حميد عقبي
بيننا و بين العالم مئات السنوات الضوئية في المجال الثقافي و الفني و رغم ان اليمن تتمتع بميزات ثقافية و حضارية هي جزء مهم من التراث الانساني الا ان المؤسسات الرسمية و خصوصا وزارة الثقافة فشلت فشلا ذريعا في اظهار هذا التراث او الحفاظ عليه , كل جزء من اصغر قرية يمنية يمكننا ان نعتبره متحف انساني عالمي كل منزل او جدار هو معلم تاريخي مهم جدا و اي تفريط او اهمال له يمكن ان نعدها جريمة انسانية خصوصا تلك البيوت المعلقة فوق الجبال او تلك القلاع في السهول و الوديان و التي تحكي عظمة و روعة هذا الانسان الذي لم يبني هذه البيوت للسكن فقط بل لتظل رمزا جماليا به الكثير من الروعة و الجمال.
ماذا يحدث حاليا للجدران و الاحجار انها تنهار في ظل اهمال رسمي متعمد بقصد او بغير قصد, و كاننا امام خطة لافراغ اليمن من ثوبها الحضاري و الانساني و دعم سيطرة الاسمنت و الحديد كي يغتال كل جميل و رائع ما يحدث من كوارث لا احد ينتبه لها , تهريب الاثار و المخطوطات الى دول الجوار يسير بمباركة رسمية من وزارة الثقافة كونها الى اليوم لم تقدم قانون واحد او مقترح لمجلس النواب للحفاظ على هذا الارث و في المقابل الجميع منشغل بالاحداث التي تمر بها اليمن من تمرد و احداث شغب , و لكن هذا يجب الا يجعلنا نغفل عن امور اخرى مهمة و هي من صميم الامن الوطني و القومي فالذي يقوم بتهريب مخطوطة او حجر هو يرتكب جرما اكبر من ذلك الذي يفجر قنبلة في حي شعبي.
بفضل هذه الوزارة التي تسمى وزارة الثقافة اصبح اليمن معزولا عن النشاطات الفنية و الثقافية المهمة ذات التاثير, و من المؤسف اننا نجد ان الوزارة تسارع للمشاركة في فعاليات شكيلية و تافهة و ترصد ميزانيات هائلة و تنطلق القوافل محملة بشلة من الاداريين و اشخاص لا يعرفون فك الخط و ليس لديهم اي ابداع او فن بينما اصحاب الابداع و الفنون يتم وضعهم في سلة المهملات.
هشام بن علي وكيل الوزارة عندما تتعرف عليه من قرب تدرك انك امام انسان يعاني صعوبة في الكلام و لا يستطيع اخراج الحروف من مخارجها بشكل طبيعي , لكنه عندما يتحدث للصحافة فاهم مشكلة لديه ان الكثير من الفنانيين حسب قوله يعانون من الادمان على الكحول و السبرت و الكثير منهم يعاني من حالات نفسية, لم نسمع منه تصريح واحد يشيد بابداع اي فنان كل ما نسمع منه قذف و تهم يتم توجيهها بقصد تشويه صورة الفنان اليمني اكثر الوزرء السابقين وضعوا هشام و غيره في خانة الاهمال كونه رجل كثير الكلام قليل الفعل لكن وزيرنا المفلحي اعطاه صولجان كي يشوه صورة الابداع و اعطى غيره السلطة و القرار لتدمير الابداع و اعاقته.
لا امل في صلاح هذه الوزارة بوضعها الحالي و الامل الوحيد احداث تغيير شامل ليس الوزير فقط بل يجب استئصال شلة الفساد و يجب ان يحدث هذا سريعا و ان تنتبه القيادة الساسية و تنظر للموضوع بجدية و شجاعة, وزارة الثقافة لا يقل دورها في الاهمية عن وزارة الدفاع و الداخلية و ترك هذا الموضوع دون حلول ايجابية قد يكلفنا الكثير فكل يوم يمضي يعني مزيدا من التدمير مزيدا من الضياع و الخسائر التي لا تعوض فكل حجر او ورقة من المخطوطات يتم تهريبها للخارج و يتم نسبها للغير هي خسارة حضارية اضف لذلك ازدياد كمية الاحباط الذي اصبح مسيطرا على اغلب المبدعيين ماذا تنتظر القيادة السياسية و الى متى يظل هذا الوضع المزري يسيطر و يهدم كل ما هو حضاري و انساني.
لا مسرح لا سينما لا فنون تشكيلية حالة من الضياع و الركود تجعلنا نتذكر العهد الامامي البائد, كل شيء ينهار كل الانشطة توقفت كانت اليمن في عهد الرويشان مزارا لكل مبدع عربي لكن كل هذه الانشطة توقفت اصبحت اليمن دولة معزولة بل بعيدة جدا و كاننا امام حصار من هذا الذي فرض هذا الحصار ? هو الملفحي و شلته الفاسدة التي يجب ان يتم تحويلها لمتحف الفضيحة كل يوم بل كل ساعة تمر هي مزيدا من الضياع و الاحباط فهل تعي القيادة الساسية الرشيدة خطورة الموقف? ننتظر خطوة للتغيير و سيكون على الشخص القادم الذي سيقود هذه الوزارة ان يبذل جهدا كبيرا لاصلاح ما افسده المفلحي و شلته الفاسدة و نتمنى الا يتم استبدال مفسد بمفسد اخر و نتمنى من الشخص القادم ان يصلح ما افسده المفلحي هي مهمة صعبة و لكنها ليست مستحيلة املنا في القيادة السياسية خيرا و نحن نعلم انها قادرة على اتخاذ هذه الخطوة و نتمنى الا يطول الانتظار .