منعه أن يعترض أو يقهر..ربما لعلمه أنه لو حاول سيخسرنى..حاول أن يقيدنى ..فوجدنى أكثر حرية..استسلم… يرانى من منظوره..كائن غريب يستحق الاحتفاظ به والاستمتاع بوجوده وإعجاب الناس به لحصوله على زوجة مختلفة عن الأخريات…جمال الاختلاف…لطالما أوقعنى فى مشاكل مع أقرب الناس..لم يستوعبنى شخص قبلك..الفهم ياصديقى..الفهم..لم أحصل عليه ..كل من صادفنى ارتعب فإما ظلمنى وإما آثر السلامة…فى حياتى..لم أسع لحب ولا علاقة..كنت أسعى للفهم..أنا يا صديقى لست قطة أليفة يدللها صاحبها ويغمرها بأنواع الطعام"المخصص" لهذا النوع النادر.. ولا يطلب منها إلا أن تموء وتتمطى وتتثائب بدلال…هذا كل ماهو مطلوب..لعل إحداهن تتمنى تلك الحياة ولعل جميعهن لن يرفضنها…لكننى للأسف مختلفة…ليتنى كنت كذلك..لا أستطيع العيش كقطة..اكتشف صاحبها أنها تفكر فلم يشغله كيف هو فكرها… قدر انشغاله بكيفية الاحتفاظ بها كـ"قطة معجزة"
 
آآآآه…لكم هو صعب ذلك الإحساس…إنه يقتل لدى صاحبه الإحساس بالآدمية ..بل كثيرا ما يخجل من نفسه..بل ويجعله ينفر ويشتط ويزداد عنادا وهروبا من ذلك العالم…إنها الحياة بقشورها الزائفة..خالية من أى فهم أو عمق…لكم تمنيت أن أحِب "بعقلى " واُحَب "لعقلى" لكم تمنيت أن يتفق ولو مرة عقلى وقلبى…لكم تمنيت أن يشاركنى شخص ما ميولى عن حب واقتناع وإيمان بى وليس عن فخر بامتلاكى..
 
لطالما أسعدنى ذلك الإحساس فى صبايا..هناك من تدله فى حبى..لا يقهرنى لا يجبرنى..لا يطيق ان اتذمر او اشكو او عاقب بخصام او فراق..لكن..لم يدم لى ذلك طويلا..فسرعان ما شعرت بالخطر…لابد من حب حقيقى وليس شعور بالتفرد والامتلاك..لست بملك يمين..أنا..امرأة مختلفة..لعلنى أقسو على نفسى..صدقنى حاولت ترويضها..حاولت أن أكون عادية ..كدت أنهار..هذه طبيعتى…فهل تقبل بعيوبى لن أقول ميزاتى فلست أرى أية ميزة…؟!
 
أريد أن أتعامل كانسان مختلف وان يقبلنى الاخرون باختلافى فلا يحاولون اجبارى او تغييرى…شخص واحد..فقط..نجح فى ترويضى وصالحنى مع نفسى واشعرنى ان اختلافى ليس نهاية العالم…بل هو مقبول ..ويكاد يكون جميلا…اتعرف من هو؟ انه..أنت …انت من أشعرتنى لأول مرة أن الرجل قد يلتفت للعقل أولا وأخيرا….وأن الصداقة والخل الوفى ليسا من المستحيلات..فها أنت تدخل حياتى فجأة وأجدنى غارقة معك حتى رأسى فى عالمنا..المسحور…أكتب لك لأنى شعرت أنك تحتاج لتفسير للكثير مما يدور برأسك…ولكن حيائك الجميل منعك من السؤال…لقد جاوبتك قبل ان تسأل..ولو كنت ستسألنى لربما هربت من الإجابة..أما الان فأنا ؟أحكى لك مختارة..فلقد عودتنى أن تخيرنى واذا بى افعل ما تمليه كالمجبرة ولكن…باختيارى..فكن دوما صديقى..قاوم من سيحاولون إبعادك عنى..لا تصدقهم…أحتاج لك لأطمئن أنى أحسنت اختيار صديقى…ولطالما كنت أحسن الاختيار…ولكن هذه المرة…أكاد أشك فى نفسى…ليتك تكذب ظنونى..كن صديقى دوما…هلا فعلت؟؟؟؟
 
 ديـنــا سعيد عاصـم
شاعرة وكاتبة مصرية

زر الذهاب إلى الأعلى