أرشيف - غير مصنف

انتفاضة عاشوراء الايرانية ترعب حكام طهران واجهزة امنه

عبد الكريم عبد الله

لم تهدأ طهران ليلة امس بطولها فكل وقائع ساعات يوم التاسوعاء امتلات بصدامات مع اجهزة الامن التابعة لولاية الفقيه حتى ساعة متاخرة من الليل، فقد اعتادت طهران وبقية المدن الايرانية اداء مراسم ليلة مقتل الامام الحسين وعياله واصحابه في احداث واقعة الطف ليلة الفراق الاخير بين الحسين وعائلته واصحابه وقد شدد الباسج وقوات الامن الاخرى الخناق على تحركات الجماهير الايرانية ليلة امس وصبيحة اليوم الامر الذي دفع بالمسؤولين الامنيين الايرانيين الى التعبير صراحة عن خوفهم مما تجر اليه تلك التظاهرات والتنديدات المتواصلة التي تخرج من مناسبة لتدخل اخرى مستغلة الوضع العام لتوجيه هتافاتها لاافضة وجود نظام ولاية الفقيه وراسه الاكبر خامنئي فقد أبدى الحرسي قاسم سليماني قائد قوة «القدس» الارهابية التابعة للنظام الإيراني فزعه من تنامي انتفاضة الجماهير الايرانية وقال: نظراً الى مسار الأحداث التي شهدتها البلاد بعد الانتخابات، نرى مساعي حميمة من قبل الأعداء للمضي قدماً في جعل الظروف الراهنة التي تمر بالمجتمع متواصلة. الفتنة يتسع نطاقها فعلينا توخي الحذر، كون العدو يخطط ويجب علينا أن نراقب الوضع. كما علينا أن نقتنع بأن واقع العدو تجاهنا ليس مثل السابق بل دبّ نشاطه في داخل المجتمع. فشعار «لا غزة ولا لبنان، روحي فداكِ يا ايران» الذي اُطلق في يوم القدس، هو يستهدف في واقع الأمر أفكار الإمام ويجعلها مُحرّمة!!.
وفي اشارة الى انكسار شوكة الولي الفقيه، خاطب هذا الحرسي زمر النظام قائلاً: «لا يجوز المساس بأركان الجمهورية الاسلامية الأساسية أي ولاية الفقيه ومبدأ الجمهورية الاسلامية.. فمن واجبنا الديني جميعاً أن لا نسمح للعدو باختراق صفوفنا.. وحدتنا هي العنصر المثمر والمنتج وليس التفكك والتشقق أمرًا مثمرًا».
هذا وأعرب الملا حسن روحاني أمين المجلس الاعلى لأمن النظام الإيراني سابقاً عن قلقه وأسفه من كون جذور الانتفاضة ضاربة في العمق وقال في تصريح نشرته صحيفة «آفتاب يزد» الحكومية: مع الأسف ان التشدد في مجتمعنا أخذ يضرب جذوره في العمق. فالافراطيون في القطبين يصطفون وجهاً لوجه والحالة تسربت أيضاً الى داخل العوائل مثل الحالة التي شهدناها في بدايات الثورة الا أنها وبمرور السنوات انخفضت ولكن مع الأسف تجددت الحالة اليوم .
وكما قلنا في حينها ان انتفاضة حزيران لم يكن المقصود بها الاحتجاج على فوز نجاد ونتائج الانتخابات وحسب وانما النظام برمته وبخاصة راسه الفاسد خامنئي وهذا يعني ان الانتفاضة ستستمر وتتواصل وتتخذ كل يوم اسمًا وصفة لكنها في جوهرها ستبقى مستهدفة النظام كما تقول شعاراتها في كل مناسبة فبالامس خرجت بمناسبة تشيع جنازة منتظري وهي تطلب العون من الله في قطع دابر الظلم والقضاء على خامنئي، واليوم هي في انتفاضة عاشوراء تطلب من علم الدار العباس (او رافع الراية) عليه الاسلام الاقدام لاسقاط نظام خامنئي كما رددت الجماهير هتاف هذا شهر محرم شهر الدم وهو شهر سقوطك يا خامنئي، والموت للدكتاتور. 
ومن الملاحظ ان الجماهير الايرانية التي تواصل انتفاضها تردد كل مرة الموت للدكتاتور وتقصد به خامنئي كمل قصدت به قبل ثلاثين عاما شاه ايران والمستقبل وحده هو الذي سيحكم بين الشعب وخامنئي.
 وهذه بعض وقائع صباح العاشر من عاشوراء في طهران حسبما وردت من مصادرنا
طهران: الساعة 10 صباحاً
منذ الساعات الأولى من صباح اليوم عاشوراء الحسين تجمع المواطنون في ساحة «امام حسين» حيث بدأت المواجهات بين قوات القمع والمواطنين الذين يرددون شعار «ايها الناس لماذا أنتم جالسون ايران أصبحت فلسطين» فيما تواجههم قوى الأمن بالضرب المبرح.
طهران: الساعة 50/10 صباحاً
تشهد ساحة «امام حسين» مواجهات عنيفة بين المواطنين وقوى الأمن الداخلي التي تهاجمهم بالهراوات وغاز الفلفل. واصيب واحد من عناصر قوى الأمن بجروح. قوى الأمن تفرق المواطنين الا أنهم يتجمعون في موقع آخر من جديد والمواجهات متواصلة الآن بحيث تطارد قوى الأمن المواطنين بمداهمة المنازل التي لجأ اليها المواطنون. المتظاهرون يهتفون «الموت لهذا النظام اليزيدي». 
الساعة :10 صباحاً: تقاطع «كالج» يشهدا حضوراً مكثفاً للمواطنين وسط انتشار أفراد الحرس وعناصر قوى الأمن الذين يحاولون منعهم من التحشد.
طهران: الساعة 20/10 صباحا
في ساحة «امام حسين» يسمع صوت اطلاق النار. في منطقة «بول جوبي» اندلعت مواجهات بين قوى الأمن المستخدمة الهراوات والمواطنين الذين يرشقون قوى الأمن بالحجارة.
طهران: الساعة 50/10 صباحاً
المواطنون المتظاهرون في ساحة «امام حسين» ورغم اطلاق قوى الأمن عيارات نارية والغاز المسيل للدموع، يواصلون تظاهرتهم وهم يتجهون نحو ساحة فردوسي.
طهران: الساعة 10/11 صباحاً
الناس المجتمعون في ساحة فردوسي يهتفون شعار «هذا هو شهرالدم شهر محرم، وسيسقط فيه يزيد».
عناصر النظام قاموا برفع أصوات الاناشيد الدينية للتغطية على شعارات المتظاهرين الذين يستهدفون خامنئي في شعاراتهم.
طهران: الساعة 35/11 صباحاً
في ساحة انقلاب وبالقرب من انحناء شمران باتجاه تقاطع ولي عصر يتجه المواطنون نحو الساحة من الارصفة وعددهم يزداد كل لحظة فيما يتجه عدد آخر بوسائط النقل.
وفي تحت جسر «حافظ» المواطنون أحرقوا دراجتين ناريتين عائدتين لميلشيا الباسيج ورشقوهم بالحجارة والطابوق.
مدينة ارومية (مركز محافظة اذربيجان الغربية) : الساعة 30/9 صباحاً
يقول شاهد عيان ان التجمع لم يكتمل بعد الا عناصر الأمن منتشرين وبكثافة في الطرقات والشوارع مزودين بأجهزة القمع. ويقول المصدر ان عناصر القمع ليسوا من السكان المحليين وهم غرباء من مواطنين عرب عراقيين ولبنانيين.
 وما زالت اخبار الصدامات تتوالى وسنوافيكم لاحقا بالتطورات

زر الذهاب إلى الأعلى