أرشيف - غير مصنف
الى الرئيس اليمني:هم اخطر من الحوثي و الحراك و القاعدة
احمد يحيى مجاهد
يواجه الرئيس اليمني علي عبدالله صالح منذ أكثر من ستة اعوام اخطار تحدق بسلطته و بمنجزه الاهم طوال فترة حكمه وهي الوحدة اليمنية , وهذه الاخطار ظهرت في ثلاث جبهات (التمرد الحوثي,الحراك الجنوبي,تنظيم القاعدة) وقد بدأت السلطة في مواجهة هذه الاخطار باللين و الحوار تارة و بالحزم و الحرب تارة أخرى.
وفي غمرة هذه المواجهات غفل الرئيس و اجهزته الامنية و الاستخباراتية عن خطر أكثر فداحة على النظام الحاكم , وذلك لأن هذا الخطر يستشري بدون أن يرى أو يلحظ, لأنه قادم من طرف طالما تحالف مع الرئيس اليمني ونظامه طوال الثلاثين عام الماضية ,وكان المنقذ للنظام الحاكم في أحلك الظروف و أصعب المواجهات, إضافة الى أن هذا الطرف المحدق أستفاد من تجاربة السابقة مع النظام و كذلك تعلم الدروس من أخطاء الاخرين و أصبح يعمل بطريقة ناعمة و غير مرئية.
مصدر هذا الخطر هو تنظيم الاخوان المسلمين و الذي بدأ أنسحابة التكتيكي من الحياة السياسية منذ أربعة اعوام لكي لايضطر لاتخاذ اي موقف تجاه الازمات التي تمر بها السلطة حاليا سواء بالوقوف في صفها او ضدها, لأنه يرى ان النظام اصبح يلفظ انفاسه الاخيرة, وانسحاب التنظيم الاخواني يشمل ايضا انسحابه من التجمع اليمني للاصلاح الذي ظل طوال سنين الوحدة اليمنية غطاء يعمل الاخوان من خلاله أو على الاقل هذا ما اعتقدوه طوال الفترة الماضية, إلى ان وجدوا أنفسهم أداة للمساومة بيد شيوخ القبائل و التجار خلافا لما كانت الغاية من أنضمام الاخوان لهذا الحزب
فقد ارادوا ان يصبح هؤلاء القبائل و التجار لحماية الاخوان من جهة و ليكونوا أداة للمساومة بيدهم و ليس العكس.
كما أستفاد الاخوان المسلمون من التجربة الاخوانية التركية المتمثلة في حزب العدالة و التنمية, فقام المراقب العام للاخوان في اليمن الشيخ ياسين عبدالعزيز بالانسحاب من منصبة كنائب لرئيس الهيئة العليا للتجمع اليمني للاصلاح , كما انسحب اردوغان و غول من حزب الرفاة الاسلامي بعد ان عجزوا عن تحقيق اهدافهم عبره, حتى ان الاخوان المسلمون في اليمن يتصلون بالقادة الاتراك لنسج علاقة لهم بالغرب و بالتحديد الولايات المتحدة الامريكية لتطمينها بأنهم تيار أسلامي مدني علماني, وقاموا أيضا بالابتعاد عمن قرنت أسماؤهم بدعم الجهاديين الاسلاميين مثل
اللواء علي محسن الاحمر و الشيخ عبدالمجيد الزنداني بل وقدم الاخوان المسلون للسفارة الامريكية في صنعاء أدلة تدين الشخصين بتورطهما في دعم الارهاب و ذلك لإثبات حسن النية للأمريكان.
والاحداث الحالية في اليمن خدمت الاخوان المسلمين لكي يثبتوا للنظام السعودي و كذلك للادارة الامريكية فشل النظام الحاكم في اليمن و أن اليمن بحاجة ملحة للتغيير في نظامها الحاكم و يصورون أنفسهم بأنهم البديل المؤهل و الاكثر قدرة على تحقيق اهداف السعوديون في حماية حدودها من المتسللين الحوثيين و كذلك هدف الامريكان في القضاء على تنظيم القاعدة في اليمن.
هناك أدلة كثيرة لحقيقة هذا الخطر الاخواني على النظام الحاكم في اليمن أبتداء من اللقاءات الدورية لقيادة الاخوان بالدبلوماسيين الامريكان في اليمن خارجها و كذلك الزيارات المكثفة للمراقب العام للاخوان الشيخ ياسين عبدالعزيز لتركيا ولقاءاته الغير مبررة بقيادة حزب العدالة و التنمية وأختفاء القيادات الاخوانية من الساحة السياسية و حتى الدعوية في اليمن خصوصا الشيخ صعتر و الشيخ العماد وكذلك المراقب العام في وقت حرج مثل هذا , و إختفاؤهم يثير ريبة من يعرف أسلوب عملهم , في الوقت نفسه الذي يبزغ نجم شخصية أخرى يحاولون ان يصوروها أنها جزء من
المنظومة الاخوانية و هي في حقيقة الامر لا تمت لهم بصلة, وهذا الشخص هو الشيخ حميد الاحمر الذي يثير الكثير من الضوضاء التي يستخدمها الاخوان للتغطية على نشاطهم الحقيقي , بينما من يعرف تركيبة تنظيم الاخوان و التاريخ العريق للكثير من قياداته يدرك انه من غير الطبيعي ان يختزل هذا التاريخ و هذه الشخصيات في شخص مبتدء في السياسة ولم يصعد عبر هذا التنظيم كما ان التنظيم الاخواني الحقيقي غير ممثل في قيادة مايعرف باللقاء المشترك المعارض بل ولا يشارك في رسم سياساته او اتخاذ مواقفه.
الخلاصة : على الرئيس اليمني أن يدرك قبل فوات الاوان ان هناك خطر محدق واشد فتك متربص به وليس المطلوب منه ان يفتح جبهة حرب رابعة قد تكون هي القاصمة و لكن يجب عليه احتوائهم و أشراكهم معه في مواجهاته مع الاخرين ولو اضطر ان يقدم التنازلات وذلك لكي يقطع عليهم الطريق الذي يسلكونه , لأنهم يريدون ان يثبتون للداخل و الخارج انهم مختلفون عنه و لم يشاركوه ابدا في الاخطاء التي تجني البلد عواقبها اليوم, بالرغم انهم كانوا بالفعل شركاء له في ارتكابها………
اللهم إكفني شر أصدقائي ,, أما اعدائي فأنا كفيل بهم
أحمد يحيى مجاهد