أرشيف - غير مصنف

مسامير وأزاهير 125 … أخشى عليكم وطأة الضمير سيدي الرئيس مبارك!!!.

مسامير وأزاهير 125 … أخشى عليكم وطأة الضمير سيدي الرئيس مبارك!!!.

بسم الله الرحمن الرحيم 

فخامة السيد محمد حسني مبارك رئيس جمهورية مصر العربية المحترم.

السلام عليكم.

فيما تتحرك عقارب الساعة منبئة بقرب انتهاء فترة رئاستكم لمصر العروبة ، فإنني أستميحكم العذر سيدي  الرئيس لأخاطبكم برسالتي المفتوحة هذه ، ولا أدري حقيقة إن كان في نيتكم الترشح مجدداً لمنصب رئيس مصر أو أنكم قد قررتم عدم الترشح ، إلا أنني ( وفي الحالتين ) أناشدكم من منطلق العروبة التي تجمعنا أولاً ومن دافع مبادئ الإنسانية المجردة ثانياً في أن تتكرموا علينا فتنعموا النظر فيما سيأتي في متن رسالتي هذه، فعسى أن تكون عباراتي تلك سبباً قد ساقه الله تعالى إليكم كي تتخذوا قراراً فيه إنصاف لأبناء غزة من ظلم وأذى كبيرين قد وقعا عليهم ، ولتبقى سيرتكم بعدها عطرة خالدة عند أبناء غزة … جيلاً بعد جيل!!. 

سيدي فخامة الرئيس رعاك الله  

أغالط نفسي وأجافي الحقيقة ، وقد أوصم بالنفاق والسُخـْـف إن ذكرت برسالتي هذه بأنكم ( ربما !!) لا تعلمون بحقيقة ما يجري لأبناء عمومتكم ممن هم على مرمى حجر من الحدود الشرقية لبلادكم المعمورة ( حرسها الله ورعاها )، لكنني في الحقيقة قد جئتكم مسترعياً انتباهكم الكريم أولاً ومذكراً ومنبهاً سيادتكم ثانياً بضمير سيرافقكم مع شريط متخم من الذكريات ستسترجعون من خلاله محطات قد مرت بكم، ولعل أخطر تلك المحطات وأسوأها وقعاً على النفس تلك التي أصابت أبناء غزة الذين كابدوا وعانوا من كيد العدو ( الحقيقي ) وشره وبلائه وبطشه بما تأباه شرائع السماء جميعاً وما يندى له جبين الإنسانية ، أولئك الذين ضاقت بهم سبل الحياة وتزاحمت عليهم الكوارث والمآسي فباتوا لعمري عطاشا وجياعاً يفترشون الأرض ويلتحفون السماء في معتقل كبير دونما ضمير إنساني ينصفهم أو وازع أخلاقي يدرأ عنهم أذى العدو وشره، فما وجدوا والحالة هذه إلا الابتهال إلى الله العزيز القدير في أن تتحرك ضمائر شرفاء العالم لنصرتهم والتخفيف عن كاهلهم … وأنتم والله ( بحكم روابط الدم أولاً وجواركم لهم ثانياً ) لأولى من جميع العرب بنصرتهم ورفع ما لحق بهم من أذى وغبن !!.  

سيدي الرئيس مبارك حفظك الله …

أخاطبكم … وقد انقضى وطر كبير من فترة قيادتكم لأم الدنيا مصر العزيزة ، وأناشدكم واستحلفكم بالله أن تضعوا حداً لما يعانيه أبناء جلدتكم المرابطون على أرض الرباط والقابعون في سجنهم الكبير خلف معبر رفح ، كما وأدعوكم مخلصاً صادقاً في أن تنأوا بأنفسكم عن ظلمهم فتبعدوا عنكم قسوة  التاريخ وما سيحكيه لأجيال العروبة ، فتضمنوا بعدها نقش اسمكم في سفر التاريخ والمجد لتكونوا أحد قادة العروبة ممن اهتز ضميره ووجدانه وأبى أن يكون سبباً في استمرار معاناة أبناء جلدته … تماماً كما فعل المعتصم يوماً فراح يُذكر بالمجد إلى يوم الدين!!.

سيدي فخامة الرئيس …

أستميحكم العذر سيدي الكريم في أن أذكركم بحقيقة مفادها أن دوام الحال هو من المُحال ، وأن لكل زمان دولة ورجالا ، ومن هذا المنطلق تحديداً فإنني أرى إن لا غبار في أن كرسي الرئاسة وما يعنيه من جاه ونفوذ سيهجركم يوماً ما ( كما هجر غيركم من قبلكم ) لتجدوا أنفسكم وقد جلستم على كرسي المواطنة ، حينها لن يتبقى لكم سيدي الرئيس إلا ذكريات ستسترجعونها بحلوها ومرها ، ولا أشك لحظة واحدة في أن يكون لأبناء غزة ( شيبها وشبابها وأطفالها ونساءها ) وما جرى لهم من مصاب ومآس حصة الأسد من ذاك الشريط من ذكرياتكم ، فوالله الذي لا إله إلا هو أني لأرجو الله تعالى في أن يكون لكم نصيب كبير في إنهاء معاناة أبناء غزة بعيداً عن دهاليز السياسة المقيتة وحساباتها وبما سيضمن لكم راحة الضمير والوجدان بإذن الله تعالى!!.

سيدي الرئيس مبارك …

قد يكون أمراً جميلاً حين يجد امرؤ ( وهو في عنفوان أمره وعظمة شأنه ) متسعاً من الوقت في أن يـُخـَيـَرَ بين أحد أمرين فيكون من تداعيات ما اختاره إما راحة الضمير وسكينة النفس أو عذاب الضمير وسُـهـْد الجفون، والأجمل من كل هذا وذاك سيدي الرئيس أن يأتي قرار المخيـّـَر ( بفتح الياء ) بما يضمن له راحة الضمير وسكينة النفس!!، ثم والله ثلاثاً … ما أسعد المرء حين يُشار عليه ( وهو في قمة سطوته وقوته وعنفوانه ) إلى مواطن الأذى ومكامن الظلم والجور فيكون سبباً مباشراً في رفعها وإبعادها عن طريق عباد الله ما تمكن من ذلك سبيلا، وإنني والله وتالله ما جئتكم برسالتي هذه إلا صادقاً في دعوتي هذه ناصحاً وطالباً لكم راحة الضمير وسكينة النفس، داعياً إياكم في الوقت ذاته لخير ما تحبون وتشتهون وتطمحون وتتمنون أن تسترجعوه من شريط ذكرياتكم لمرحلة ما بعد فترة رئاستكم حيث ستختلون عندها إلى أنفسكم ليكون ضميركم سيدي الرئيس واقعاً تحت تأثير أحد أمرين لا ثالث لهما :

1.      فإما أن يكون ضميركم مثقلاً متخماً بالهم والغم كلما تراءى لكم طيف أبناء غزة ( شيبها وشبابها ، رجالها ونساءها وأطفالها ) وتذكرتم ما مر بهم جميعاً من مآس وخطوب وما اكتووا به من نار حصار وجحيم فاقة وعوز، في وقت ساهمتم بتضييق الحصار عليهم ومنعتم عنهم الدواء والغذاء وزدتم عليهم وطأة الأمر بما اتخذتموه من إجراءات ضيقت عليهم لعل آخرها كان ذاك الجدار الفولاذي الذي شارفتم على الانتهاء من تركيبه بمشورة أمريكية بطول أحد عشر كيلومتراً لأسباب ما عادت خافية على أحد!!.

2.      وإما أن تـُسعد وتقر عيناً ويسكن روعكم ويرتاح بالكم كلما تراءى لكم طيفهم وهم يلهجون لكم بالدعاء والشكر والثناء لخطوة سديدة قد اتخذتموها حين رفعتم تلك الغمـّة عنهم وأبعدتم عنهم شبح الموت عوزاً وجوعاً ومرضاً!!.

وشتان لعمري بين الموقفين آنذاك!!!.

سيدي الرئيس سدد الله خطاك …

أترك لحنكة سيادتكم ويقظة ضميركم تدبر ما قد عاناه وما يعانيه أبناء غزة الصابرون المحتسبون ، كما وسأدع لكم خيار تفاصيل شريط الذكريات الذي لابد وأن سيداعب فكركم يوماً حين تغادرون كرسي الرئاسة لا محالة ، فإن أبيتم إلا المضي في خياركم بعدم تخفيف وطأة العيش على أبناء غزة ، فتذكروا يوماً سيدي الرئيس أن عبداً من عبيد الله من أبناء جلدتكم قد استرعى انتباهكم برسالة مفتوحة محذراً مما سيثقل عليكم ويؤرق لكم أحلام نومكم أو يقظتكم إذا ما زاركم طيف طفل غزاوي يتيم أو امرأة مسنة عاجزة أو شيخ مقعد وقد اغرورقت أعينهم بالدموع شاكين باكين منتحبين موجهين حديثهم ولومهم وعتابهم إليكم مرددين على مسامعكم قائلين …أنت من واتته الفرصة لتنصفنا لكنك أبيت أن ترفع عنا ظلم البشر ، وأنت من ساهم بجوعنا وعطشنا وقلة دوائنا حين دعيت لأكثر من مرة فلم تستجب لنداء العروبة والإنسانية والضمير ، وأنت من تركتنا نهشاً لعاديات الزمان وغدره فيما كنت سيد بلادك وحاكمها المطلق!!!.  

اللهم إني قد بلغتكم … اللهم فاشهد.

اللهم فاشهد.

سماك العبوشي

[email protected]

22 /12 / 2009   

 

زر الذهاب إلى الأعلى