استقبل مطار القاهرة اليوم الأحد العشرات من "الإسرائيليين" القادمين من تل أبيب فى زيارة لمصر للمشاركة فى الاحتفال بمولد أبو حصيرة بمحافظة البحيرة.
وصرحت مصادر أمنية بالمطار بأن 44 "إسرائيليًا" وصلوا على متن رحلة إير سينا، بينما وصل أكثر من 250 على طائرتين خاصتين لشركة "العال".
ووفقًا لصحيفة القدس فقد تم تأمين وصول "الإسرائيليين" من مطار القاهرة وحتى مقر أبو حصيرة بقرية دميتوه التابعة لمدينة دمنهور بمحافظة البحيرة شمال شرق.
وكانت قوات الأمن في محافظة البحيرة قد منعت، في وقتٍ سابق، خمسة "إسرائيليين" من دخول مقبرة "أبو حصيرة" بسبب تزايد الحركات المعارضة للزيارات اليهودية بعد أحداث غزة، مثل حركة "فوق أرضى لن تمروا" وحركة "مقاومة الصهيونية" اللتين نظمتا عدة مظاهرات ومؤتمرات لإلغاء زيارات اليهود لأبوحصيرة، إضافة إلى تهديد المهندس جمال منيب، منسق "فوق أرضى لن تمروا" بعدم خروج أي يهودي يدخل دمنهور.
مذكرة للنائب العام:
من جانب آخر تقدَّم ائتلاف القوى الوطنية بالبحيرة "أقوى" بمذكرة إلى النائب العام المستشار عبد المجيد محمود، يطالبونه فيها بإلزام الجهات مانحة التصريح لليهود بزيارة قبر أبو حصيرة بتنفيذ أحكام القضاء النهائية الصادرة بإلغاء مظاهر الاحتفالات بمولد أبو حصيرة، ومنع الصهاينة من زيارة الضريح؛ لافتقاده لصفة الأثر أو المزار السياحي.
وأعدت الهيئة القانونية للائتلاف المذكرة، والتي من المقرر تقديمها غدًا الاثنين إلى المكتب الفني للنائب العام، وتم الاتفاق على توجيه إنذارات على يد محضر إلى كلٍّ من اللواء محمد شعراوي محافظ البحيرة واللواء مجدي أبو قمر مدير أمن البحيرة بتنفيذ حكم المحكمة الإدارية العليا الصادر في 5/1/2004م، والنهائي غير القابل للطعن، مؤكدين أنه في حالة عدم استجابتهم سيقيمون جنحة مباشرة ضدهم لامتناع موظف عام عن تنفيذ أحكام القضاء تستوجب الحبس والعزل من الوظيفة.
وقرر الائتلاف تنظيم وقفة احتجاجية ظهر الثلاثاء القادم أمام كوبري أبو الريش المؤدي إلى موقع الاحتفال، ويشارك فيها أعضاء الائتلاف، وهم: الإخوان المسلمون والحزب الناصري وحزب الغد وحزب التجمع وحزب الكرامة وحركة كفاية وائتلاف "مدونون ضد أبو حصيرة" والعديد من النشطاء السياسيين.
ووجه الائتلاف دعوةً إلى كلٍّ من المصريين الرافضين لقدوم الصهاينة إلى أرض مصر ومنظمات المجتمع المدني والنقابات المهنية، وعلى رأسها قلعة الحريات نقابة محامي مصر.
وأصدرت حركة "فوق أرضي لن تمروا" بيانًا تنتقد فيه قرار الرئيس حسني مبارك بالسماح للصهاينة بتدنيس أرض مصر، وأكدت الحركة أنها مستمرة وبقوة لمنع إقامة احتفال أبو حصيرة، وأن استمرار الموقف الشعبي هو الضمانة الوحيدة لإلغاء هذا الاحتفال وليس أي جهة في النظام المصري.
هاآرتس: مصر استجابت لطلب نتنياهو
وقد أفادت مصادر صحافية مصرية، الخميس الماضي، بأن الرئيس المصري حسني مبارك استجاب لطلب رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو بإقامة المولد.
وقالت صحيفة "المصريون"، استنادًا إلى صحيفة "هاآرتس" العبرية: إن "الرئيس مبارك وافق على السماح لمئات المتدينين اليهود بزيارة قبر الحاخام يعقوب أبو حصيرة، مشيرةً إلى أن هذا السماح جاء بناءً على طلب من نتنياهو الذي زار القاهرة الأسبوع الماضي".
سليمان أمر بتأمين "الاحتفال":
وأوضحت الصحيفة أنه خلال الأسابيع الأخيرة جرت مفاوضات بين عناصر أمنية مصرية و"إسرائيلية" حول هذا الموضوع، وأن أيلي يشاي وزير الداخلية "الإسرائيلي" ورئيس حزب شاس "اليهودي" المتطرف كان قد تقدم بطلب لنتنياهو للتوسط لدي السلطات المصرية للسماح لليهود بإقامة مراسم احتفالية والصلاة عند ضريح أبو حصيرة.
ونسبت الصحيفة إلى "مصادر سياسية" لم تكشف عن هويتها قولها: إن نتنياهو طالب الرئيس مبارك بإقامة الاحتفالية الدينية، وأنه وافق على طلبه وأصدر تعليمات إلى اللواء عمر سليمان رئيس المخابرات العامة المصرية من أجل اتخاذ الإجراءات لتأمين الاحتفالات التي ستجرى بعد أسبوع.