أرشيف - غير مصنف

في رحلة البحث عن رئيس !!!

وليد الشيخ

في أمتنا العربية تلعب الكاريزما والبروباجندا أهم الأدوار في الحكم على الأمور ، لذلك تجدنا أكثر شعوب الأرض تعلقاً وتقليداً لقصات شعر عمرو دياب ، وملابس وشعر صدر تامر حسني، و إنجذاباً لمهند ، فلا سبيل للعقل أو التعقل ، فالعقول مغيبة ، والتفاعل مفقود ، وإبداء الرأي عيب في ذوات الفخامة والجلالة والسمو .

في رحلة البحث عن رئيس لمصر ،سيطرت المشاعر وليست العقول ، مشاعر غاضبه من النظام الحالي وأوضاع الدولة ، وعقول مستسلمة وراضخة منذ ما يرقب من ثلاثون عاماً لنفس النظام .
في رحلة البحث عن رئيس : طُرحت أسماء وأفكار ، فرضت على أصحابها انتقاد النظام المصري الآن والآن فقط ، فإنتقاد السوء من باب الوطنية يجب ألا يرتبط بزمان ومكان وظروف .
فخرج الدكتور محمد البرادعي علينا بشروط عظيمة –والتي أتمني أن تطبق على أرض مصر في الخمسون عاماً القادمة- ، لا أعرف على من يفرضها (فالشروط تفرض ولا تطلب) ، هل على الشعب المكلوم اليائس المستسلم أم على النظام المزمن المتغطرس ، أم على الأحزاب السياسية أم على مطبخ الشعب ؟
معذرة دكتور برادعي : أبشرك بالفشل الذريع في كل الحالات ، فلن تجد شعبا ثائراً يحملك على الأكتاف لقصر الرئاسة ، أقصي ما ستجده تظاهرة مؤيدة عند وصولك لمصر ، محاطة بآلاف عناصر الأمن المركزي محكومة بقانون الطوارئ .
وبالطبع لن يستجيب هرم السلطة وزبانيته في التنازل لك طوعاً عن الكرسي ، ولن تجد أحزاب أو حزبيين لديهم القدرة أو الصلاحية على الصمود ولو كانت لديهم الإرادة ، وأبشرك آخرا وليس أخيرا بأن مجلس الشعب بكل فئاته خاضع لهيمنة الحزب الوطني .
وفاجئني السيد عمرو موسى بجرأته المغيبة منذ سنوات حمله لحقيبة الخارجية المصرية ، فانتقد هو الآخر النظام الحالي في مصر ، وأيد الدكتور البرادعي في شروطه، ولكنه كان أكثر وعياً بالواقع المر الأليم نظراً لقربه من السلطة في مصر، فأقر بأن الطريق إلى رئاسة مصر مغلق ، وبذلك أنقذ نفسه من ألسنة قرود القلم من روّاد القصور الرئاسية .
يشترك المرشحان في الخبرة السياسية والكاريزما والتأييد الشعبي العليل ، ويفتقدا الجدية في خدمة وحب هذا البلد ، فكل منهما عاش لسنوات وسنوات ينعم بالمنصب في ، ويعرف بالسوء ، ويصمت عن النقد ، خوفاً على الكرسي .
كل منهما يحظي بحب العامة وكراهية أمريكا وإسرائيل نظراً لتوجهاتهما الشاذة سياسيا عن رغبات البلدين ، وهذه حلقة أخري مفقودة ، وهي دور بعض الدول في تحديد رئيس مصر ، نسيها أو تناساها من أيدوا وألحوا على الإثنين في الترشح لرئاسة مصر ، إما لطغيان كاريزما الرجلين أو سيطرة عاطفة المؤيدين .
نسي أو تناسي المحاورون والإعلاميون عند مخاطبة البرادعي أو موسى عند أول انتقاد لما آلت إليه الأحوال في مصر ، لماذا الآن بالذات تنتقد ، وأين كنت منذ سنوات ؟؟؟
في رحلة البحث عن رئيس ، ظل الجميع يهتف وينادي ويؤيد هذا وذاك ، وتجاهل الجميع دراسة ردود أفعال ومخططات السلطة ووريثها الشرعي (فهو الإبن) تجاه المرحلة القادمة ، فماذا سيكون البرادعي مثلاً ؟ ، رئيساً أم طريداً أم مقرباً ؟
أشك في أن يصبح البرادعي رئيساً لمصر في ظل هياج الوسط السياسي الحالي ، ومن يردد بأن مصر على أعتاب مرحلة التغيير فأظنه واهماً ، خاصة بعد شروط الدكتور البرادعي ، إذن هو إما طريداً بالترهيب أو مقرباً بالترغيب .
لا أبالغ في وصف الحالة ولا أهدف لتكريس اليأس ولكن أدعو للمضي قدماً في رحلة البحث عن رئيس مطابق لمواصفات الجودة المصرية .
ملاحظة :مواصفات الجودة المصرية لكي تصبح رئيساً هي : أن تجيد لغة الكرباج وتكميم الأفواه وتأميم القضاة وتوفير الحشيش لملايين العاطلين تحت خط الفقر والحياة اللآدمية وبناء الجدار وإحكام الحصار .
وأخيراً عفواً أصحاب الفخامة والجلالة والسمو إن كنت تجرأت وأبديت رأيي .

زر الذهاب إلى الأعلى