أرشيف - غير مصنف

آخر إبداعات وكلاء طهران: الربيعي يدعو لاستثمار مشترك لآبار الفكة!! بقلم: د أيمن الهاشمي

 
بدلا من ان يجند ابطال المنطقة الخضراء جهودهم للتصدي للعدوان الايراني الآثم على حقول نفط الفكة في محافظة ميسان، وبدلا من مطالبة القوات الايرانية بالانسحاب الفوري، وبدلا من ان تتقدم الخارجية العراقية بشكاوى لدى الامم المتحدة ومجلس الامن ومنظمة المؤتمر الاسلامي، نجد وكلاء ملالي طهران وقم في المنطقة الخضراء يتسارعون لتبرير الفعلة الايرانية العدوانية، ويطالبون بتهدئة الموقف، ويكذّبون اي خبر عن اعتداء وتجاوز ايران، رغم كل الاخبار الموثقة والمصورة التي تؤكد الاعتداء الايراني السافر وقيام القوات الايرانية المعتدية برفع علم فارس على البئر العراقي.
 
         بدلا من كل ذلك يطلع علينا السيد مستشار الأمن القومي السابق (غونداليزة العراق)، والامين العام لما يسمى بتيار الوسط النائب موفق الربيعي ليطالب الحكومتين العراقية والإيرانية الى جعل الاستثمار في حقل الفكة النفطي مشترك بينهما للخروج من الأزمة الحالية. وقال الربيعي خلال مؤتمر صحافي عقده في مبنى مجلس النواب إن على “الحكومتين العراقية والإيرانية جعل الاستثمار بينهما في حقل الفكة النفطي مشترك على اساس التقاسم بنسبة 40% من الاستخراج لصالح ايران، مقابل 60% الأخرى لصالح الجانب العراقي”.
 
ولا ندري من هو (العراقي الشريف) الذي خَوّل موفق الربيعي أن يطرح مثل هذا الطرح الذي يمثل تنازلا ذليلا عن السيادة العراقية وعن الثروات العراقية، ويعني خنوعا للمطالب الايرانية الطامعة في العراق…
 
          بدلا من ان يطالب الربيعي بانسحاب فوري للقطعات الايرانية المعتدية يطالب باستثمار مشترك..؟؟؟
 
          وحين يغالط الربيعي ويدعي ان “بئر الفكة يقع على الحدود المشتركة بين البلدين”، وان "مخزون البئر ينحدر من داخل الأراضي الإيرانية”. فهو قد نصب نفسه محاميا لاسياده في طهران..
 
فأي وطنية هذه؟
 
           العالم كله يعرف ان قوة إيرانية اقتحمت حقل الفكة النفطي بمحافظة ميسان يوم الجمعة (18/12/2009) ورفعت فوقه العلم الإيراني وهو ما أثار توترا بين البلدين، وخروج تظاهرات شعبية عفوية في جميع محافظات العراق…
 
 
 
          ان الحل الوحيد لحل مشكلة عائدية بئر فكة/4 والذي يقع على الشريط الحدودي بين العراق وإيران هو إعادة تأهيل الدعامات الحدودية للمنطقة وانسحاب القوات الايرانية فورا.
 
 
 
             ان إيران لم تبد أي تصرفات تدل على حسن النية مع العراق, ولم تتوقف انتهاكاتها رغم وصول اتباعها إلى سدة الحكم في بغداد, ويبدو ان قادة التيارات والأحزاب الدينية المقربة من إيران سيكونون في وضع حرج مع قرب انطلاق الدعاية الانتخابية وحين ستنشط الكتل العلمانية والوطنية لأن تضع موضوع الاجتياح الإيراني للعراق في مقدمة برامجها وستحض الجمهور للضغط على هذه التيارات لتبيان موقفها من هذا الاجتياح.
 
 
 
            السلطة الحاكمة في إيران مطمئنة إلى ان حكومة اتباعها في بغداد لن تقف في وجه اطماعها في العراق, ومساعيها المستمرة لإيذاء العراقيين, والانتقام لسنوات الحرب الثمانينية. فمن قطع المياه عن الأراضي والأنهر العراقية وتعريض الأراضي العراقية لخطر الجفاف, ومن تجاوزات حدودية برية وبحرية مستمرة, وقصف جوي لقرى حدودية آمنة شمال العراق, واحتلال لجزيرة أم الرصاص في شط العرب, ومن تجاوز ولوصية على آبار النفط العراقية, وآخرها »الفكة«, وقبلها وبعدها التغلغل الأمني والاستخباراتي المؤذي, ودعم ميليشيات القتل والتخريب بما فيها تنظيم »القاعدة«, وأخيراً كان كشف الأسرار عن بناء إيران مفاعل نووي (عند حدود محافظة البصرة) وهو مفاعل ذات بعد ستراتيجي لن يؤثر على العراق فقط, بل يتعداه وصولاً إلى دول الخليج العربي بسبب التأثر المناخي والديمغرافي فضلاً عن مجريات الأنهار والروافد المائية السطحية والجوفية. وبناء هذا المفاعل النووي على حدود العراق قد يتسبب في كارثة بيئية خطيرة تؤدي إلى قتل مئات الآلاف من البشر في محافظة البصرة والمحافظات العراقية الجنوبية ومنطقة عربستان وشمال الخليج العربي, إلا أن التصرف الإيراني أحرج أتباعها وجعلهم في موقف لا يحسدون عليه.
 

كاتب عراقي

زر الذهاب إلى الأعلى