أيّها المسلمون .. ليبراليات السعوديّة من أمامكم ، و الوهابيّون من خلفكم
أيّها المسلمون .. ليبراليات السعوديّة من أمامكم ، و الوهابيّون من خلفكم
نعم أيّها العربي المسلم أنت محاصر بهجوم سعوديّ فكريّ دينيّ ، و على شقيّه الليبرالي ، و الوهّابي .. و الاثنان هما رأس مشروع ثقافي صهيوني تمّ الإعداد له منذ أن خرج إلى النور مشروع ابن عبد العزّى آل سعود .. فالأوّل منهما لا يخرج عن أفكار الصهيونيّة الغربيّة التي تهاجم الإسلام ، و يزيد في التطرف عن هذه الأفكار ، و الثاني يتطرّف على " فقه ابن تيميّة ، و ابن قيّم الجوزي " و يفتّ في عضد الإسلام ، حيث يستنسب من الفقه ما يدعوا إلى الفتنة المذهبيّة ، و شقّ الصفّ المسلم ، و هذه غاية الصهيونيّة ، و قصدها.. و الاثنان يعتمدان على آثار السلف .. و لا يخرجان عن منطوق الجاهليّة العربيّة بشكلها الفجّ قبل الإسلام ، و شكلها الفجّ بعد انحسار الإسلام بشكله المتسامح ، و بالبراءة التي خرجت من فم الرسول ( ص ) وحياً قبل 1500 عام ..
في عجالتها لم تطرح " نادين البدير " في مقالتها عن " تعدد الأزواج الذكور " أي تحليل علمي تقصد منه إيصال حقيقة أو دفاع عن حقّ المرأة " عربيّة ، أو سعوديّة .. مسلمة ، أو تدين بعبادة القضيب" بقدر ما كان دعوة إلى إحياء عادة عربيّة قديمة في الزواج أبطلها الإسلام.. و هو زواج الرهط ، بل ، و مقدمة المقالة تبوح بالمقصود "ائذنوا لى أن أٌزف إلى أربعة.. بل إلى خمسة. أو تسعة إن أمكن " .. و مقالتها لا تدعوا الى هذه الهجمة عليها .. و قد كان معظم مهاجميها من كتّاب ، و أنصاف كتّاب خليجيين .. أظهروا الأمر ، و كأنّه هجوم على ذكوريتهم .. و الكاتبة تروّج لفكرة مثيرة للـ " لغط " أكثر منها دفاعا عن حقّها بتعدّد الأزواج ، و هي تجيب بردود وُضعت أسئلتها بشكل خاطيء تستدعي اتوماتيكيّا جوابا واحدا خاطئا.. فـ " نادين " بالمطلق تطرح أفكار السحاقيّّات معتمدة في ذلك على :
1 – الصورة حيث " تتعمّد إظهار ملامحها ، و طبيعة حواراتها في وضعيّات البروفيل الخاصّ بهنّ "..
2 – تداعيات وضع " الحالة النفسيّة " التي تدعوا إلى التشبّه بفحولة الذكور القادرين على الفعل الجنسي .. و دعواها في الواقع هي دعوة لتعهير المرأة جسديّا فقط.. بعد أن حوّلها شيوخ الوهابيّة في بلدها من قبل إلى " تابو " محرّم ، ثمّ استباحوا حقّها الطبيعي الشرعيّ .. نتيجة العادات الاجتماعيّة السعوديّة البدويّة التي لم يستطيعوا رغم هذا الزخم الإعلامي الفقهي الذي يقوم على سدانته شيوخ ظلاميّون .. أن يقضوا عليها بابتداع زواجين ما انزل الله بهما من سلطان هما " زواج المسيار ، و زواج الوناسة "
و في عجالتها طرحت " نادين " فكرة قدرة المرأة الجنسيّة بالاعتماد على قدرة نساء أقدم مهنة في التاريخ .. أكثر من أن تطرح بشكل موضوعيّ " فكرة حقّ المرأة " و من خلال تداعي المقال كانت تتكيء على نصّ لفظ ( الجسد ) أكثر من التصريح عن فعل الجماع الجنسي الشبقيّ " قالوا إنك لن تتمكنى كامرأة من الجمع جسدياً بين عدة رجال، قلت لهم الزوجة التى تخون وبائعة الهوى تفعلان أكثر " .. و كان يكفي ان تقول عليكم أن تعيدوا حق المرأة المسلمة في زواج الرهط ، و تنتهي عندها أبعاد هذه المقالة ، و لكن أبت إلاّ أن تحمّل هذا النص أبعاد " أزمتها النفسيّة ".. و أبعاد الأوامر التي صدرت إليها من مرجعيّاتها الإعلامية ، و بالتالي فإنّ المقالة لم يتمّ نشرها من أجل البحث عن الحقيقة ..بل تشويها لمطالب المرأة العربيّة المسلمة .. فالمرأة العربيّة ليست كل مطالبها تقتصر على الجنس ، و حقّها في المساواة لا يكون بنبش عادة عربيّة قديمة ، و تقديمها بهذا الشكل المقرف ..و هي اعتمدت على واقع المجتمعات العربيّة في " اطار المحميّات الخليجيّة " ، التي استدعتها " من عقلها الباطن .. نتيجة المشاهدات الحسيّة لـ "واقع المرأة الخليجيّة " ، و دور شيوخ الوهابيّة في محاصرتها ، و تهميش دورها الذي أعطاه لها الإسلام ، و فرض القيود على هذا الدور ، و تمّت محاصرتها " جنسيّا ، و عاطفيّا " .. ثمّ أباحت الانفلات الجنسي للذكور بمختلف الححج الفقهيّة
و طريقة طبخ هذه المقالة يستدعي أيضا طرح إشكاليات يعاني منها الواقع الفكري العربي المتأسلم البعيد عن الأفكار الإسلامية الحقيقيّة ، و غايات الشرع الإسلامي ، و أهدافه في تغيير الواقع الاجتماعي ، أو الاقتصادي ، و على مختلف الصُعد ، و خاصة ما يتعلّق منها بالجانب السلوكي :
أولا – وضْع الإعلام السعودي في ميزان الحقيقة ، و كشف أبعاد الأفكار الصهيونية التي يروّج لها من خلال صحافته أو قنواته الفضائيّة التي يسيطر عليها " العربيّة .. روتانا " ، أو التي يعمل فيها أفراد سعوديّون .. تتلمذوا في أمريكا و يعملون بالإنابة عن الأمريكيين " الحرّة " و يدينون بالطاعة للنظام الوهابي .. و الأمر بالنسبة لمن يسيطر على الإعلام السعودي سواء " أليبراليّا " كنت، أم أنّت خرجت من تحت عباءة " ابن باز ، و ابن خيرين ، و ابن عثيمين و ابن الخ .. الخ " و طالما أنّك تحت السيطرة الوهابيّة .. ثمّ أنّ " نادين " خير من تمثّل هذه الحالة ، فهي قد عملت في الصحف السعوديّة " عكاظ ، و الوطن ، و المجلّة " ، و هي تقدّم برنامجا على القناة الأمريكيّة" الحرّة " التي تمّ استنباتها لتلميع صورة الاحتلال الأمريكي ..
ثانيا – وضْع القنوات الدينيّة التي تتناسل ، و تتكاثر في الفضاء العربي ، و التي أصبحت النافذة التي يطل منها المواطن العربي على دينه ، و خصوصا المرأة العربيّة ، و التي يحتلّها في الواقع العملي " شيوخ وهابيّون سعوديّو الجنسيّة " .. أو " أفراخهم " من الجنسيّات العربيّة الأخرى ..و من الذين رضعوا من لبن الفقه الوهابي فخرجوا أشدّ وهابيّة .. و نقلوا هذا الفقه التغريبي التكفيري الى واقعهم الوطني .. بحيث تحوّل سعيهم إلى تحويل فضاءات أوطانهم إلى فضاء يتنفّس هواء الوهابيّة فقط .. و كأنّ الأمر بالمطلق " إمرأة ، و عورة " . و بالتالي صار بإمكاننا ان نرى في مصر ، أو اليمن ، أو غيرها من أوطان ابتلاها الله بهذا الفكر.. صورة طبق الأصل عن واقع المرأة السعوديّة .. و التي ترزح تحت وطأته في السعوديّة ، و الذي فرضت واقعه تداعيات سياسات آل سعود ، و نظرتهم إلى المرأة حيث تسيطر فيه نظرة الرجل البدوي الى الأنثى .. و تحوّل الدين من " برنامج ينظم حياة المرأة المسلمة " إلى برنامج يعتمد على العادات ، و التقاليد الوهابيّة ، و البدويّة ، و أصبح الدين الإسلامي هو الإسلام الذي يقوم بتنفيذه أشخاص تحت وطأة أغراض آل سعود .. و أصبح سلوك كل إنسان يدّعي الإسلام هو " الدين الإسلامي " مما فتح شهيّة الليبراليين العرب.. الملوثين بعقدة النقص أمام الغرب للهجوم على الإسلام .. متخذين من هذه السلوكيّات بابا لتفريغ عقدهم ، و طرح أفكارهم التغريبيّة ..
و بالتالي فإنّ الطرح الذي قدمته " نادين " في مقالتها هو طرح مدروس لإثارة البلبلة ، و نشرٌ لأفكارها السحاقيّة عندما أعطيت الإشارة.. فهي سعوديّة ، و هي تربّت في مطابخ الإعلام السعودي ، و هي تعمل الان في حقل اعلامي امريكي ..و لا تنظر إلى صورتها " السافرة " .. فهي لن تخرج من تحت عبائتها السعوديّة , و كان حريّ بالمحامين المصريين أن يرفعوا دعواهم ضد " ملك السعوديّة " و ليس ضد رئيس تحرير الجريدة المصريّة التي نشرت هذا المقال .. و المواطن العربي المسلم .. لن يخرج من حصاره الفقهي الذي اتخذ من الإسلام لبوساً .. إلاّ حين تنتهي سَعْودَة كل شيء ابتدءا من الدين ، و انتهاءاً بلباس هيفاء وهبي ، و أخواتها ، و أخوتها .. و هذا لن يكون إلا بوجود إعلام عربي نقيّ مستقّل .. يعي مشاكل أمته ، و يتحدث عنها بوضوح ، و يعالجها بموضوعيّة .. ثم ينتقل إلى إعادة الإسلام الذي نزل على صدر الحبيب الأعظم من منفاه الوهابي ..
رشيد السيد احمد