أرشيف - غير مصنف
فيروس الطائفية يقتحم البيت الرياضي العراقي من الباب الخلفي ؟؟
خالد القره غولي
كاتب وصحافي عراقي
يبدو أن الأزمة السياسية العراقية ضاعفت من هموم الرياضة في بلاد الرافدين، التي تتلقى ضربات موجعة هذه الأيام ، ومن الواضح أن لهذه الأزمة اللعينة تأثيرها المباشر على الجماهير الرياضية العراقية.. وبالتالي على مدا خيل قطاع الرياضة والشباب بشكل عام حيث تعاني الرياضة العراقية عامة.. وكرة القدم بشكل خاص بعد حرمان منتخباتنا العراقية لكافة الأعمار من المشاركات الدولية .. من حالة انعدام وزن في ظل ما تعانيه حاليا من عدم استقرار , وتصارع وانقسام وانقلاب وتجاذبات داخل أروقة الاولمبية العراقية وفي جميع الاتحادات الرياضية أو الأندية علي السواء! مما يجعلني أطرح تساؤلا هل أزمة الرياضة في الحكومة أم الأشخاص؟! وان كانت الإجابة ببساطة الاثنين معا !
واعتقد أن السبب الرئيسي فيما يحدث علي الساحة الرياضية العراقية , هو نتاج طبيعي للطائفية التي لم تعد تفرز لنا الأصلح والأقدر علي التصدي للمسئولية كما يحدث في جميع الانتخابات بسبب دخول مجموعة من محترفي الانتخابات من أصحاب المصالح والبرنس.
أما السبب الثاني فيقع علي عاتق اللوائح المنظمة للعملية الانتخابية التي وضعت شرط الممارسة للترشح مما جعل الاتحادات الرياضية حكرا علي عدد من اللاعبين السابقين دون أن يكونوا مؤهلين للعمل الإداري بالدراسة أو الخبرات الإدارية!
كما دخل المجال الرياضي العراقي اليوم فيروس جديد اسمه.. الطائفية .. حيث اقتحم البيت الرياضي من الباحة الخلفية التي أفسدت المجتمع الرياضي , وجعلت أهل الجهل يتصدرون الصفوف الأولي علي حساب أهل الخبرة, فكانت المحصلة النهائية صفرا + صفرا ..
من هنا يطالب المجتمع الرياضي أعضاء البرلمان العراقي ووزارة الرياضة والشباب بإعادة النظر في تعديل بعض نصوص اللوائح المنظمة للعمل الرياضي العراقي وإيجاد دستور عراقي جديد , بتنقيتها من بعض الشوائب ووضع الضوابط التي تحد من الدخلاء وأصحاب المصالح الوصولية , بعد إن كشفت الأيام الماضية قصورا كبيرا في اللوائح,
وليس من العيب أن تتراجع لجنتنا الاولمبية العراقية عن موقفها… وتعيد تعديل بعض اللوائح لتتماشي مع الواقع بعد أن أثبتت التجارب أنها كانت علي خطأ مع إلغاء فكرة العمل الرياضي القديم التي لم نعد نجد لها وجودا سوي علي الورق فقط, فالرياضة أصبحت في العالم اليوم علما وثقافة واقتصاد,
وما أحوجنا إلي خبرات مؤهلة بالدراسة لإدارة منظومة الرياضة العراقية ويجب أن يعلم القائمون علي الاتحادات الرياضية أن دورهم سيكون قاصرا علي وضع السياسة العامة للعبة, أما النواحي الإدارية التنظيمية والإشرافية فهي من اختصاص الخبراء المحترفين من حملة الشهادات العليا قي الجامعات العراقية الاختصاص الذين يتقاضون أجرا علي عملهم ويتم اختيارهم وفقا لإمكاناتهم وكفاءتهم وخبراتهم السابقة وليس كل من له صديق يضعه في لجنة أو اتحاد علي حساب المصلحة!.
علينا الاستفادة من تجربة الاتحادات العالمية وكذلك الأندية أذا ما كنا نسعى بحق إلي المنافسة دوليا, ولنخرج من عباءة اللوائح الجامدة وبالاستعانة بالشباب المؤهل بالدراسة والعلم والفكر المستنير !