مصطفى صالح السعيد
أولاً
داعية علمي-
كلمة لابد منها موجهة إلى داعية مرتفع الصوت يتحدث بعصبية يكاد ينفجر منها مع أن زمان الصياح قد ولى , فلقد كان المشايخ في قديم الزمان يرفعون اصواتهم كي يسمعهم الجمهور إذلم يكن هناك مجهار في المسجد اما اليوم فلو همست لسمعك الناس بفضل السماعات. كان اؤلئك المشايخ يجدون أنفسهم مضطرين لرفع اصواتهم حتى يسمع كل من في المسجد. فلا داعي لرفع الصوت وتقليد الشيخ كشك رحمه الله الذي كان يعرف مواضع رفع الصوت وخفضه فكان كلامه يؤثر في الناس.
اما النقطة الثانية التي ينبغي لكل متحدث ان يدركها ان للناس عقولا تميز , وعلى من يتحدث ان يدرك ان الناس يميزون الغث من السمين ويدركون و يعرفون المرمى الذي يسعى اليه من يحدثهم وخاصة اولئك الذين يمتطون صهوة جواد الدين فهم يميزون دعوة الداعية الصادق فتراهم يقبلون عليه لان كلامه صادق نابع من القلب ويدركون من هو مدعي ومتكلف ومن هو ساع وراء شعبية قد توصله الى كرسي في احدى المجالس ! هون عليك يا اخي لا داعي لرفع الصوت فالسماعات تغنيك عن ذلك ! ولا تبالغ فيما تقول ولا تدعي احتكار المعلومة! الحصول على المعلومة في هذا الزمان والتحقق منها متيسر بلمسة زر في الحاسوب! فالمعلومات والحقائق باتت منتشرة في الفضاء والاجواء متيسرة , فلا تظن انك الوحيد في الساحة يخلو لك الجو فتبيض وتصفر كما تشاء بل قد لا يكون هذا عشك فادرج!
يقول هذا الداعية العلمي بعد أن يحدثك حديثا عصبيا في السياسة مع علمه ان السامعين مترعون سياسة واتجاهات معاكسه وصراحة وبلا قيد ولا رقيب وغيرها فيكادون يستفغون من "قرفها" يأتي اليك بحديث عن الاعجاز العلمي في القرآن , مع أن معظم الناس يعرفون هذا الموضوع ولا ينكره احد وهو مكرر في عشرات الكتب والفضائيات وعلى صفحات الانترنت! لكن شيخنا المدعي أنه شيخ علمي وليس علماني! ياتيك بقصة سيدنا يوسف , يحدثك وينظر اليك مستصغرا شأنك كانك جاهل لاتعرف الطيط من نوع البصل ولا الجمعة من الخميس . يفسر الايات كمايحلو له ولا يسمح لك ان تناقشه فيما يقول. حدثنا فقال " اتعلمون سبب وضع قميص سيدنا يوسف على وجه ابيه يعقوب؟ انه العرق يا اخواني! يا سبحان الله! اتعلمون ان العرق هو الذي رد بصر يعقوب اليه عندما سال عرق يوسف في عيني ابيه! ويمضي الشيخ العالم رافعا طبقة صوته فاشتدت عضلات وجه آخاديدأ! يصرخ: لقد اثبت العلم اثباتا قطعيا ان العرق له فعل السحر في علاج العمى وخاصة في مثل حال سيدنا يعقوب. انه العرق ! انظروا الى هذه المعجزة القرانية!
لا ينبس احد من السامعين ببنت شفة مع أن قسما منهم يجلس ابنه الصغير بجانبه! ألا تخشون على عقول ابنائكم من مثل هذا الهراء!
كنا نسمع مع كبار السن ونحن صغار قصصا عن عوج ابن عنق الذي كان يشوي السمكة في عين الشمس وان مياه طوفان نوح ( ع) كانت تصل الى ركبيته وهو يدفع سفينة نوح( راجع كتاب بدائع الزهور في وقائع الدهور لابن اياس) . حري بهذا الشيخ العالم ان يؤلف لنا كتابا على شاكلة كتاب ابن اياس يجمع فيه مثل هذه النوادر والملح والاكاذيب والاراجيف… لكن واسفاه لقد ولى زمان " الحميدية"
كنت اود أن اسأل الشيخ العلمي " لنفرض أنه ذهب الى مصر واخذ يكيل الشتائم هناك في وسط المطار وكان الجو حارا وطارده نفر من رجال الشرطة هناك لمدة عشر دقائق وتصبب جسده عرقا وركب الطائرة الى عمّان…ترى هل يصل الى عمّان والعرق مازال يقطر من قميصه!
هل كان سيدنا يوسف ( ع) السلام يعلم ان العرق يشفي مرض عيون ابيه؟ لنفترض ان وحيا جاءه وقال له يفعل ذلك….. هل كان يضمن ان يصل القميص منقعا بالعرق بعد رحلة قد تدوم شهرا على الاقل! اي عاقل يصدق ذلك! لماذا لم يقل لنا الشيخ تفاصيل القصة
ما هو الاعجاز العلمي القرآني في ذلك؟ هل ورد في القرآن ما يفيد بأن العرق يشفي؟ هل ورد تلميح او تصريح فائدة العرق في علاج بصر يعقوب(ع). قد يقول ان كلمة " ريح يوسف" تدل على العرق ! من قال انها رائحة العرق؟ لماذا لم يبيّن لنا الشيخ العلمي كيف أثبت العلم الحديث وفي اي مجلة علمية نشر ذلك ومن الذي قام بذلك؟ وما هي طرائق البحث التي اتبعت وكيف ثبت صحة ذلك؟
الم تبيّض عينا يعقوب من الحزن وكظمه ؟ فلماذا لا يكون الامر نفسيا؟
ثانيا :الاستعانة بجني مسلم
يدعي " شيخ " مشعوذ انه يجوز الاستعانه بالجني المسلم؟
نقول للشيخ:" كيف تعرف ان الجني مسلماً , ماذا تفعل لوجاءك جني " أزعر" غير مسلم وقال لك أنه مسلم؟
ثالثا: مفتي لا يتقن اللغة العربية؟
عندما كانت المنابر مطية لمن هب ودب , في أواخر التسعينيات اعتلى منبر الجمعة خطيب هلهل اللغة العربية وفي نهاية الخطبة قال انه يجوز للمسلم أن يستبيح دم الكافر ويستولي على ماله!
بعد انتهاء الصلاة تقدمت من الشيخ الجليل وسالته على اي شي استند في تحليله قتل الكافر والاستيلاء على ماله؟ فقال : لا وقت لدي الآن , هذا الامر يحتاج الى جلسة . فقلت له ارجو أن تسمح لي ان اقول اني لاحظت كثيرا من الاخطاء اللغوية والنحوية في خطبتك التي سمعناها؟ فقال :" أنا والله ضعيف في اللغة العربية" فقلت له له :" اذن لاتصدر احكاما وفتاوى لان من شروط المفتي ان يتقن اللغة العربية"
كلمتان مستباحتان : الدين : فكل من قرأ كتابا او أعفى لحيته يصبح مفتيا ويخوض في الدين بلا رقيب ولا حسيب مع انه ما يلفظ من قول الا وعليه رقيب وحسيب!
اما الكلمة الثانية فهي كلمة شيخ التي تعني الرجل كبير السن وتعني كذلك شيخ زمني كشيخ ا لقبيلة والعشيرة والامارة . واطلقت في عصور الاسلام على نقيب المهنيين فكانت تطلق على كبير النجارين فيقال شيخ النجارين واطلقت على علماء الدين كشيخ الاسلام وشيخ الازهر. اما اليوم فكل من يعفي لحيته يدعى شيخا حتى وان كان رفيقا شيوعيا!
رابعاً: حب الله: الايمان في القلب ولا داعي ان تعكسه الجوارح : يقف المرء الساعات الطوال يهندم نفسه ويلمع حذاءه ويعتني بمظهرة الخارجي , ولا يلفت لحظة الى داخله وسريرته يظهر ما لا يبطن, يأكل الربى ويصلي في الصف الاول لان الصلاة اسقاط فرض ومجاملة اجتماعية , ينضوي تحت حزب يفرق دينه شيعا واحزابا ويقول نفترق في الاصول ولا نتختلف في الفروع مع انهم يطعن الواحد منهم في الاخر, يصلي في الصف الاول ويقوم الليل ومحارمه ترتدي حجاب النعامة تغطي راسها وتكشف سائر جسدها , يدعي حب كتاب الله فيشتري له قاعدة يفتح دفيته ويضعه عليها , لكن لا ينظر فيه ابدا, واحيانا يضعه في مطرزة يعلقها على جدار في بيته كي يحفظه ويحفظ ابناءه من الشرور!
يرفع شعار " إلا رسول الله" لكنه لا يصلي و لايتبع سنة رسول الله!
يخدعك باسم الله يحلف لك الايمان ويقول لك " نحن نخاف الله" ويخدعك ويدلس عليك باسم الله!