أرشيف - غير مصنف
بين السياسة والبوليتيكا
رابح فطيمي
الكثير من التيارات الفكرية والسياسية تعمل على جلب الشعوب الى جانبها ،مدعيتا خدمته والتضحية من أجله الكل أجمع على اخراج(الزير من ألبير) وهطلت علينا الوعود ،وركض الشعب المسكين يلتمس النجاة وهو يلهث من إعيائه
يسمع خطابات . يحك رأسه وينصرف عائدا لمعاناته ،هذا يعد المرأة بالحرية ،والآخر يعدنا بالرفاهية ورغد العيش
لكن الشعب المسكين يسمع جعجعة ولا يرى طحين نسمع كلام يحرك فينا أمل باهت سرعان ما نعود لواقع لم يتغير فيه شيء ،بله انحدر الى الأسوأ وغاص في القاع.صحيح ان المرأة التي وعدوها بالحرية استطاعوا أن يخرجوها من بيتها وينزع عنها لباس الحشمة،وكثرة المطلقات في مجتمعاتنا. وأصبحت بعض النساء يتمردن على الحياة الزوجية بحجة الحرية.و شحنت بأفكار
مستعجلة لم تستطيع ان تختار ما يلائم بيئتها زاد واقعها سوءا وزاد ازدرائها من طرف المجتمع والكل يريد استغلالها لمصلحته
وفي رأي لم ينجح هؤلاء الدعاة في شعاراتهم بقدر نجاحهم في رفع الحشمة وانسحبوا على رؤوس أصابعهم . وهؤلاء لا يهمهم واقع المرأة المزري ،المرأة المطلقة الأرملة العانس.الذي يهدفون اليه هو الربح المادي والتسلق الى الأعلى على حساب هؤلاء.
تزايد عدد المدعين في مجتمعاتنا على حساب الفقر والجهل يخطب فينا نرى ايدهم تتحرك أصواتهم تعلو لكن كلامهم يعني كل شيء الا مصالحنا ، نراهم اليوم في العراق تحالفوا مع الشيطان لبيع وطنهم وقبضوا الثمن .واليوم يخترعوا الحجج للعودة أو البقاء لضمان مصالحهم ،لكن لم نلمس أي نية في انقاذ وطنهم ،نسمع ضجيج وأصوات عالية خارجة وراء الحدود يوحوا لنا انهم يمارسون السياسة
عبر مؤسسات لكنهم في الحقيقة ما هم الا عصابة تلاقت حول( الصفرة) سال لعابها واقتسمت ما بداخليها تاركة لشعب يموت في العراء
على ايدي مليشياتهم التي صنعت ابو غريب واغتالت معظم علماء العراق . تكررت في (أم الدنيا) في الأيام القليلة الماضية عندما تحركت بعض المياه الآسنة حاملة شعار الكرامة. :"كلمة حق يراد بها باطل" لكن الكل يدرك المرمى من هذ الضجة وهي البحث عن مخرج تحدث فيه الكثير،.يقول الأستاذ( مالك بن نبي) المفكر الجزائر:"لقد انتبه الشعب منذ أمد بعيد الى التزييف الذي بثه في حياتنا السياسية بعض الدجالين ، أولئك الذين غالطوا الشعب حين بدأ يتخلص فيه من خرافات المرابطين المؤيدين من قبل الاستعمار، فعوضوا التمائم بأوراق الانتخابات ووضعوا الزعيم ملتحيا أو أمرد مكان (الشيخ).لم يمر زمن طويل حتى انتبه الشعب بعد بعض الاختلاسات الانتخابية ذات النوع الجديد من أتزيف ,الذي أدخل تحت اسم السياسة ،عددا لا يقدر من جراثيم ذلك التعفن ،بعد ان أدت مفعولها المشئوم في حقبات مضت ،،سيبقى لها يومنا هذا بعض التأثير لأنها لم تصف بعد.لكن الشعب الجزائري على الرغم من المغالطات الماهرة التي خيبت أمله أكثر من مرة لم يفقد صحوته ، فلم تمر عليه مدة طويلة حتى اكتشف الخدعة فميز بين السياسة والصورة التي عليها فسمي هذه الصورة المزيفة(البولتيكا)
ان هذه كلمة طلقة رصاص تجاه المخادعة والنفاق ،إنها مكنسة كنس بها الشعب المزابل التي تكومت في سوق (البوليتكا)
انها كلمة انتقام وثأر !لأنها تثأر لمن تبقى لديه صفاء بصر على الرغم من الاختلاسات التي مرت.إنها تثأر للذين نادوا بالوجبات،ورفعوا أصواتهم فوق من ينادي بالحقوق فقط كأنما الحق شيء يعطي مجانا."
ولبأس ان نختم بحكمة (لإبراهام لنكولن):"قد يخدع رجل كل يوم ،ويخدع الشعب بعض الأيام ، الا أنه لا يخدع شعب كل يوم"