أرشيف - غير مصنف
الصمت الأدعى
مصطفى صالح السعيد
تعالت تحذيرات عبر مكبرات المساجد في البلدة معلنة أن عيون الحرس السلطاني قد رصدت تحركات مريبة لمناصري الزعيم الراحل " عبد الجبار" الذي اطيح به صباح امس بعد أن ثار عليه " متولي" السلطان الجديد. فبات لزاما على المواطنين الحذر وعدم الخروج من المنازل حتى اشعار آخر.
خيم الصمت على البلدة مع حلول الظلام . أما في قصر السلطان فقد أضاءت الأنوار الخافتة قاعة اجتماعات واسعة جلس في صدرها متولي بيك على كرسي مذهب وقد أحاط به الأعوان . نادى متولي بنبرة يشوبها التوتر والقلق ، " ليحضر المفتي عبد المتولي" . تقدم عبدالمتولي بوجل وركع بين يدي السلطان ثم سجد مقبلاً الأرض بين قدميه وقال : نعم يامولاي.
نظر السلطان الى المفتي نظرة خبث وازدراء ثم قال :" خلّصنا من الورطة التي أوقعتنا فيها يا اسود الوجه! كيف تقسم أمام الناس وتؤكد لهم أن جباراً ، السلطان الهالك ، سيحرق في قبره وان الملائكة ستعذبه في النار في قبره؟"
ليأذن لي وليّ نعمتي ، أجاب عبد المتولي ، إنّ الحل ابسط مما تتصور، فأنا سأحرق قبره الليلة ثم أقول للناس الملائكة قد حرقته في الليل اذهبوا الى قبره وتأكدوا! فالليلة ممنوع التجول وستكون الفرصة سانحة لتنفيذ ذلك
قهقه السلطان فترددت قعقعة ضحكه في صدور الأعوان فرددوا جميعا صدى ضحكه. وقال السلطان:" لا فض فوك ، حقاً إنك شيخ سلطاني لا يعسر عليك شيء فلكل امر لديك مخرج ثم قال : ليخلع على الشيخ عمة جديدة وحذاء جديدا وعباءة مطرز عليها الشعار الثوري السلطاني .وليكن ذلك مباشرة بعد تنفيذ شيخنا الجليل المهمة الجليلة ولسوف يكون لهذه الخِلَع فضل كبير عليك تحميك من الألسن قبل الأيدي
فوقف الشيخ هاتفاً :" لبيك يا سلطان الأبوة كلنا نفدي حماك ، لبيك ان نفذ زيت قنديلك جعلنا من دمائنا زيتا له ! والله لوقطعت رأسي لبقي لساني يهتف ويقول متولي متولي متولي…."
علا البشرمحيا الشيخ وانفرجت أساريره وأصبح ضاحك القسمات ، فتلفع بعباءة سلطانه الهالك متأبطاً شرا وخرج في جوف الليل المقمر الصامت. صمت رهيب يخيم على الدنيا … وما أن ابتعد عن البلدة حتى ترامى الى سمعه نباح كلاب مضارب البدو قادما مع الأثير مبدداً السكون من حوله… سار على الطريق الترابية يغذ الخطى نحو مقبرة القرية . وفي السماء كان القمر يرسل أشعته الفضية لتهبط على الأشجار التي تطاولت ظلالها على الأرض.
كان عبد المتولي يقترب من المقبرة وأحلام شتى ترواده : الليلة سيحرق جباراً وبذا يضرب عصفورين بحجر؛ ينتقم من جبار فينال حظاً وافراً ومكانة عليّة لدى ولي النعم ، ويزداد هيبة في عيون القوم بصدق نبوءته. وقطع حبل أفكار زعيق بوم انطلق فجأة وتعالى مع اقتراب عبد الجبار منه فامتلأ قلبه تشاؤماً وقال في نفسه " هذا فأل سيء". وما أن دخل المقبرة حتى ولى طير البوم بعيداً.
الصمت يخيم على المكان وظلال شواهد القبور تنساب ، بفعل ضوء القمر، على الأرض مرجعة صدى صمت القبور من حوله. نظر عبد المتولي الى القبور من حوله وقال بزهو وعجب يملآن نفسه: " معظم هؤلاء صدر حكم إعدامهم بفضلي فالفتاوى التي كنت اصدرها حسب رغبة جبار اتاحت له اعدام الكثيرين منهم .
تقدم نحو قبر جبار مرددا :
وكم تساوى في الثرى راحل غدا وثاوٍ من الآف السنين!
وضع قدمه على قبر جبار وناداه :" سبحان مغير الأحوال، بالأمس كنت يا جبار الآمر الناهي ؛ فالدنيا كلها كانت طوع بنانك! ويلك ايها الظالم المستبد يا حبيب الظلام يا عدو الحياة ، كيف تجد نفسك الآن؟ ألست أنت من أمرني باصدار الفتاوى حسب مصالحك الشخصية؟ ألا تذكر يوم أمرتني باصدار فتوى تجيز لك الاستعانة بالأجنبي الكافر لحمايتك من المتمردين على ظلمك؟! ألآ تذكر الليلة الصاخبة التي احييتها في حمى المسجد الجامع يلهو ويصخب بها الزنادقة المرتزقه الذين استقدمتهم لحمايتك؟ الليلة حان الانتقام : لقد دفناك في النهار وها نحن نحرقك في الليل ؛ الليلة هذه لأحرقنك في قبرك، فقد دقت ساعة العمل الثوري ، ساعة الانتقام ولسوف اشهّرن بك ولأفضحنّك ولأذيعنّ كل أسرارك ولأشجعنّ الممثلات وبائعات الهوى وسفلة القوم على تأليف الكتب والروايات التي تدور حول فضائحك ، فها هو سلطانك قد هلك عنك ، ودالت دولتك فاصبح مباحا حياضك بلا سياج منيع يحميك ولا هاتف بالدم والروح نفديك يا جبار. فمن هتفوا وبحت حناجرهم بذلك هاهم اليوم يهتفون ويصفقون للقادم الجديد!
صبّ عبد المتولي إناء الوقود الذي تأبطه على تراب القبر ثم أدخل يده في جيبه لإخراج الولاعة ، الا أن رعشة سرت في أنحاء جسده لأنه شعر أن الأرض تزلزلت وهدير بحر هائج متلاطم الأمواج يطغى على الكون من حوله…. الصمت تبدد من حوله … ضجيج وهرج ومرج ، أزيز وهدير طائرات ، بروق تلمع ورعود تقصف …. أخذ عبد المتولي يتأرجح مترنحاَ…. أمسك براسه بيديه وصرخ … لا..لا …لا بيد أن صوته لم يجاوز شفتيه فتردد صراخه حبيساً بين جنبات صدره … ماتت الكلمات على شفتيه حال سماعه صوتاً يناديه صارخاً : صوت أدعى من كل الأصوات فاي صوت أدعى من نداء الأموات للأموات؟ قال الصمت:" رويدك رويدك ايها الظالم! خفق قلبه واضطربت جوانحه واصطكت ركبتاه فزادت نبضات عروقه واختلجت عيناه وارتعدت فرائصه.
الصمت الرهيب يطبق على المكان؛ يطبق على عبدالمتولي يكاد يخنقه ، يحاصره من كل مكان فزلزل زلزالاً شديدا وضاقت عليه الأرض بما رحبت. وفجأة أخذت شواهد القبور تتبخر خيوطاً بيضاء تتصاعد نحو الأعلى شاقة عنان السماء ، تكا ثف بخار هائل في الأعلى مكونة غيمة من نار وعضب كانها ليل تهاوى كواكبه ، حجبت نور القمر فاظلمت الدنيا من حوله وأصبحت أضيق من سم الخياط. أبرقت وارعدت وارسل الصواعق محرقة وجه الغبراء من حوله كلما اضاء البرق وضع يديه في اذنيه من الصواعق واذا أظلم قام مرتجفاً بلا حول ولا قوة. حاول الصراخ فما استطاع، حاول الهرب فتسمرت قدماه في الأرض فمكث واقفاً مشدوها مهطعاً….
فجأة تبدد الظلام من حوله وإذا القبور قد بعثرت والهياكل العظمية قد انتصبت ثم بدأت زحفها من كل حدب وصوب تنسل نحوه ضيقت الخناق من حوله … قال في نفسه " الويل لي اين المفر؟ أصبحت الأرض اضيق من سم الخياط ، ارتعد وارتجف ارتجاف ورقة شجرة صفراء عصفت بها رياح الخريف… الهياكل تواصل زحفها البطيء تحاصره من كل حدب وصوب … تتقدم نحوه بصوت جهوري رزين " الله أكبر ، الله أكبر ، الله اكبر" فترددت الكلمات في أرجاء الكون من حوله فانداح الغبار وتبدد الصمت من حوله.
فرك عينيه محاولاً اقناع نفسه أن ما يراه مجرد أوهام لكن الهياكل أقتربت منه قاب قوسين أو أدنى وأحاطت به أحاطة السوار بالمعصم … أخذ يرتجف ارتجاف مقرور هدّه البرد… تقدم نحوه هيكل ضخم وقال : " لا تخف .. لا تخف تمالك نفسك كن رابط الجأش ولا تطر نفسك شعاعا من خوف الهياكل … فما تراه الإ الصمت الأدعى … إنه صمت القبور يدعوك ويامرك أن تفصح عن سبب سكبك الوقود على قبر ضيفنا الجديد الذي وروي الثرى اليوم…
قال عبد المتولي متلعثماً وبصوت مرتجف قد… قد… قدمت الى هنا لأحرق هذا الظالم فانتقم منه"
قهقهت الهياكل ورقصت طرباً وتمايلت ذات اليمين وذات الشمال فتطايرات السلاميات منها كأنها سهام نار من مغنيسيوم مشتعل نحو عينيه فصرخ : لا …لا….لآ أنا في حلم … هذا كابوس …. هذا وهم…. هذا خيال.
أجابته الهياكل بصوت واحد جهوري : " ويلك ألم يئن لك أن تدرك أن دائرة الصمت الأدعى من كل الأصوات تلفك في دائرة الحقيقة ؛ فأنت اليوم لدينا ضعيف مهين ."
تمالك نفسه وقال بصوت متهدج:" بلى بلى ، لكني ساحرقكم وأحرقه معكم فانتم مجرد أوهام ، أما سوط السلطان فهو الحقيقة وهاو سيفه معي فمن يأكلمن صحن السلطان يضرب بسيفه … فإن لم أحرقه فسوف يخيب عملي وأفشل وتذهب ريحي وأُجَّرد السيف فلا يعود لي مكانة عند ولي نعمتي الجديد… صمتكم هذا وحصاركم هذا لا شيء مع ظلم ولي نعمتي …
أجابت الهياكل ساخرة:" لقد سبق السيف العذل، فاليوم خاب سعيك ولتلقيّن ثبوراً . لماذا لم ترفع صوتك وجبارأ حي يرزق عندما كان ذا سلطان قوي وسطوة وكلمة نافذة؟
تأمّلنا يا عبد المتولي فنحن هياكل الأجساد الترابية التي أصدرت فتاويك الواحدة تلو الأخرى تجيز حرقنا أحياء إرضاءَ لهذا السلطان الذي ينام الان تحت الثرى. قد يبدوا عجيباً أن نمنعك من تنفيذ مهمتك بدفاعنا عنه؛ وقد تطلب منا العون حتى نعذبه معك ، لكن غاب عن عقلك باننا بشر خلقنا الله ، وان عذاب القبر شأن من شؤون الخالق عز وجل . لكن رغم موتنا فصمتنا الأدعى يحمي كل من حل بساحتنا ، نحن الموتى لا نسمح لأحد من اهل الدنيا أن يظلم أحدأ من الموتي فصمتنا ادعى من كل الأصوات واما الميت ميت الأحياء: كم من مظلوم في الدنيا دافعت عنه او دافعتم عنه يا من تدعون الحياة … كم طفل يحرق أما ناظريكم منو لي النعم وأنتم صامتون؟ قل لنا من الميت نحن أم أنتم ؟ كلنا هنا المعتصم : صمتنا الأدعى سيحرقك أنت دفاعا عمن لاذ بحمانا رغم ظلمه لنا! نحن الصمت الأدعى أبلغ من اي بيان بشري ، صمتنا تحول الى هياكل عظمية تسعى لتحول دون تنفيذ عمل أنت لم تخلق له. نحن بدائرة الصمت نحاصرك نطاردك بسيف الحق والحقيقة لا بسيف من ياكل من صحن السلطان، ولقد علمنا في هذه الدائرة حقيقة الانسان في الحياة الدَنِية وأدركنا أن الانسان جبان لا بطبعه بل ينبع جبنه من طين الجسد الذي يسجن روحه و يقمعها ويغلّب شهواته ونزواته على نفسه السامية المطمئنة فيرد اسفل سافلين فيصبح ظالما لنفسه وللناس ، يصبح معتدياً غشوماً متمردا على نواميس الله في الخلق مستغلاً رحمة الله وامهاله له… أنت مثلا ايها المتعالم .. تصلي وتصوم وتسرع الى الصف الأول وتؤم الناس كثيرا … لكن انظر الى حقيقة فعلك : اتظنك مخادعاً الله بل الله خادعك! يسيطر عليك جسدك فتصبح عبدا له ثم عبدا للظالم بعد ان تمكن منك التخاذل وسيطر عليك الجبن فخنقت صوت الحق في صدرك واطلقت لسانك من عقاله هاتفاً بحياة الظالم الذي يوردك ماء الحياة بذلة وكلما تعالى هتافك بحياة جلادك اشتدت وطأة قدميه على عنقك وازدادت لسعات سياطه ضراوة على ظهرك. فأنت يا عبد المتولي لطالما أكلت من فتات مائدة هذا السلطان وضربتنا بسيفه ، ولطالما طاردتنا مع كلابه واصدرت الفتاوى تترى مهدرا دماءنا . واليوم وقد هلك عنه سلطانه وتبخر اخلاصك له وأخذ لسانك يلهج بالدعاء الى الله أن يديم مائدة السلطان الجديد ، عقدت العزم على اثبات حسن نواياك تجاهه واخلاصك له….
دب شيء من الشجاعة في نفس عبد المتولي فقال:" لا… لآ … هذا وهم ، ساحرقه ساعذبه بالنار"
اجابت الهياكل :" الويل لك … الويل لك ! كان باستطاعتك القيام بهذا وجبارأً حي يرزق دون ان يعلو صوتك بحمده وشكره .. دون فتاوى حسب ما يريد ..فلو صَمتَ لصمت الناس من حولك … لكنك آثرت الدنيا على الآخرة …. والفناء على البقاء … لو قلت الحق لسقط القناع عن وجهه ولأسقطته الحقيقة … أما كان الأجدر بك و بالمفتين من أمثالك أن يصمتوا .. فل كان ذلك لتهاوت اصنام كثيرة لم تكن تحمل طهر الصنم … لكنك لم تعض على ساق الشجرة بل انضممت الى جوقة المنشدين من المفتتين الذي مجدو جبارا وأن الله اعطاه كرامة أن جعل المرتزقة يدافعون عنه !
اجابت الهياكل :" الويل لك … الويل لك ! كان باستطاعتك القيام بهذا وجبارأً حي يرزق دون ان يعلو صوتك بحمده وشكره .. دون فتاوى حسب ما يريد ..فلو صَمتَ لصمت الناس من حولك … لكنك آثرت الدنيا على الآخرة …. والفناء على البقاء … لو قلت الحق لسقط القناع عن وجهه ولأسقطته الحقيقة … أما كان الأجدر بك و بالمفتين من أمثالك أن يصمتوا .. فل كان ذلك لتهاوت اصنام كثيرة لم تكن تحمل طهر الصنم … لكنك لم تعض على ساق الشجرة بل انضممت الى جوقة المنشدين من المفتتين الذي مجدو جبارا وأن الله اعطاه كرامة أن جعل المرتزقة يدافعون عنه !
اطلقتم االأعنة لألستنكم بالمديح فازداد وقع السياط واشتد وطأة الأقدام على الأعناق …. واليوم تجيء لتعذيب من ماتوا! تتعدى حدود الله من اجل ارضاء ولي نعمتك الجديد يا آكل التبن! لا حبا بسيدك لكن اشباعا لرغبات جسدك الطيني! أن لم تكن قادرا على قول الحق فاصمت فصمتك رهيب .. لا تطبل ولا تزمر، لا تجري وراء جوقة الرداحين ولا تقف ما ليس لك به علم … اصمت صمتا رهيباً يزلزل الظالم ! فما يزيده هتافك الا ظلما : اتظن ان سيدك يصدق شعاراتك وهتافاتك ؟ بالامس كانت عباءة سلطانك الفاني تحميك واليوم يمتطي صهوتك سيد جديد فامتطيت أنت صهوة احلامك لتغرق في بحر الذل والخزي فأتيت بعد أن عطست بجبار اللجم وغيبه الثري أتيت لتحاسبه؟!
تسّمر عبد المتولي في مكانه ، احس أن جسده يموت وأن يده اليمنى قد ثقلت وخارت قواه … فصمت وصمتت الهياكل من حوله … الصمت يحاصره .. مازال يقاوم … الهياكل تنذره .. ما زال يعاند …. فخوفه من سلطان الدنيا أدعى من كل خوف…. دبت رعشة في جسده كله عندما تذكر سيده الجديد فضغطت كتلة الين على روحه فقال: " الويل لي! هذا محض شرود ذهني! … كاد ان يشعل الولاعة لولا أنّ كفاً لامعة كاليورانيوم المشتعل صفع وجهه فخر الى الأرض مجندلاً…. خيم الصمت على المقبره … لا حراك ماتت الكلمات مصلوبة في حلقه!
تعالى صوت المؤذن عند الفجر …. خف الناس الى المسجد لصلاة الفجر … أعلن في الناس أن الأعلام في قصر السلطان قد احترقت وان مجموعة من الثوار استولت على قصر الحاكم وقضت على "متولي".
ومع نسمات الشروق العليلة في يوم مشرق عزيز وصل حفار القبور بصحبة نفر ليحفروا قبرا لهالك جديد … لكنهم تفاجئوا بوجود عبد المتولي طريحا مجندلاُ بين شواهد القبور مشلولاً لا حراك فيه وبجانبه إناء وقود فارغ ورائحة البترول تنبعث من تراب قبر " جبار" …. تقدم احدهم نحو المفتي : هزهه محاولا رفع رأسه واسنده الى صدره وقال:" يا سيدي الشيخ .. يا سيدي الشيخ .. فتح الشيخ عينيه نصف فتحة. قال الرجل: قتل متولي يا سيدي!
رجف عبدالمتولي رجفة قوية وصرخ :" ايها الناس .. الصمت … الصمت." ثم اسلم الروح!