بعد “ديترويت”.. تداعيات 11/9 تطارد النيجيريين بأمريكا

"من المؤسف أن مجرد فرد واحد يشوه سمعة بقية النيجيريين".. بهذه العبارة أدان النيجيري جوزيف أجيري محاولة شاب نيجيري مسلم تفجير طائرة أمريكية في ديترويت الأسبوع الماضي، معربا عن مخاوف النيجيريين الذين يعيشون في الولايات المتحدة من "تنميطهم ووضعهم في صورة سلبية"، مثلما حدث مع المسلمين والعرب بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر.

وقال جوزيف أجيري لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية الأربعاء 30-12-2009: "عندما نفكر فيما حدث للمسلمين والعرب بعد 11/9 لا يمكننا أن نتوقع شيئا مختلفا" بعد الحادث الأخير.
 
وأوضح النيجيري الذي يعيش في مدينة ديترويت الواقعة في ولاية ميتشجان: "من المخيب للآمال أن الفاعل نيجيري.. لكننا سعداء لأن محاولة التفجير فشلت".
 
ومن جانبه قال كمال بيلو، مسلم نيجيري ويعيش في الولايات المتحدة منذ 20 عاما للصحيفة الأمريكية: "هذا مجرد مجنون.. الشخص المتدين حقا لا يفعل ذلك".
 
وكانت الشرطة الأمريكية قد اعتقلت عمر الفاروق عبد المطلب (نيجيري مسلم) الجمعة 25-12-2009 إثر محاولته تفجير طائرة "إيرباص 330" تابعة لشركة "نورث ويست آيرلاينز" الأمريكية.
 
وتمكن المسافرون على متن الطائرة الأمريكية التي كانت قادمة من العاصمة الهولندية أمستردام، إلى مدينة ديترويت (شمال الولايات المتحدة) من إحباط محاولة الشاب النيجيري.
 
وحاول عبد المطلب تفجير شحنة ناسفة متطورة على الطائرة الأمريكية قبل دقائق من هبوطها، عن طريق مزج سائل كيمائي مع مسحوق متفجر لا يمكن الكشف عنه بواسطة أجهزة أشعة "إكس" الموجودة في المطارات.
 
وبحسب مسئولين أمريكيين فإن النيجيري المسلم –وهو ابن مصرفي ثري بارز وكان يشغل منصبا وزاريا في الحكومة النيجيرية في السبعينيات- أبلغ المحققين بأن أعضاء في تنظيم القاعدة باليمن أعطوه الشحنة وتعليمات بشأن كيفية تفجيرها.
 
وبعد يومين من المحاولة الفاشلة أثار رجل نيجيري ريبة وخوف ركاب إحدى الطائرات بعد قضائه وقتا طويلا في المرحاض، وتم اقتياد النيجيري للحجز وووجهت الشرطة له أسئلة تبين بعدها أنه يعاني من مرض ما.
 
"صدمة وإحراج"
 
وأدت المحاولة الفاشلة لتفجير الطائرة الأمريكية إلى تشديد سلطات المطارات في مختلف أنحاء العالم لإجراءات الأمن على المسافرين، وقال بعض الركاب الوافدين داخل الولايات المتحدة إنهم واجهوا إجراءات أكثر صرامة بعد الحادث.
 
وعقب الحادث اجتمع حوالي 30 زعيما محليا نيجيريا في الولايات المتحدة لإصدار بيان إدانة للحادث، وقال أدوين دايك مؤسس وعضو مجلس إدارة إحدى المؤسسات النيجيرية في ولاية ميتشجان: "نعرب لوزارة الأمن الداخلي والحكومة الاتحادية عن أسفنا إزاء ما حدث… هذه ليست صفات شعبنا.. نعتقد أن الحادث فرديا لكننا سنبقى متنبهين"، معربا عن تخوفه من أن يواجه النيجيريون تداعيات سلبية للحادث على غرار ما حدث مع المسلمين عقب هجمات 11 سبتمبر.
 
وأكدت النيجيرية "سلوى أولا" مؤسسة إحدى المنظمات النيجيرية ومقرها ديترويت نفس المضمون قائلة: "نشعر بالصدمة والإحراج"، مضيفة "هذا أمر لم نكن نتمناه".
 
ديفيد وإيلي أستاذ علم الاجتماع ومدير الدراسات الإفريقية في جامعة ميتشجان أشار إلى أنه لا ينبغي استغلال الحادث لتشويه النيجيريين الذين يعيشون في الولايات المتحدة، مضيفا: "الراديكاليون موجودون في العالم أجمع.. لا أحد في مأمن من ذلك".
 
ويعد النيجيريون أكبر مجموعة من المهاجرين الأفارقة في الولايات المتحدة، فمنذ أواخر الستينيات والسبعينيات هاجر نحو مليون نيجيري لأمريكا، وتقدر أعداد النيجيريين الذين يعيشون في ولاية ميتشجان بنحو 10 آلاف نصفهم في مدينة ديترويت.
 
وفور وقوع الحادث أعرب مسلمون بالولايات المتحدة عن أسفهم، كما أدان المجلس الأعلى للشئون الإسلامية أعلى هيئة إسلامية في نيجيريا محاولة الشاب النيجيري المسلم قائلا: إنه "يجب التعامل مع الحادث على أنه حالة فردية".
 
ويتراوح عدد المسلمين في الولايات المتحدة ما بين 6 إلى 7 ملايين نسمة من عدد السكان الذي تجاوز 300 مليون نسمة، بحسب مصادر إسلامية، بينما ذكر مركز "بيو" مؤخرا أن المسلمين يمثلون أقل من 1% من الشعب الأمريكي.
Exit mobile version