مدير مكتب بارزاني: التعهد الاميركي للاكراد هذه المرة تاريخي وقد بدد مخاوفنا تماما.. مخاوف من ان يكون الوعد الاميركي بمثابة وعد بلفور للاكراد لاقامة دولتهم المستقلة
تمكنت الولايات المتحدة الاميركية وبشكل استثنائي من استمالة القادة الاكراد لقبول قانون الانتخاب الجديد والذي يعطي الاكراد – بحسب صحيفة الواشنطن تايمز – نسبة مئوية من مجموع المقاعد في البرلمان القادم، من خلال التعهد الرسمي العلني بالتوسط في حل النزاعات بين الاكراد وحكومة بغداد والتعهد بدعم ايجاد حل لمستقبل المدينة الغنية بالنفط كركوك. واخبر فؤاد حسين مدير مكتب الزعيم الكردي مسعود بارزاني مراسلي الواشنطن تايمز مؤخرا، بان تعهد البيت الابيض في الاسبوع الماضي للاكراد كان تاريخيا. وقال حسين انه جديد، نعم، وفي تاريخنا السياسي وعلاقاتنا مع حكومة الولايات المتحدة، انها المرة الاولى حصلنا على مثل هذا البيان، وكان هناك دوما نقاشات حول هذه المواضيع، ولكنها المرة الاولى في تاريخنا السياسي الذي يعطي البيت الابيض مثل هذا البيان. وتفرد ذلك التصريح بالاكراد حينما قدمت التهنئة للعراقيين لتمريرهم قانون الانتخاب اخيرا ويسمح بالتالي باجراء الانتخابات في شهر اذار المقبل. الا ان الامر بالنسبة لباقي القوى السياسية العراقية يبدو مختلفا تماما. فالخشية تكمن في ان تعهدا اميركيا كهذا يخشى ان يكون شبيها بوعد بلفور البريطاني لليهود بانشاء دولتهم على الارض الفلسطينية. وطوال الاسبوعين الماضيين رفض كل من رئيس البرلمان العراقي اياد السامرائي ورئيس الوزراء الاتحادي نوري المالكي فكرة الارتهان للتطمينات الاجنبية. الا انه وبحسب الصحيفة، فما زالت هناك تحديات تواجه العراق ومنها عدم الاتفاق بين الحكومة العراقية والحكومة الاقليمية الكردية كما ذكر البيان، واشار بشكل خاص الى المادة 140 من الدستور العراقي والتي تضمنت اليات من ضمنها الاستفتاء – لحل وضع مدينة كركوك. ووافق ايضا على مساعدة العراق باجراء الاحصاء السكاني، وهي خطوة مستحبة من قبل الاكراد والذين يعتقدون بانهم اغلبية في كركوك. ويعد الاكراد كركوك كردية تاريخيا. وفي الثمانينات والتسعينات،مع ذلك، ارغمت حكومة صدام حسين على معظم الاكراد وجاءت بدلهم بعرب ليحلوا محلهم، ومنذ ان اسقطت الولايات المتحدة صدام حسين في سنة 2003، عادت العوائل الكردية الى كركوك وفي بعض الحالات حلوا محل العرب. وقال فؤاد حسين بان هناك صلة بين بيان البيت الابيض وقبول الاكراد نسبة مئوية صغيرة من المقاعد في البرلمان المقبل، وتسيطر الكتلة الكردية حاليا على 58 مقعدا من مجموع 275 او نسبة 21 %. وبموجب قانون الانتخابات الجديد، فان الاكراد سوف يسيطرون على 60 – 65 مقعدا من مجموع 325 مقعدا او بين 18.5 – 20 % من المجموع. وقال حسين بانه واخرين تفاوضوا في بغداد مع النواب وكذلك مع المسؤولين الاميركيين لاسبوعين قبل ان يمرر قانون الانتخاب. وقال حسين لانعتقد بانه كان عادلا اعطاءنا هذه المقاعد القليلة للاكراد، ونحن نفكر بالصلة، القبول بذلك للان ولكن الوصول الى هدف اخر. وفي التفاوض حول قانون الانتخاب، كان للاكراد الفعالية لان الرئيس العراقي جلال طالباني هو نفسه كردي وله صلاحية استخدام النقض على التشريع. وقال حسين بان الكتلة الكردية ستبقى متنفذة. نحن مازلنا نستطيع بان نكون صانعي الملوك، كما قال، ولكن في الوقت نفسه فقد اعترف بان رئيس الوزراء العراقي المقبل سوف يقرر تقريبا من الاحزاب التي تمثل الاحزاب الشيعية العراقية.