المرحوم شهيد أم ..
خيري حمدان
حديث الطرش
بالقرب من أحد القبور، وضع القائد إكليلاً من الورد وهمس لمساعده قائلاً
– المرحوم شهيد أم فتحاوي؟
– يقولون بأنّه فلسطيني قحّ، وهو من الجيل الصاعد، وقد رفض الانتماء لكليّ التنظيمين!
– معقول! ألم يطلب مساعدة مالية أو منحة دراسية إلى فرنسا لأبنائه الذين لم يولدوا بعد؟ ابحث عن شيء من هذا القبيل يا رجل!
– للأسف .. نظيف كدمعة عذراء!
بالقرب من مقبرة أخرى، وضع القائد إكليلاً من الورد وهمس لمساعده قائلاً
– المرحوم شهيد أم حمساويّ؟
– يقولون بأنّه فلسطيني قحّ، وهو من الجيل الصاعد، وقد رفض الانتماء لكليّ التنظيمين!
– معقول! ألم يطلب مساعدة مالية أو منحة دراسية إلى طهران لأبنائه الذين لم يولدوا بعد؟ ابحث عن شيء من هذا القبيل يا رجل!
– للأسف .. نظيف كالحور العين!
أنا هي من رسمت
– لا أدري إلى متى عليّ أن أحتمل هذا الواقع! يا عزيزتي أنا رجل، ولا أحتمل أن تذوب رجولتي في هذا العشّ المملّ. كلّ صباح فنجان قهوة سكرّها خفيف؟
– لكنّك تعاني من داء السكّري يا زوجي العزيز!
– أحمر الشفاه تاه عن شفتيك مؤخّرًا؟
– أخجل من أحفادي، أضعه عند الضرورة ومن أجلك. ألم تمنعني سابقًا من استخدام الزينة! أمرك عجيب يا زوجي العزيز!
– أريد أن أتزوّج .. لا بدّ من تجديد شبابي.
– ولكنّك لا تقدر على رفعه مرّة في الأسبوع! كيف سترضي امرأتين في آنٍ واحد؟
– أنتِ قتلتِ الرجلَ في داخلي.
– وأنا لن أرقص في عرسك أو ترحك. أنا نتاجك، هكذا شكّلتني حين كنت شابّة، أنا هي من رسمت.
سياسة
أوقفوا سيارته وطلبوا منه الخروج والانتظار. صاح أحدهم
– بطاقتك الشخصية؟
– نسيتها في سترتي الأخرى يا سيدي .. أرجو المعذرة. حضرتك من فرقة اليمين؟
– نعم .. لماذا تسأل؟
– بلّغ تحياتي للسيد عبد المعطي الشاكري.
– هل تعرف عبد المعطي الشاكري.
– ابن عمومة وصديق العمر.
– نأسف للإزعاج، تفضّل وسنبلغ الحاجز القادم عدم التعرّض لمركبتك. في أمان الله، رافقتك السلامة.
بعيدًا عن ذلك المكان، أوقفته دورية أخرى وطلبوا منه مغادرة العربة بهدوء.
– بطاقتك الشخصية؟
– نسيتها في سترتي الأخرى يا سيّدي .. أرجو المعذرة. حضرتك من فرقة اليسار؟
– نعم .. كيف عرفت؟
– بلّغ تحياتي للسيّد ادوارد مرعي.
– هل تعرف السيد ادوارد مرعي؟
– ابن عمومة وصديق العمر.
– نأسف للإزعاج، تفضّل وسنبلغ الحاجز القادم عدم التعرّض لمركبتك. في أمان الله، رافقتك السلامة.
بعيدًا عن ذلك المكان، أوقفته دورية أخرى وطلبوا منه مغادرة العربة بهدوء.
– بطاقتك الشخصية؟
فكّر قليلاً وأجاب بكبرياء وصلف.
– ليس لديّ سوى هاتين الورقتين .. هل تكفي؟
وضع الرجل ورقتين من فئة المائة دولار في جيبه الخارجي وهمس
– نعم تكفي. وكيف له أن يعرف بأن الأوراق المالية مزوّرة!
تذكر مقولة إذا كان عليك أن تضرب فأوجع! وعند الحاجز التالي أخرج صاحبنا وثيقة كُتِبَ عليها بالبنط العريض وباللغتين العربية والانجليزية.
تقديم كافّة أوجه المساعدة اللوجستية لحاملها على الفور.
التوقيع
القائد العام لقوات الطوارئ الدولية جون ..
ذيّلت الوثيقة بختم غير واضح لكنّه كان كافيًا ليصل صاحبنا إلى مركزه المرموق كمستشار لوزارة الخارجية، على أمل ترقيته في القريب العاجل وزيرًا لها.