اليمن :النظام ومحاولة ربط حراك الجنوب بالقاعدة..!!

رداد السلامي

القصف الذي طال المدنيين في أبين وفي شبوة يلقي علينا بتساؤلات مثقلة بالوجع ، كيف أصبح الموت بالنسبة لنا كيمنيين حالة طبيعية تمارس ضدنا  تحت مختلف التسويغات والمبررات ، كما يبرز  تساؤلا آخر كيف  يكون الإرهاب مبررا لممارسة الإرهاب، وكيف جاء الإرهاب ومن يغذيه وينشئ خلاياه .

 

عمليا فقد أنشأت الإرهاب الولايات المتحدة الأمريكية  وبدأت بتغذية ردة الفعل الأصولية منذ أحداث 11 سبتمبر –كما يقول المفكر العربي الكبير جورج قرم- وهي بالتالي التي تدعي محاربته تعمد الى تغذيته لتخلقه من جديد ، إن الضربات التي قامت بها الولايات المتحدة الأمريكية  مخترقة بفعلها ذلك السيادة اليمنية كما فعلت  السعودية برضى  السلطة  اليمنية هدفها تنشيط ما بدأ يصاب بالضمور من بقايا خلاياها وعناصرها التي أوجدتها ابتداء بمشاركة السلطات اليمنية .

 

يريد نظام صالح تصوير الحراك النضالي السلمي في جنوب الوطن على أنه مرتبط بالقاعدة، والهدف إشراك قوى عالمية في عملية ضرب هذا الحراك السلمي القوي الذي يناهض سياسة تخريب البلاد  التي يمارسها نظامه ، فالقاعدة هي صناعة  سلطوية بامتياز وهي وجود تحالفت معه السلطة ، كما تحالفت معه الولايات المتحدة الأمريكية قبل ذلك   لضرب القطب المناهض لهيمنتها " الاتحاد السوفياتي" ، كما كان  النائب السابق للرئيس صالح قبل مدة  في مقابلة متلفزة أن "الإرهاب يأتي من القصر الجمهوري.وهي كلمة صادقة قالها البيض.

 

إذا تحالف  النظام مع المملكة السعودية لضرب الحوثيين في الشمال وكذلك إقدام الولايات المتحدة  على ضرب المدنيين في الجنوب تحت مبرر مصنوع مسبقا من كليهما لتسويغ ضرب الحراك المدني السلمي  في هناك  المناهض للإقصاء والفساد والاستفراد بالبلاد ،كي يتم إخماده ، ففي الشمال عجز جيشه بثنائيته المتناقضة عن حسم ما يعتبر ه تمردا مع أنه أزمة أنتجها فشل نظامه ، فاستدرج المملكة إلى فخ مواجهة مع حركة تتقن فن حرب العصابات بجدارة فائقة ، وفي الجنوب حين عجز نظامه عن الاستجابة لمطالب الشراكة الوطنية وحق أبناء الجنوب في ذلك في السلطة والثروة كشركاء  في تحقيق وحدة 22مايو 1990م ، وظف من يطلق عليهم بالقاعدة وهم جماعات خرجت من عباءة سلطته  في عملية  إرباك للحراك تحت دعوى وجود إرهابيين ، فكان الضحية أبرياء ونساء وأطفال .

 

الحراك النضالي السلمي  جنوب اليمن لن يربك ، ومطالبة معروفة ، وهي مطالب سمع بها العالم ، و تحضا بإجماع وطني عام  على مستوى معارضة الداخل والخارج ، ففي  المناطق الوسطى ثمة إجماع شعبي شامل بضرورة أن تتخذ البلاد مسارا تعاد من خلاله التوازنات على نحو يعيد توزيع الثروة والسلطة والقرار بشكل متوازن وبما يضمن أن أيضا نزع مخالب القوى التقليدية ، وبناء الدولة المدنية  المحلوم بها .

وعي السلطة وعي تخريبي، غير قادر على استيعاب مآلات النهايات التعيسة لما تحدثه من أزمات ومشاكل وانفلات أمني ، هي أزمات ترتد بالضد على وجودها ذاته ،أي أنها حين تمارس ضغطا على القوى السياسية عبر وسائل غير سليمة من أجل دفعها نحو المشاركة في انتخابات محسومة لصالحها لأسباب معروفة ، تلجأ إلى تنشيط العناصر الخاملة للقاعدة ، وتهيئة ما يجعلها تؤدي دورها، وكذلك تحريك متناقضات المجتمع ومشاكله وتستخدم ذاكرته القديمة الثأرية المتصارعة ككرت جديد للإحراق.

 

الذي يحدث هو أيضا أن ثمة تسريع لعملية التوريث تسانده قوى خارجية .

raslamy@hotmail.com

كاتب وصحفي يمني

Exit mobile version