لي في مَجازي

 
 
 أحمد فوزي أبوبكر
 
لي في مَجازيَ مُتْعَةُ اليوميّْ
التّينُ والزّيتونُ
والوردُ المبلّلُ بالنّدى العُذْريّْ
لي في مجازي َ كرمةٌ
هَمست بأُذنيَ ما رماني
تحتَ عَرْشِ الشَّمسَةِ الحمراءْ
– كلُّ الخيولِ تصولُ في روضي
وتَصهلُ عالياً
لكنَّ قَلْبيَ لا يرى رَجُلاً سواكْ
كُلْ ما تشاء
واترك لمؤنسةِ الخريفِ
ببعضِ خَمْريَ
إنّ خمريَ يشتهي شفتيكَ
يا وجهَ الملاكْ
.. ها كلّما حطّت رحالُ قصيدتي
من فوقِ غيمٍ أو حريرْ
تعدو لتلحقَني
غيومُ النرجس المشتاقِ
بالعتَبِ المريرْ …
– أبقيتَ في دربي عُطورَكَ ،
لا تغادرْ مسرعاً،
مطري ينادي خَطوكَ المحمومَ
نحوَ الصّيفِ
إنَّ الصّيفَ يخفي ما كَذَبْنا
فَوْقَ قارعِةِ الشّتاءْ
مطري يُعيدُكَ فارساً
ليست تُفارِقُه الحكايا
والنُّبوآت الجميله .
افتح قميصَكَ كي أرى قُبَلي
على عتباتِ صدركَ
يا سماءً لا تفارقُ مقلتيَّ
ولا تكِلْني للرّياحِ
أيا سَماءْ
افرِط برمّاني وقشِّرْني
على رِسلِكَ ،
لا تسْتَعجِل الرَّغبه
واحْبِس حمامَ الشَّوْقِ عنّيَ بُرْهَةً
كي لا تغادِرْني سريعاً نشوتي،
واسكُب جُموحَكَ
في نبيذيَ حبَّةً حبَّه
فأنا ، أيا صمتَ القفارِ
محارةٌ في بحركِ اللُّجِّيِّ
تَقْذِفُني العواصفُ
كلَّما بانَتْ طريقيَ عن حريقِكْ
عادت لِتَسْحَبَني إليكَ
وغَيَّبتني في رحيقِكَ
موجةُ العشقِ الّتي عَرفَتْ طريقَكْ
فلربّما عُدنا
إلى نَهَمِ الأسيرِ بليلةٍ
يخلو إلى حوريَّةٍ
قطعَتْ حدودَ البحرِ
في غَسَقِ المساءْ
قطعت حديدَ القلعةِ الصّمّاءْ –
..
لو كنتُ أعلمُ ما دهاني
ما اختبَرتُ مذاقَ ليمونِ البراري .
أدمنتُ رَكْضِيَ في الحقولِ
وراءَ عِطرِهْ
أدمنتُ ملمَسَهُ الخجولْ
أدمنتُ ما تركَ الفُضولُ
بطعمِ حامضِه المحاصرِ في شفاهي
أدمنتُ لونَه يشتهي لوني
رداءً في الرَّبيعْ
أدمنتُ حِرْفَةَ وِرْقِهِ
أدمنتُ روحاً فاعْتَصِرْها في فمي
لكنَّ خمرَ الكرمةِ المسكوبَ
في جُرْحي قديمٌ
لا يفارقُ فكرتي،
أو لا يفارقُ سكرتي
عَطَشٌ يقيّدني بهِ
فأرى رؤايَ
نديمةَ الكأسِ المعتّقِ
في أهازيجِ البقاء
لي في مجازيَ متعةٌ
في القفزِ من فوقِ الضّفافِ العالياتِ
على جناحِ الضّوءِ
يَغْمِسُني بماءٍ لا قرارَ لهُ .
فأرى الملائكَةَ العظامَ،
وعندَ بِِدْءِ الكون تُوْقِظني .
لي في مجازيَ متعةٌ
في الصّحوِ تحتَ التّينِ والزّيتونِ
واللّيمونِ والرّمّانْ
أو في احتفالِ النّورِ
من أعلى سماءٍ مع رذاذِ الفجرْ
لي في مجازي مُتعَةُ المجنونِ في كونٍ يشكِّلُهُ
سارَ النّهارُ إلى الهضابِ الحُمْرِ
أبقاني ألوكُ الصَّبْرَ ملهوفاً على قَمَري .
قَمَري يُغادِرُ من ضلوعِيَ حافـِيَ القدميْنِ
فوْقَ حدائقِ الصُّبارِ لا يَستوحشُ المعنى .
قَمَري يُقَرِّبُ زهرَهُ المقطوفَ
من درّاقِ عَيْني
كُلَّما احتضرَ الغناءُ على لساني .
شَرِبَتْ جيادُ اللّيلِ من عَرَقي
لتعبُرَ تحتَ سوطِ النّارِ في سفري إلى فَرَحٍ وماءْ
دربي تقطّعه الفَواصِلُ
تحت برقٍ هادرٍ
والشَّمْسُ تنتظرُ الإشارةَ
كي تغادِرْ
وأنا على عهدي تُعَثِّرني الرَّياحُ
ولا أُحاذرْ
ونهايةٌ للنّوم في حِضنٍ شهيٍّ يشتهيني
ماذا تبقّى من مجازي ؟
ظلٌّ يظلِّلُه الشِّتاء ْ
لي في مَجازِيَ مُتْعَةُ الإغماءْ
…………….
Exit mobile version