أرشيف - غير مصنف

انتهاكات الحدود تردّد أصداء حرب (المليون قتيل) والاستفزازات تفتح الجحيم على (الموالين لطهران)!

تزداد المؤشرات يوماً بعد آخر على أنّ الاحتلال الإيراني لـ"بئر الفكة"، ثم الانسحاب التكتيكي، والإصرار على البقاء في الأراضي الحدودية العراقية –الى جانب مناخ النفوذ الإيراني في العراق، والتدخلات السافرة هنا أو هناك، واحتمالات احتلال آبار أخرى، والتعامل بعنجهية مع الجنود والتقنيين العراقيين- ليس حالة عابرة، أو كما سمّتها إيران، وبعض المسؤولين العراقيين "تصرفات فردية"، بل هي في إطار مخطط "تطبيع عملية التوسع الإيراني باتجاه العراق شيئاً فشيئاً، وصولاً الى يوم رحيل القوات الأميركية من العراق"!.     ويرى المحللون أن هذه التحرّشات الإيرانية تردّد أصداء "خلافات حدودية" قادت الى حرب "المليون قتيل" وأكثر من "مليون معوق" والتي أخسرت البلدين بليارات الدولارات، وأن من الحماقة إحراج الحكومة ذات الأكثرية الشيعية في العراق بـ"الاضطرار" لحرب دفاعية عن الحدود، لأنها ستعني فيما تعني مذابح خطيرة –داخل العراق- تشكل "حالة انقلاب" كاملة للوضع الحالي، فيما سيتحول العراق الى ساحة حرب إقليمية عربية-إيرانية. ولا يُخفي العراقيون "السُنّة أو الشيعة" أنهم لن يسكتوا، وسيقاتلون القوات الإيرانية، إذا ما كررت "إهانتها" للسيادة العراقية، باحتلال آبار النفط وطرد العاملين والفنيين العراقيين منها.     ويعتقد المحللون أن الاستفزازات الإيرانية تشكل عنصر ضغط خطير على أعصاب العراقيين، إذ أنّهم ينتظرون رحيل القوات الأميركية، ليروا وطنهم محرّراً، فيما تحاول إيران التلويح في هذه الظروف أنها جاهزة لتأكيد نظرية "ملء الفراغ" ولاحتلال العراق. وقالوا إن من غير المعتقد أن "الطابور الخامس الإيراني" في العراق سيجد نفسه "قادراً" على التحرك بسهولة لخدمة "عملية تطبيع بسط النفوذ الإيراني على العراق" بل العكس هو الذي سيحدث إذ أن الألوف من هؤلاء سيجدون أنفسهم "فارين" ثانية الى إيران. وشدّد المحللون على أن إيران "ستفتح نيران الجحيم" على الموالين لها إنْ هي جازفت بمزيد من الاعتداءات والاستفزازات.   

   وتحفر قوات عراقية وإيرانية –كل في جانبها من حول بئر النفط التي باتت تُوصف بالمتنازع عليها- في منطقة "الحدود الحسّاسة". ويؤكد مراسل لوكالة رويترز للأنباء أن الجنود العراقيين يقسمون –عند الضرورة- للقتال من أجل طرد أي احتلال جديد لبئر النفط من قبل الجنود الإيرانيين. وتقول القوات العراقية إنها ستدافع عن البئر، حيث رفعت القوات الإيرانية أعلامها لعدة مرات خلال الشهر الحالي. ويشير مراسل رويترز الى عدم وضوح أعداد القوات الموجودة في المواجهة، لكنها تقدر بنحو 30 جندياً عراقياً مدجّجين بأسلحة خفيفة، وهي تسيطر بشكل اعتيادي على المخافر الأمامية في "المناطق الحدودية الحساسة"، ويوجد نحو 10 جنود آخرين في مناطق أخرى، فيما تربض قوات من نحو 11 جندياً إيرانياً بالقرب من البئر المتنازع عليها.وأوضح تحليل لوكالة رويترز إن عملية الاستيلاء على بئر النفط العراقي –قال العراقيون إنه جزء من حقول الفكة في جنوب شرق محافظة ميسان- قد أثار احتجاج الحكومة في بغداد، وتسبّب في ارتفاع الأسعار في الأسواق النفطية المذعورة!.
   وقال المحللون إن القوات الإيرانية – منذ ذلك الحين- انسحبت عن البئر، لكن العراق يؤكد أنها مازالت موجودة على الأراضي الإقليمية العراقية، معيدة الى الأذهان أصداء الخلافات الحدودية التي أشعلت الحرب العراقية-الإيرانية في الثمانينات، والتي قتل فيها نحو مليون إنسان من الجانبين. ونقلت رويترز عن العميد عبد الرزاق حسن، الذي يقود عملية حراسة الحدود في منطقة الفكة، قوله: “هذه الآبار في منطقة الفكة عراقية، ونحن سندافع عنها حتى آخر قطرة من دمائنا”. من جانب آخر قالت وكالة فرانس برس أن العراق اتهم إيران مجدداً باختراق حدوده. ونقلت عن هوشيار زيباري، وزير الخارجية تأكيده أن القوات الإيرانية تنتهك الحدود العراقية منذ سنة 2006، وأوضحت أن هذا التعليق يأتي بعد أسبوع من سيطرة القوات الإيرانية على بئر نفط "متنازع عليه" في منطقة الفكة. وقال الوزير العراقي أمس السبت: “إن الفنيين والتقنيين العراقيون الذين اعتادوا الذهاب الى البئر، تعرّضوا للإزعاج من قبل القوات الإيرانية التي بدأت بخرق الحدود منذ سنة 2006، وقامت بفتح النار عليهم، واعتقلتهم”. وأضاف: “لدينا عدد كبير من القضايا المعلقة مع إيران والتي تعود الى سنة 2003، والكثير منها كانت نتيجة للحرب العراقية-الإيرانية، كالحدود، والمياه، وحقول الألغام..والملف الأكبر في وزارة الخارجية هو الملف الإيراني”.وأشارت الوكالة الى أن شركة نفط الجنوب المملوكة للدولة، قالت يوم 18 من الشهر الجاري، أن حوالي عشرة من الجنود الإيرانيين، والفنيين، وصلوا الى حقل الفكة، وسيطروا على البئر رقم 4، ورفعوا عليها العلم الإيراني، لكنهم انسحبوا بعد أيام. ووصفت فرانس برس السيطرة على البئر، بأنها كانت أحد أخطر الحوادث بين البلدين الجارين منذ أن أسقط الاحتلال الأميركي سنة 2003 نظام الرئيس السابق صدام حسين، الذي خاض حرباً مدمرة مع الإيرانيين استمرت من سنة 1980 إلى 1988. والعديد من الزعماء العراقيين الشيعة –ممن لجأوا الى إيران خلال فترة حكم صدام- هم الآن في سلطة بغداد يحكمون العراق. والبلدان يشتركان في حدود طولها 1,458 كليلومتراً.  

زر الذهاب إلى الأعلى