تحدث رسام الكاريكاتير الدنماركي كورت فيسترجارد السبت عن نجاته بأعجوبة بعد يوم من تعرضه لهجوم على منزله قام به رجل صومالي المولد (28 عاما) وكان يحمل بلطة وسكينا.
وبإدراكه إنه ليس ندا للمهاجم، قال فيسترجارد (74 عاما) إنه أغلق على نفسه غرفة محصنة بشكل خاص في منزله بالقرب من آرهوس بمدينة جوتلاند بشرق البلاد وأبلغ الشرطة بالضغط على زر تحذير.
وأثناء إنتظاره وصول الشرطة سمع فيسترجارد المهاجم وهو يصيح قائلا إنه يسعى إلى الانتقام والدم وهو يقرع الباب بقوة.
وقال للطبعة الإلكترونية لصحيفة يولاندس بوستن التي يعمل بها، كان أمرا فظيعا. وأضاف: لكنني نجحت في أن أتذكر أن أفكر في سلامتي ولكنها نجاة بأعجوبة.. بالفعل كانت بأعجوبة ولكننا نجحنا.
وأوضح فيسترجارد إنه كان قلقا على سلامة حفيدته البالغة عمرها خمس سنوات وكانت في منزله وقت الإقتحام، مشيرا إلى انها لم تتعرض لأذى.
وأعتقل الرجل مساء الجمعة بعد إصابته في اليد والركبة من جراء إطلاق نار عندما ألقى البلطة على ضابط شرطة وصل المكان، إلا أن الإصابات لا تهدد حياة المهاجم الذي أحتجز في السجن السبت.
وتسببت رسومات فيسترجارد الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم والتي نشرت في صحيفة (يولاندس بوستن) في أيلول/ سبتمبر 2005 في اندلاع مظاهرات عنيفة في عدة دولة ذات أغلبية مسلمة عام 2006.
وقالت وكالة الأمن والاستخبارات الدنماركية إن حادث الجمعة مرتبط بالإرهاب. وذكرت الوكالة أن المهاجم على صلة بميليشيا الشباب الإسلامية في الصومال وقادة تنظيم القاعدة في شرق أفريقيا.
وشارك مواطنون صوماليون يعيشون في الدنمارك إلى جانب سياسيين ومحرري الصحيفة في إدانة الهجوم على فيسترجارد.
وقالت هيلي ثورنينج شميدت زعيمة حزب المعارضة الرئيسية الديمقراطيين الأشتراكيين إنه هجوم على الديمقراطية الدنماركية.
وأضافت: إننا لا يمكن أن نقبل أن يعتقد الإسلاميون الأصوليون إنهم يستطيعون أن ينتهكوا حرية التعبير.
وأدلى أعضاء أخرون في المعارضة وحكومة يمين الوسط الأقلية بتصريحات مماثلة.
وقال محمد جيليه رئيس الشبكة الصومالية لوكالة أنباء ريتزاو إنه أمر مخيف وصدمة.. وأنني أعتقد أن كل الجالية الصومالية في الدنمارك ترفض هذا الهجوم ضد كورت فيسترجارد.
وهناك ما يقدر بنحو 16 ألف صومالي يعيشون في الدنمارك. وكانت هناك تقارير بأن الأعضاء الشبان في الجالية مجندين من قبل منظمة الشباب التي تناضل من أجل الإطاحة بالحكومة الضعيفة التي يؤيدها الغرب في الصومال.
وقال جيليه وأحمد ضحكان رئيس رابطة الصوماليين في الدنمارك إنهما يؤيدان الدعوات للإتحاد الأوروبي بإضافة منظمة الشباب إلى قائمته الخاصة بالجماعات الإرهابية. وقد فعلت الولايات المتحدة بالفعل ذلك.
وتعيش الصومال في فوضى منذ الإطاحة بالديكتاتور محمد سياد بري عام 1991.
وكان فيسترجارد هدفا لعدد من مخططات لقتله منذ عام 2006. ففي شباط/ فبراير عام 2008 أعتقل مواطنان تونسيان للإشتباه في التخطيط لقتله. وقام أحد الرجلين طوعا بمغادرة الدنمارك بعد بضعة شهور والآخر سمح له بالبقاء في الدنمارك ولكن تم تحديد نطاق تحركاته في البلاد.
وفي تشرين أول/ أكتوبر عام 2009 أعلنت وزارة العدل الأمريكية عن اعتقال شخصين واتهمتهما بالتأمر لمهاجمة مبنى صحيفة (يولاندس بوستن) وموظفيها.