هل نجح موسوي في (سرقة الثورة) من مجاهدي خلق؟

مؤيد عبدالله النجار

بعد كل الملاحم والأعراس البطولية التي صنعها الثوار الإيرانيون في شوارع طهران، وبعد الدماء التي سفكت على يد وحوش الباسيج وعبيد الخامنئي الذين جربوا شتى أصناف القمع لإخماد بركان الشعب الثائر ضد الدكتاتورية الحاكمة، طلع علينا من يسمي نفسه زورًا وبهتاناً بـ(زعيم المعارضة) مير حسين موسوي بتصريح خائب تطاول فيه على مجاهدي خلق في محاولة بائسة منه لسرقة جهود وتضحيات هؤلاء الذين قضوا نصف أعمارهم في الكفاح الثوري داخل وخارج إيران لتحرير بلدهم من صناع الإرهاب ومؤسسي ثقافة الإبادة والتصفية في إيران والمنطقة منذ عقود من الزمن.
 
ولماذا أطلق موسوي تصريحه في هذا التوقيت بالذات؟ وبمعنى آخر لماذا لم يتهجم على مجاهدي خلق مع الإنطلاقة الأولى للإنتفاضة عقب إعلان نتائج الإنتخابات؟!
 
لقد لعب السيد موسوي لعبة أقل ما يقال عنها أنها (ليست نظيفة) عندما استفاد من قوة مجاهدي خلق في الشارع الإيراني وهو يعلم جيدًا أن أكثر من ثلاثة أرباع المنتفضين من أعضاء وأنصار ومؤيدي منظمة مجاهدي خلق الذين عبروا عن أنفسهم بوضوح عندما قاموا ولمرات عدة بإحراق صور الخميني وخامنئي (مرتين تم تصويرهم وهم يحرقونها وأكثر من 15 مرة أحرقوها ولم يتم تصويرهم)..
 
لقد تعكز موسوي على جرأة مجاهدي خلق في التعبير عن غضبهم في الشارع وحاول (سرقة الثورة) وتجييرها لصالحه ليظهر للعالم أن جميع هؤلاء المنتفضين خرجوا الى الشوارع تأييدًا له وأنهم جميعًا من أنصاره ومؤيديه، مستغلاً قيام عدد من أنصاره برفع صوره والسير في طليعة المسيرات الإحتجاجية حتى أنه بات يكذب على نفسه ويصدق كذبته بأن هذه الجموع الغاضبة كلها جازفت بحياتها من أجله!
 
ولا يخفى على أحد أن موسوي فضل أن لا يتفوه بكلمة واحدة ضد مجاهدي خلق طيلة شهور الإنتفاضة خوفاً من أن ينسحبوا من الشارع ليتركوه وحيدًا مع القلة القليلة من مؤيديه فيعرف العالم عددهم الحقيقي وحجمهم الفعلي..
 
إن من يعرف مجاهدي خلق حق المعرفة يعلم ببساطة أن (هذيان) مير حسين موسوي لن يفت في عضدهم ولن يتسبب في تراجعهم عن انتفاضتهم التي حملت توقيعهم اليوم وأمس ومنذ مطلع ثمانينيات القرن الماضي.. فالثورة الحقيقية لها أصحابها الشرعيون الذين لا يعرفون الخوف لا من الباسيج ولا من كافة ميليشيات وتشكيلات ولي الفقيه الذي لا يتورع عن صبغ إيران من شمالها الى جنوبها بدماء معارضيه.. والدليل على ذلك كما أسلفنا أن لا أحد من أتباع موسوي يتجرأ على إضرام النار في صور جلادي الشعب الإيراني، بل أن موسوي نفسه نفى وهو يرتعد خوفا أن يكون لأنصاره أية علاقة بحرق الصور، بل وحث أنصاره على (التظاهر ضد إحراق الصور)!
 
على من تكذب ياموسوي؟ وهل من أحد سيصدق هذه الكذبة؟! وهل يحق لك أن تجازي إنتفاضة مجاهدي خلق بالجحود والنكران؟! وهل تجرأت أنت يومًا أن تقف في وجه الطغاة كما فعل أبسط ناشط أو مؤيد لمجاهدي خلق؟! وهل كان ثمن عدم اعتقالك أنت ومهدي كروبي هو التهجم على فرسان المقاومة الإيرانية الذين غزا الشيب رؤوسهم وملأت الجراح أجسادهم على طريق الكفاح من أجل الحرية؟!!
 
 
Exit mobile version