أرشيف - غير مصنف

مــددٌ جديـد

بقلم طلال سعود الجزائري (*)

 
 
إحـدَى أَمَانيـكَ أنْ تلقـاهُ يا رجُلُ
 
 فاعْجَـلْ بإنجـازها يا أيُّها الأمـَلُ
 
 وتـَوِّج ِ العُمـرَ فالآجالُ مـاضيـَة ٌ
 
 فأنتَ بالتـّاجِ في دُنيـاكَ تَـكتـَمِلُ
 
 وبالدُّعـاء حَـثيـثاً سوف تَبلُغـُهُ
 
 فالْـهَـجْ بذِكراهُ لا تَنـفَكُّ تَبتَهِلُ
 
 تاج ٌ ولا تاجُ مُلْكٍ قَط ّ ُ يُشبهُـهُ
 
 وليس يُعـرَفُ في الدنيـا له مَثَـلُ
 
 دَيْنٌ على عُنـُقِ الأقـدارِ تَطلبـُهُ
 
 فهل تَقاضاهُ ، والحاجاتُ تُهتَبَـلُ
 
 قلْ لي متى نجَتَمِـع إنِّي بهِ لَهِـجٌ
 
 بالله حتى تَطيبَ النّفـسُ والمُقَـلُ
 
 متى بربِّـك يا مسعـودُ تَعرفـُهُ
 
 والطرفُ مِنكَ بنورِ التّاج يَكتَحِـلُ
 
 باليُمْن ِِ والسّعدِ تَلـقَى ما تؤمِّـلُهُ
 
 والشّمـلُ بالتّـاج يوماً سوف يَشتَمِلُ
 
 ذاك الذي إنْ رَوَى تـَرْوَى به أُمَـمٌ
 
 عَطشَى إلى الجودِ والغَيثِ الذي سـألوا
 
 أو ِ اِنْ شَـدا فهِيَ الوُرْقُ التي سَجَـعَتْ
 
 بأعذَبِ اللحـن ِ في تَرجيعِـهِ زَجَـلُ
 
 الشِّعـرُ عندَكَ رُوحُ الشِّـعرِ خالصُهُ
 
 والشَّهـدُ شِعرُك لا مَيْـنٌ ولا خَطـَلُ
 
 ألفاظـُكَ الغـُرّ ُ يا للهِ كم بَلغَـتْ
 
 مِنَ البَلاغةِ ، لا عَيبٌ ولا خَـلَـلُ
 
 فلا مَعانيـكَ في ديـوانَ نَطلبُـها
 
 ولا قَوافيـكَ في شِعرٍ فنَمتـَثـِلُ
 
 تأتي إلى غيرِكَ الأشعـارُ مُجهَـدَة ً
 
 غَضْبَى ، وتأتيكَ وهْيَ الشُّـرّ َدُ الذّ ُلُلُ
 
 إني لأقـرؤُها والـرَّاحُ في خَـلـَدي
 
 كأنمّـا أنا مِن نَـغْـماتِها َثمِـــلُ
 
 دَعْ ذا ، فإنّ التي في وَصفِها عَجـِزَتْ
 
 كلّ ُ اللغاتِ هيَ القَـتَّـالة ُ الجَـلَـلُ
 
 تِلكَ التي طَـوّقَتْ بالخِـزي ِ جانِيَـها
 
 أعـني "عَـلاءً" وأذنابا لهُ سَـفَلـوا
 
 ما كان ضَـرّ َ الذي بالهَجْو ِ تَدمَغـُهُ
 
 ألاّ يُفاخـِرَ بـعـدَ الآنَ يا رجُــلُ !!
 
 سَبَقتـَنـا ، وحَـرِيٌّ أنتَ في سَبَـقٍ
 
 بهَجْـوِ مَن أجرَموا فينا ومَن جَهِـلوا
 
 أذَقتَهم مِن زُعَافِ السُّـمِّ مُـتـرَعة ً
 
 كؤوسُها الصّـابُ والذِّيفانُ والأجَلُ
 
 كأنمّا هيَ آيـاتُ الكَليـمِ جَـرَتْ ♣
 
 على يَدَيـكَ ، على أجدادهم رَحلوا
 
 أَرْسَلتَ سَيـْلاً مِنَ الطُّوفَانِ فيهِ دَم ٌ
 
 فهَـاجَ منهُ جَـرَادٌ تِلـوُهُ القَمَـلُ
 
 أولئـكَ القـومُ ما فيـنا لهم مَثَـلاً
 
 فاللهُ يَشهَـدُ والقـرآنُ والرُّسُــلُ
 
 تُتـلـَى إلى الأبَــدِ الآياتُ ذاكِـرة ً
 
 طُـغيـانَهم فهُمُ من دونِنـا مَـثَـلُ
 
 النّـارُ في هـذه الدنيــا لهم نُـزُلاً
 
 ضُحىً ويَغشَونهَـا ما حانتِ الأ ُصُلُ
 
 يا آلَ فِرعَـوْنَ ذُوقوا مِن حَرارتها
 
 يا آلَ فرعـونَ لِِـذُّوا إنّهـا شُعَـلُ
 
 يا آلَ فِرعونَ لا رُحْمـَى لِما ولََـدَتْ
 
 أرحامُـكم ، فـهُمُ في أرضِكم هَمَلُ
 
 للغَـربِ طَوْرًا ، فمَن يأتي بمُخـزِيَةٍ
 
 تـَسَارعوا نحوَها جَلْـبـاً ، ألا قُتِـلوا
 
 مِن بين كُلِّ ذَليـلٍ غَــرَّهُ خُلــُقي
 
 و مِن غَـويٍّ ، ألاَ سُحـقاً أيَـا هُبَـلُ
 
 وقد رَضُـوا مِن عصَا موسَى بها بـَدَلاً
 
 مِن زُورِ فِرعَونَ وهْوَ المَيـْنٌ والدَّجَـلُ
 
 يا مَن تَفـرعـَنَ عـُدواناً على بلدي
 
 لأنتَ في ذِلَّـة ٍ تحُـذَى وتَنتَـعِـلُ
 
 عصـا الكَليـمِ بأيدينا وسحـرُكُمُ
 
 مِن سُمِّ حَيَّتِنـا يَـذوَى ويَـنخَـذِلُ
 
 لَنَحـنُ أكبَـرُ أحلاماً وقد ظـَلموا
 
 فـآسَفُونا فـقُمنـا الآن نَنـتَـضِـلُ
 
 أينَ الثَّـعـالـبُ كانتْ أمْسِ تَنبَحُنـا
 
 فقد زَأرْنـا ، فلا كَلبٌ ولا ثُـعَــلُ !!
 
 مَن يَذكُـرِ الثّورةَ الحمراءَ مُـفـتَـئِـتاً
 
 أوراسُ يَـلعَنـُهُ والدّهــرُ والأزَلُ
 
 بما تُـفاخِـرُ ؟ ، بالأحجارِ نَضـَّدَها
 
 فرعونُ فهيَ شُهـود ٌ ، سـاء ما عمِلوا
 
 الأزهرُ الشّامِخُ الميَــمـونُ أسَّسَهُ
 
 أبناءُ مِيـلَـةَ في الفُسطـاطِ قد نـَزلوا
 
 نحنُ الذينَ اخْتَـطَـطْـنا ثَـمَّ قاهـرة ً
 
 فالفَضـلُ يَرجـِعُ للبَاني ولو مَحَلـوا
 
 سَلِ المُـعِـزَّ وسَلْ باديسَ تخُـبـِرُكُمْ
 
 بالفَاطِمِيِّيـنَ أحجـار ٌ هيَ القُـلَــلُ
 
 وسَلْ كَتـائب َ ضَجَّتْ مِن سَنابـِكِها
 
 أهرامُكُمْ واشْتَكاها النِّيـلُ والجـَبـَلُ
 
 وسَلْ مَعـالمِ َ دُمـْيـَاطٍ بها نَـزَلـَتْ
 
 فَيَالِـقُ الجَوهَـرِ المـَكنونِ تحَتَـفِـلُ
 
 فراجِـعِ الدّرسَ إنَّ الكُـتــْبَ باقيـَةٌ
 
 مخَـطـوطـةً ، وبها قد يُضرَبُ المََثَـلُ
 
 الضّـادُ يَبـرأ ُ مِمَّـا تَزعمونَ بـنـا
 
 ألم نُعَلِّـمْـكُمُوها ؟ ، الأزهَرُ المَثَـلُ !
 
 سَلْ "شَـيْشَـناقَ" سيُفتِيـكُمْ بقَولتهِ
 
 في اليَـعرُبـيَّـةِِ ، "نحـنُ السُّبَّـقُ الأُوَلُ" !
 
 ماذا أُريدُ بهَجـوِي حِينَ أذكُـرُكمْ
 
 وليس عندَكُمُ قــولٌ ولاَ عَـمَـلُ
 
 وليس عندَكُمُ مجَـدٌ يُطــاوِلُنــا
 
 ولا لكمْ فارسٌ يَسمُـو ولا بَـطَـلُ
 
 فلتَخسـَإِ الآنَ يا فِرعَـوْنُ مُحتَـقَـرًا
 
 مجَـدُ الجزائرِ طـولَ الدّهـرِ مُـتَّصِلُ
 
مجَـدُ الجزائرِ لا مجَـدٌ يُـطـاولـُهُ
 
أعيـَا الشُّعـوبَ وكَلَّـتْ دونَهُ الدُّوَلُ
 
الله ُ أكبـرُ في أرجائـها انطـلـقَـتْ
 
ودَمدَمَ الغَضَـبُ الجَبَّـارُ يأتـَكِـلُ
 
 مِليونُ لَيْـثٍ بحَومـاتِ الوَغـَى وَغـَلوا
 
كأنمّا المــوتُ في أفواهِـهمْ عَسَـلُ
 
هُمْ عَلَّمـوا العالَم َ الإقدامَ ، إذ ْ قَدِمـوا
 
 و سَطَّـروا بدِمَاء المجَـدِ ما عَمِـلـوا
 
دِماؤهمْ بثَـرَانا لم تجَـِــفَّ ، ولم
 
تَبـْرُد ْ إلى الآنَ حُمَّاها ، وما أفَلـوا
 
همُ النُّجومُ على أنـوارهِمْ قَـدَمـِي
 
تخَـطو إلى المجَـدِ ، ما ضَلـَّتْ بنا السُّبُلُ
 
 تِلكم بِلادي ، وفي الهَيـْجَاءِ مَأثُـرَتي
 
فـأْتـُوا بأمثَـالهـا يا أيُّهـا الحُـثَـلُ
 
حاشَا الذيـنَ بمِـِصـرَ غاضَهم ألمَـِــي
 
لمـَّا تَطـاوَلَ مخَـبـولٌ ومخُـتَـبَــلُ
 
عُـتبَـى لهم أنْ شَـفَيْنـا بعضَ ثارَتـِنا
 
 هُمْ يـَعرِفونَ ، وهم أولئكَ العُــدُلُ
 
 فلا المَـذاهـبُ فيـما بيـنـنـا فَرَقَتْ
 
 ولا تَقـاسَمَنـا الأديــانُ والنِّحَــلُ
 
*** *** ***
 
خُـذها إليـكَ أخـا الآداب خالِـصـة ً
 
 مِنِّـي إليـكَ ، فأنتَ السَّهـلُ والجبَـلُ
 
 أبيـاتَ مُنتـَسِبٍ للشِّعـر في خَجَـل ٍ
 
 أعيَتْـهُ في نَـسجـِهِ الأحوالُ والحِيَـلُ
 
 فإن لقيتُـك في دنيـايَ يا أمـلـي
 
 فليَعمَل ِ الناسُ بعد الوصلِ ما عَمِلوا
 
 فلستُ أخشى عَذولا في تواصُلِنا
 
 ولو تُعانـدُ فيـه الشمسُ أو زُحَـلُ
 
 فلا تُخَيِّـبْ لنا في وصلِكم أملا
 
 هَداكَ ربّـُك فالمَوصولُ مَن تَصِـلُ
 
 خُـذها على عِلَّـةٍ كأنّ قـائلَـهـا
 
 علـى مِثـالِـكَ تَهـديـهِ فيَمتَـثِـلُ
 
خُـذها هَديـَّـة َ مَفتـون ٍ بحُبِّـكُمُ
 
لا خَيـلَ عنـدي فأُهديـها ولا إِبِـلُ
 
أو طَأطِـئ ِِ الرَّأسَ شيئاً ما ، نُقبِّـلـُهُ
 
وفوق هامِـكَ أبيـاتي هيَ القُـبَـلُ
 
 
تحيا الجزائر
 
 والمجدُ والخلود للشهداء ورَغِمَت أُنوفُ الجُبناء
 
 والسلام عليكم
 
 
 ♣ آيات الكليم: إشارة إلى الآية الكريمة التي ذكر الله فيها الآيات التي أرسلها عقابا لآل فرعون:
 
 
 
 "فَأَرْسَلَنَا عَليْهِمُ الطُّوفَانَ وَالجَرَادَ والقُمَّلَ والضَّفادِع وَالدَّمَ آياتٍ مُفَصَّلاَتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْماً مُجْرِمِينَ -133 -"سورة الأعراف.
 
 
 
————-
 
 
 
(*) طلال سعود المدري / الجلفة في 26- 12- 2009
 
شاعر من جلفة الأحرار يرسل مددا شعريا لصديقة تاج الدين الطيبي الذي تصدى لسخافات علاء مبارك

زر الذهاب إلى الأعلى