أرشيف - غير مصنف

مسيرة منظمات المجتمع المدني الغربي عبر مصر بحجة مساندة غزة !

محمد الأسواني

إن هاجس خوف أو خجل الحكومة من اللوبي الصهيوني سوف لا يحل المشكلة لأن فلسطين هي همنا اليومي مثل أولويات الحياة كالأكل والشرب لا غنى عنهما و مهما حاولت الحكومة تجاهل ذالك باستخدام الذرائع المختلفة التي تساق للشعب المصري بأن الشعب الفلسطيني يتحمل مشاكله بنفسه وكفانا ما لدينا من أعباء !! إن تلك الحجج غير مقبولة لدينا لأن فلسطين هي امتداد جوهري لعقيدتنا فلن نسمح باستئصال ثوابتنا مجاملتنا للمحتل الصهيوني الظالم وان تجويع شعب فلسطين هو قتل للشعب المصري مع سبق الإصرار والترصد ….. أما الأمر المتعلق بسؤالي عن رؤية الأمن القومي المصري فيما يخص المسيرات القادمة من الغرب عبر مصر تشكل مشكلة كبرى لضمير الشعب المصري وهذا يتمثل في الأتي .,
أولا . إيقاظ شعور بالغبن والحزن .. أن تأتي مجموعات من الشعوب الغربية لمساندة الشعب الفلسطيني ( إلا إذا كانوا فقط من عرب المهجر فهذا لا غبار عليه ) !! أما إذا كان فقط بإيعاز أوروبي أمريكي فهذا يجعلنا نضع علامات استفهام ؟ حيث أن الغرب الرسمي والشبه رسمي يساند الكيان الصهيوني بالطول والعرض و ذالك الغرب من النادر انه يتجرأ في انتقاض الدولة الغير شرعية ( إسرائيل ) فضلا عن محاسبتها .. إذن نحن ليس لدينا برهان على صدق توجه المنظمات المدنية الغربية التي معروفة لدينا بأنها تدور في فلك اللوبي الماسوني الصهيوني ! والتحليل يكون على النحو التالي أن هدف تلك المسيرات خلق الفتنة بين أبناء الوطن الواحد سواء شعب أم حكومة ومنها سيزيد من حنق الشعب على حكومته التي لا تفصح في أغلب الأحيان عن الكثير من التفاصيل وقد تكون صادقة.. إلا وان الشعب محروم من معرفة التفاصيل فبالتالي ستوجه الاتهامات إلى النظام بصفته .. بين قوسين ( خائن ولا يحقق طموح الشعب ) وقد تستخدم السلطة نفوذها بالاعتداء على الشعب مما يزيد الهوة .. وهنا نقول بنجاح المخطط الخفي لزعزعة استقرار مصر على أيدي منظمات أوروبية في ظاهراها مدني و بأجندة لا محال إن تكون ( إسرائيلية ).
ثانيا. تقديم المساعدات الرمزية من الغرب التي لا تشبع ولا تسمن من جوع للشعب الفلسطيني , ما هو إلا تحريض خفي لإفهام المواطن العربي بأننا حقنا أكثر شرا وظلما واعتداء على بعضنا البعض بسبب تراجع التفاعل الشعبي مع قضياه مما يعطي الذريعة للعدو والتبرير بما يشير إلى تهوين ما تفعله الصهيونية من تقتيل يومي في العرب بالأراضي المحتلة .. وهكذا تنجح الحملة التي تدعوا لمساعدة غزة في تعميق كراهية العرب لبعضهم البعض بسبب التقصير و من هنا تنتشر الأفكار المغايرة للحقيقة بأننا لا نساعد ولا نساند فلسطين في محنتها !! وهذا غير حقيقي لأن الشعب العربي من المشرق إلى المغرب يضحى وينام على معاناة أبناء شعبنا تحت الاحتلال ..
وأنا أقول لرجال الأمن القومي في مصر ما إذا كان فهمكم على هذا النحو فأنتم محقين , ونحن معكم في هذا التوجه بشرط تقديم البديل من المبادرات التي يجب أن يشارك فيها الشعب لمساعدة ومناصرة شعب فلسطين المظلوم القابع تحت طغيان المحتل الغاصب .

الاعلامي . محمد الأسواني

[email protected]

 

زر الذهاب إلى الأعلى