دخلت الأزمة الايرانية مرحلة جديدة وخطيرة في ضوء مايقوم به هذه الأيام, رجال دين محافظون, بتعبئة أنصارهم نحو المطالبة بإعدام الزعيمين الإصلاحيين مير حسين موسوي ومهدي كروبي, في وقت أكدت مصادر إصلاحية أن حملة اعتقالات واسعة طالت مايزيد عن 1300 من تلاميذ واتباع وأقارب المرجع الايراني الراحل آية الله حسين منتظري, تزامناً مع مخاوف داخل قوى المعارضة من تنفيذ النظام الإيراني إعدامات جماعية بحق المعتقلين.
وكشفت مصادر داخل المعارضة, أن الكثير من الاصلاحيين تلقوا تهديدات بالقتل, سيما أن الزعيم الإصلاحي موسوي أشار إليها بشكل مباشر عندما أطلق مبادرته للمصالحة, قائلا إنه لن يخشى القتل ليصبح شهيدا على طريق الاصلاح, فيما رشحت معلومات عن عقد اجتماع مهم, ليل أول من أمس, بين موسوي وكروبي لبحث تطورات الأزمة الايرانية.
كذلك, ذكر موقع "العربية نت" الإلكتروني, أمس, أن "الجبهة الوطنية الايرانية" المعارضة, وجهت خطابا الى كروبي, تدعوه إلى التصدي لقيادة المعارضة, وذلك بعد رفض متشددي المحافظين مبادرة موسوي التصالحية, وتوقعات باغتياله, ما يعني حصول فراغ قيادي للمعارضة.
وفي ما يبدو أنه مخطط لتجريد الإصلاحيين من غطاء ديني لهم بعد رحيل منتظري, أعلن رئيس رابطة مدرسي الحوزة العلمية في قم محمد يزدي, سلب المرجعية عن يوسف صانعي الذي كان أصدر فتاوى ضد الرئيس محمود أحمدي نجاد واعتبر انتخابه غير شرعي, واعتبر محاكمات المحتجين على نتائج الانتخابات باطلة, حيث قال يزدي إن آية الله يوسف صانعي لا يملك مواصفات تؤهله للتصدي للمرجعية الدينية.
على صعيد آخر, سيطر أنصار المرجع دستغيب على مسجد قبا في شيراز جنوب غرب ايران ونجحوا في استعادته بعد مواجهات مع "الباسيج", الذين كانوا اقتحموه الجمعة, كما أيدت محكمة الاستئناف سجن الصحافي الإصلاحي أحمد زيد أبادي 5 سنوات والنفي إلى خارج طهران وحرمانه من حقوقه المدنية مدى الحياة.
إلى ذلك, أصدرت "الحملة الدولية للدفاع عن حقوق الإنسان في إيران" بيانا, حذرت فيه من ضغوط يمارسها رجال دين محافظون على السلطة القضائية لتنفيذ إعدامات جماعية بحق المعتقلين, على شاكلة تلك التي تلت ثورة العام .1979
وعبر المتحدث باسم الحملة هادي قائمي عن قلقه البالغ تجاه ما اعتبره ضغوطاً غير عادية تتعرض لها السلطة القضائية بهذا الشأن, من جهة, وشن وسائل الإعلام الحكومية حملة دعائية لخلق الأجواء المناسبة للإعدامات من جهة أخرى.
وجاء ذلك في أعقاب نشر موقع إصلاحي تقريرا كشف فيه عن شن السلطات الإيرانية حملة اعتقالات واسعة في صفوف مؤيدي وأتباع وأقارب المرجع الراحل آية الله حسين علي منتظري الذي كان بمثابة الأب الروحي للحركة الإصلاحية.
وأشار الموقع إلى أنه "في أعقاب وفاة منتظري وإثر المشاركة المليونية للجماهير في تشييع جثمانه بمدينة قم, ونتيجة لحضور مراسم التأبين التي اقيمت بهذه المناسبة في مختلف المدن الايرانية, ألقت قوى الأمن القبض على 600 شخص في مدينة أصفهان و200 شخص في مدينة نجف آباد و500 شخص في طهران, وبذلك يبلغ عدد المعتقلين 1300 شخص".
وكشف التقرير عن أسماء لشخصيات صحفية وسياسية معروفة بين المعتقلين أشهرهم, سيد محمد طاهري نجل المرجع آية الله طاهري, والكاتب الصحافي مصطفى ايزدي والناشط السياسي محمود دردكشان والمدرس مرتضى اميري جرقويه والناشط الحقوقي المعروف عماد الدين باقي والإصلاحي المعروف أحمد قابل, مؤكداً أنه لا توجد معلومات دقيقة بشأن أماكن احتجاز المعتقلين, كما لا تتوفر معلومات عن ظروف اعتقالهم.
وفي سياق متصل, ذكرت وكالة أنباء "جهان" الإيرانية القريبة من المحافظين, بأنه سيتم قريبا محاكمة وإعدام عدد من المعتقلين الذين القي القبض عليهم في أحداث يوم عاشوراء الدامي وذلك بتهمة "محاربة الله ورسوله".
وقبل ذلك, أصدرت وزارة الأمن والاستخبارات الإيرانية بيانا اتهمت بعض المعتقلين بالانتماء لمنظمة "مجاهدي خلق" المحظورة وتنظيمات ماركسية, كما نسبت مقتل ابن أخت زعيم المعارضة مير حسين موسوي إلى "مجاهدي خلق" من دون أن تبرر مصلحة هذه المنظمة في القيام بذلك.
من جهة أخرى, وفي مقابلة مع موقع "روز اون لاين" تحدثت السيدة فريبا عباس قلي عن المصير المجهول لزوجها الصحفي المعروف ماشاء الله شمس الواعظين, قائلة إن السلطات الأمنية والقضائية لم تقدم أية مبررات لاعتقاله, وأن الجهة الحكومية التي القت القبض عليه مجهولة.