في ذكرى الانطلاقة (( أفول نجم القيادة تاريخية ))

بقلم : منذر ارشيد

 
 
 
(فتح حركة تحرر وطني )
 
 
 
(( طل سلاحي من جراحي يا ثورتنا ))…(أنا يا أخي آمنت بالشعب المكبل)
 
 
 
ذهب الذين ترجموها بدمائهم الطاهرة.. و أكاد أتقيأ وأنا أسمع بعض من ينشدونها مع احترامي للقابضين على الجمر من أبناء فتح الذين مازالوا على العهد وفاءً وإخلاصاً وما أكثرهم …
 
 
 
وأقول البعض وهم عبارة عن أشخاص استثمروا هذه الدماء الزكية
 
وتركوا ثلاثة أبطال فتحاويين في نابلس يُذبحون كالخراف دون أي صرخة.ولا وقفة ضمير …ولا حتى موقف بمستوى هذه الجريمة..!
 
 
 
 
 
ليس هناك ثابت في الدنيا سوى الله تعالى وما أنزل على نبيه محمد كخاتمة للكتب السمواية (اليوم أكملت لكم دينكم ورضيت لكم الاسلام دينا )صدق الله العظيم.. وصلى الله على نبيه الكريم
 
وعلينا أن نقر ونعترف بأن ظروف الانطلاقة عام 65 ليس كاليوم ولا يمكن أن يكون ولكن أين النخوة والكرامة..!
 
 
 
ولربما ونحن نتحدث عن فتح كحركة وطنية انطلقت من أجل هدف محدد
 
وهو تحرير فلسطين (كل فلسطين ) أنها سارت منذ إنطلاقتها إلى اليوم في عدة مسالك
 
بدأتها بالبندقة كوسيلة للتحرير ومن ثم توجهت الى مسلك آخر من خلال توجهات سياسية تم تعريفها بالحصاد(البندقية تزرع والسياسة تحصد )
 
ولكن عندما ندقق في الزراعة فنجد أننا زرعنا نباتا ً صالحا روته دماء غزيرة لشهداء عظام" ضحوا بأرواحهم من أجل أن يحصد أبنائهم ثمار ما زرعوا.." وما لا شك فيه أن الحصاد جاء قصريا ً وبولادة قيصرية
 
قبل نضوج الحمل والزرع (مؤآمرات ووضع داخلي )
 
ولا نريد الخوض بالربح والخسارة فليس هناك مجال للحسبة على الإطلاق
 
فلا ربح ولا خسارة"
 
أما إن كان هناك من يقول ربح ..! فالربح يكون فعلاً إذا اعتبرنا من سقطواشهداء فيكونوا هم الرابحون فقط
 
ومن تبقى من الاحياء هم الأكثر خسارة لأسباب كثيرة أهمها أن نصف قرن من الزمن لم يكن كفيلاً بتطهيركثير من النفوس وتحسين الأداء"
 
بل على العكس تماماً عند البعض" فتراهم بدل أن يتقدموا… تراجعوا رغم كبر سنهم وتاريخهم" وكأنهم كانوا يمضون الوقت لينالوا الشهادة بالوطنية (كمكسب دنيوي فقط ) .. حتى هذه … ففي النهاية خسارة وخسران " لأنهم سينطبق عليهم قول الله تعالى
 
 (ومنكم من يرد الي أرذل العمر لكي لايعلم بعد علم شيئا)صدق الله العظيم
 
وهؤلاء سيواجهون حتمية اللقاء مع الله في حساب عسيييييييييييييييييييير.
 
 
 
(فتح الثورة العظيمة)
 
 
 
فتح العظيمة التي انطلقت عام 56 سجلت بأحرف من نور مرحلة من مراحل التاريخ المشرق للأمة العربية والإسلامية ولا أقول الفلسطينية فحسب " لأنها في تلك الفترة جائت لتزيل غبار وعار هزيمة العرب .
 
 
 
فتح رائدة النضال الفلسطيني وقادتها الاوائل منهم من سقط شهيداً حتى كان آخرهم ورمزهم ياسر عرفات
 
وكما يقول المثل (إلي خلف ما مات ) على اعتبار أن فتح ما زال فيها الخير وهذه طبيعة الدنيا ولكن على ما يبدو أنه انطبق علينا القول
 
( اللي مات ما خلف ) حيث كان الأمل منعقداً على من تبقى من قيادة تاريخية تحمل ما تبقى من مشروع فتح الكفاحي والتحرري
 
 
 
وبالتحديد على قائد كان يمثل روح تلك القيادة من خلال حضوره الفلسطيني والعربي والدولي , ولأنه حسب خطابه المعلن بقي متمسكاً بثوابت فتح كحركة تحرير مما أكسبه شعبية لدى قواعد فتح النضالية في داخل الوطن وخارجه أمام قيادات أخرى ظهرت بمظهر التنازل عن الثوابت
 
 
 
وعندما حاول البعض النيل منه ومن القيادة التاريخية وقد تم وصفهم بالعجزوالخرف ..!
 
وقف الكثيرون للدفاع عنهم وخاصة ذلك القائد ( أبو اللطف )
 
كنا نعتقد أنه ومن تبقى من القادة الكبار سيشكلون قوة دفع للجيل الجديد من أجل استمرارية فتح وبقائها كنموذج نضالي يتم البناء عليه حتى نصل إلى ما نصبوا إليه من تحرر وطني مهما طال الزمن …
 
 
 
ولكن ونتيجة فقدان العمل الجماعي الذي هو الديناميكية الفاعلة لأي حركة نضالية " حيث من الاستحالة بمكان أن يكون العمل الفردي فيها مجديا ً
 
وجدنا أن هذه القيادة عملت ضمن تجمعات خاصة مع غياب الثقة وهم يحاولون جمع شمل الحركة من أجل عقد المؤتمر العام وقد كانوا
 
بالظاهر معا ً , وبالباطن قلوبهم شتى, وقد ثبت هذا من خلال ما جرى في المؤتمر التحضيري الذي تم إفشاله بعد أجتماعات مطولة
 
 
 
((غياب القائد))
 
 
 
بدون أدنى شك أن أي حركة وأي تنظيم وأي بيت ..أي شيء يجب أن يكون له رأس (البيت له رب ) وعندما تفقد الأسرة ربها وأعني رجُلها أو معيلها
 
وحتى لو كانت الأم… إذا كانت هي من تدير البيت ….(فلا بيت)
 
في حركة فتح كان أبو عمار هو القائد والأب وهو المسيطر على كل أمور الحركة …هكذا كانت فتح مع الراحل ياسر عرفات وهكذا كان عرفات مع فتح (القائد الأوحد ) نعم كان هناك مؤسسة ولكنها كانت تعتمد كلياً على إسم وشخص و هيبة وقراروقلم أبو عمار,
 
وبعد غيابه لم نجد من يملأ الفراغ الذي حصل على الإطلاق
 
وعندما كان أبو اللطف الأكثر أهلية لأسباب كثيرة أهمها أنه كان الأكثر حضوراً على المستوى الفلسطيني خارج الوطن وفي المستوى الفتحاوي العام كرافض لأي تنازل ومتمسك بكل ثوابت فتح
 
إلا أن أبو اللطف لم يثبت عملياً أنه قادرٌ على أن يكون صاحب الهِمَة والمقدرة على تحمل مسؤولية قيادة فتح بعد ياسر عرفات..
 
 وقد أثبتت التجارب أنه كان يتهرب من تحمل المسؤولية و بأسلوب ذكي وبمبررات واهية أكسبته بعض من الشعبية عند بعض الواهمين
 
 (ونحن منهم )..!!!!
 
 وسلم الأمر كله لأبو مازن (مهندس أوسلو)
 
واستطاع أبو مازن أن يكون رقما ً ,لا بل الرقم الأول في فتح وفي منظمة التحرير بعد تخلي أبو اللطف عن حمل العبء ودفع ثمن المسؤولية ..
 
 
 
وأقول تخلي أبو اللطف ربما لم يكن برضاه ..!
 
 ولكن أيضاً ليس رغم أنفه….
 
وكان واضحاً أنه يريد كل شيء ولكن دون أن يُتعب نفسه .!
 
 
 
ولا أبالغ بالقول أن أبو اللطف هو أول لا بل أكثر من دعم أبو مازن في كل المراحل وهيء له كل ظروف الوصول إلى قمة الهرم…
 
 ويأتي بعدها بقنبلته الهوجاء ليتهمه بجريمة العصر ..!؟؟
 
 
 
 
 
 
 
(فتح أبو مازن)
 
 
 
ما جرى من خلال عقد المؤتمر العام لفتح في بيت لحم إنما هو تكريس لمشروع أبو مازن بكل تفاصيله كمشروع السلام بالمفاوضات فقط وبلا أي مقاومة "وليس هناك في قاموسة كلمة المقاومة "
 
قالها ويقولها على رؤوس الأشهاد …
 
 ومن يقول أنه كان مؤتمر فتح بالمعنى الشامل…فنقول له ربما ..!
 
و كان أيضاً (مؤتمر أبو مازن وبامتياز)
 
وقد حصل أبو مازن على إجماع من قبل الأعضاء الذين حضروا المؤتمر.
 
 
 
ومهما قيل عن ثوابت الحركة وخاصة المقاومة … فما طرحه ويطرحه أبو مازن أصبح هو برنامج الحركة …وكل حديث يطرحه بعض القادة عن المقاومة ما هو إلا ذر رماد في العيون ليس له أي معنى
 
 
 
فكان المؤتمر وملخصه .. إجماع على المفاوضات التي توصل إلى السلام "وبمعنى آخر أخذ أبو مازن تفويضا فتحاوياً بالسير إلى نهاية الشوط في مشروعه الذي يؤكده في كل مناسبة وبكل جرأة (مفاوضات ولا مقاومة)
 
 
 
                                    (فتح أبو اللطف )    
 
 
 
بالمقابل وهنا حتى نكمل الصورة "لأن هناك من ينظر الى أبو اللطف كقائد يحمل مشروعاً نضالياً مقاوما ً" وأطرح هنا سؤآلاً مهما ً
 
أين هو أبو اللطف ..!
 
ربما يقول قائل ..لقد تم إقصائه ..هذا جيد
 
 
 
وهل إقصاء رجل بحجم أبو اللطف عملية سهلة .!
 
 أم أنه أقصى نفسه بنفسه ..! ؟
 
 
 
 يخرج صوت أبو اللطف تارة ً قويا ًوتارة ًضعيفا ً ليقول (أنا فتح وفتح أنا )
 
والسؤآل… ماذا عمل لتكريس هذه المقولة , وتثبيتها في وجدان أبناء فتح.!
 
 وهو كمن يصرخ في وادٍ سحيق أو كمن يدخل في غيبوبة   ثم يصحوا فيصرخ ليقول ( المقاومة ) وكأن المقاومة أصبحت( وسيلة للبقاء.! )
 
ولا نعلم كيف يكون هذا.. وهو لا يلتقي إلا بعدد محدود من الفتحاويين
 
وكل من حوله عدد من المنتفعين والتجار الذين أصبحت أفضل سلعهم التجارية (المقاومة ) وهي اليوم تجارة رابحة ..!
 
 
 
كان القائد التاريخي يريد أن يُعقد المؤتمر في الخارج " حتى لا يكون تحت الحراب الإسرائيلية .. ولربما لقي تأييداً حينها من الكثير من أبناء فتح
 
وكان من الصعب أن يُعقد المؤتمر في الداخل أو سيكون سببا في تفجير البيت الفتحاوي منخلال مؤيدين ومعارضين
 
ماذا فعل أبو اللطف ..! فجر قنبلته الشهيرة من خلال قصة إغتيال أبو عمار
 
وبعد أن تردد الكثيرين بالذهاب الى الداخل   ممن كانوا معه في الخارج دفعتهم قنبلته الهوجاء للهروب إلى المؤتمر في الداخل "لأنها ما كانت إلا نكاية كيدية لا تستند إلى قوة الحقيقة والإثبات لا بل تدينه هو أكثر مما تدين غيره بسبب سكوته عليها طيلة سنوات كان يمكن أن ينقذ خلالها رفيق دربه 
 
 
 
عُقد مؤتمر فتح والقائد التاريخي يصرخ لا مؤتمر في الداخل…..
 
تم اتخاذ القرارات والقائد التاريخي يقول القرارت غير شرعية …..
 
خرجت لجنة مركزية ومجلس ثوري والقائد التاريخي يقول تزوير …
 
ولا ندري كيف لقائد تاريخي يتمترس في افريقيا وقضيته في آسيا
 
ويطلب من الناس أن تقاوم وهو نائم ..!
 
وأكثر ما يثير الدهشة أن هناك من يراهن عليه بإعادة فتح الى أصالتها
 
من خلال ما سُميَ( قيادة إنقاذ فتح )ولاندري كيف لفاقد الشيء أن يُعطي .!
 
فتح اليوم أمام مرحلة جدية لا بل فتح اليوم ليست فتح الأمس
 
فتح الانطلاقة ليست فتح
 
فتح اليوم بقيادة جديدة ليس للقيادة التاريخية أي دور فاعل
 
وأقول هنا ( للأخ أبو أ للطف )
 
 والله… أنه سيُسَجَل عليك محو وإنهاء الرمزية التاريخية حتى من ذاكرة الفتحاويين " التي كان يجب أن تبقى متواصلة مع الأجيال جيلا بعد جيل
 
 
 
 
 
فتح اليوم هي لمن سبق… وقد فاز منهم في المركزية والثوري ضمن تجمعات لقادة كانوا قبل المؤتمر أعداءً يشتم الواحد منهم الاخر في اليوم خمسين مرة وعلى الفضائيات …
 
فجمعتهم المصالح الخاصة بصندوق الإقتراع فكان لهم الفضل في أن نجحوا جميعهم رغم قلوبهم الشتى..! 
 
فتح اليوم ليست فتح الأمس ولا بأي حال من الأحوال .
 
 
 
ولا يمكن أن تعود " لأن فتح اليوم عندما يُقتل أبنائها كما قُتل الثلاثة أمام عيون أطفالهم في نابلس وبهذا البرود "فهذا مؤشر خطيييييييييييرجداً
 
وعندما يصبح الخبر من الماضي… إنتظاراً بإنهاء آخر مقاتل فتحاوي ..!
 
 
 
 
 
في ذكرى فتح وانطلاقتها قبل نصف قرن من الزمن نقول..
 
 
 
يكفي فتح وأبناء فتح فخرا ً أنها كانت مفجرة النهوض الوطني في المنطقة
 
العربية بعد أكبر هزيمة عربية …..
 
يكفي فتح أنها كانت عاصفة هوجاء أيقظت الضمير العالمي من غفوته
 
ليرى بأم عينه أن فلسطين وطن لشعب يستحق الحياة ….
 
 
 
يكفي لفتح أنها قدمت أرواح ودماء قادتها وأغلى أبنائها في سبيل التحرر الوطني
 
 
 
يكفي فتح فخراً أن قائدها ورمزها ياسر عرفات تم قتله من قبل الصهاينة
 
لأنه لم يفرط رغم سلام    ( أوسلو)
 
يكفي فتح فخراً أنها ما زال فيها القابضون على الجمر من الابطال الذين تبحث عنهم اسرائيل لتصفيتهم لأنهم ما زالوا متمسكين بمبادئها
 
 
 
وهذا يعني بأن فتح .. فتح الإنطلاقة بتاريخها المشرف
 
 ستبقى في ضمير كل فلسطيني 
 
كل عام وأنتم بخير
Exit mobile version