محمود عبد اللطيف قيسي
منذ انطلاقة بعض فصائل الممانعة الرافضة لكل الحق الفلسطيني ،والتي تأخرت عن ركب النضال الفلسطيني الحديث أكثر من اربعين عاما ، من اجل المماحكة والمناكفات السياسية مع منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح والدول العربية الداعمة لكليهما ، تنفيذا لقرار داعميهم بالعالم الحالمين والآملين بإدارة المنطقة العربية ، للتسلط على رقاب شعوبها إن نجحوا بالوصول لسدة الحكم عن طريق الديموقراطية ، التي يؤمنوا بها أن فازوا فيها واستولوا على مقدراتها ، ويكفروا بها وبمنظميها وبالناخبين إن خسروها وانغلقت بوجههم سبلها ، ثم تنفيذا لقرارهم ولقرار بعض الحالمين بعودة عهود الصليبية الأولى اللذين عاثوا في أرض العرب وفي فلسطين فسادا ، وعصور كورش المتصهين الأول منذ ما قبل الميلاد الذي أعاد الحلم والوجود اليهودي لفلسطين ، وسنين السلالات الصفوية المتعاقبة التي نالت من الإرادة العربية الإسلامية وحريتها ووحدتها ، وحلمت دائما بدوس العرب وجز رقابهم .
وبعد قرار بعض الأطراف المائعة الممانعة الرافضة بالمطلق للحق الفلسطيني ، عبر محاولاتها الدائمة تسليم القرار الفلسطيني المستقل للغير الذي هانت عليه أرضه ودماء شعبه ، ومن وراءهم باني جدار يأجوج ومأجوج العنصري الذي يتلوي فوق أرض فلسطين الشرقية ، أصدروا أوامرهم لحركة الرفض الجديدة بإطلاق بعض الأجنحة والكتائب العسكرية ، ليس من أجل رفد المقاومة الفلسطينية بالرجال والعتاد من أجل التحرير، التي سلبوا اسمها بغفلة من زمن ( والله زمن يا سلاحي ) ، ومن التحررية الوطنية ( طل سلاحي من جراحي ) ، وبموافقة الرديء منه المتخفي خلف الأقنعة والمكياجات العالمية ، المتسلح بالتعابير والمفاهيم الدينية حسب الحاجة والمقتضى ( في وجه من ترفع سلاحك ) ، من أجل حتمية توجيه الضربة القاضية الدموية للثورة والقضية الفلسطينية ، وللسلطة الوطنية الفلسطينية التي يأمل أن تكون البوابة المنطقية للدخول للدولة الفلسطينية المستقلة ، بعد فشل الضربة الفنية الأولى بواسطة المهاترات والمزاودات والمؤمرات السياسية ، التي نفذتها بعض الأطراف الفلسطينية المتواطئة ، بالإشتراك مع اطراف خارجية عديده متعاضدة ومتقاسمة خطط وخيوط المؤامرة معها ، وذلك بسبب قوة نفوذ الرئيس الفلسطيني الشهيد ياسر عرفات وخليفته الرئيس محمود عباس( أبو مازن ) من بعده ، اللذين تفننا وبرعا بإدارة كل الملفات الصراع مع الآخرين ، بما فيه الصراع مع بعض اطراف المعارضة الفلسطينية ذات المواقف السلبية ، المنطلقة من أجندات غير فلسطينية ، التي عملت دائما لحياكة المؤمرات ضد الشرعية الفلسطينية بهدف اسقاطها ، والظهور بمظهر الممثل الشرعي الحقيقي للشعب الفلسطيني ، وخير دليل وشاهده مؤتمر الرفض والممانعة تحت اسم ( قمة غزة ) خلال حرب اسرائيل الدموية الاخيرة على غزة التضحية والضحية والصمود والثورة ، الذي احتضنته عاصمة الغاز المسيل لدموع التماسيح الباكية على عذابات الشعب الفلسطيني دون تقديم حتى عينات مساعدة ، وللعاب بعض الفلسطينيين المختالين المغمورين الباحثين عن الشهرة والقيادة ، المنطلقين من الطفولة والرعونة السياسية ، والذين جلسوا به على مقعد فلسطين التي يرونها دولة فلسطين أن سمح لهم بالجلوس على مقعدها ، وسلطة رام الله ان مثلتها الشرعية الفلسطينية الحقيقية ، كالطووايس الهزيلة منزوعة الريش عالية الصوت كالطبول التي تسمعك قرقعة ولا ترى لها طحنا ، وإن لم يجرؤوا على الجلوس عليه خوفا من انفسهم وشعبهم الرافض لهم ولأجنداتهم الخارجية الخفية والواضحة ، ومن أمتهم التي عرفت مكنونات أنفسهم ، وتأكدت من محاولات بيعهم وقضاياهم لغيرهم الراغب بتمزيق صفهم ووحدتهم ، إلا وأمامهم يافطات كتبت عليها أسماؤهم الشخصية ، والتي هي نفسها خجلت من افعالهم وكبرهم ومكرهم الكّبارا على فلسطين الوطن والشعب والمصير والقضية وذلك بمعية بعض الاطراف الداعمة والمؤيدة أو الصامتة الضعيفة المصادرة القرار من غيرها ، والتي كل منها يغني على ليلاه الأسود الحالك بعد أن أهلك أكثرها الحرث والنسل ووضَعت حد وبالقوة لآمال وتطلعات وحقوق شعوبها بالحياة الأفضل وبالديمقراطية ، وأهمها تلك المتخصصة بالمعزوفة المكبوتة المهداة لشعبها كالسراب في قيعة ليحسبه الظمآن … ، بعد أن حسِبها إعدادا واستعدادا للحرية والتحرير طال أمده وطال انتظاره ، والتي لا يسمح للطير وكل اشكال المقاومة حتى بالتفكير والاقتراب او تجاوز خطوط حدود الرابع من حزيران ، التي يبدوا انها ثبتت بعد ان رسمت بفعل الزمن الغابر والغادر بالاحمر الداكن .
كما وصراعهما الدائم مع الكيان الاسرائيلي والداعم له متسلحين بقوة وإرادة وتصميم شعبهما الفلسطيني على البقاء والانتصار والحرية ، والذي مارس كافة اعمال واشكل التصفية والحرب القذرة ضد الوجود والتواجد الفلسطيني في كل اماكن الشتات ، والذي توج أخيرا بقراره اغتيال الشهيد عرفات الذي وقع بالجملة من اطراف عدة صهيونية ومتصهينة واضحة المعالم بعدائها للشعب الفلسطيني وثوابته ، ابتعدت عنها الأنظار والبوصلة والتهمة بفعل ونشاط الاعلام الصهيوني والمتصهين ، لتصلق بعد عملية جراحة تجميلية فائقة الصناعة والجودة صنعتها أصابع الغدر والخبث والخيانة ، بأطراف فلسطينية وطنية مناضلة شريكة بالهم والغم وادارة الصراع ، تعلم هي يقينا وغيرها حكما والصهيونية لزاما أنّ دورها بالتصفية آت لا محالة ، ما دامت اسرائيل عاقدة العزم على تصفية القضية الفلسطينية وقادتها ، وما دامت مجموعة المعارضين للشخصية والهوية الوطنية المستقلة المستهترين بالجسم الفلسطيني المتهالك ، عاقدة العزم على لي الذراع القوية للشرعية الفلسطينية المناضلة ، المحافظة بكل ما أوتيت من قوة على القرار الوطني الفلسطيني ليبقى حرا مستقلا ، رغم المحاولات الشيطانية وغير الرحيمة التي بذلتها مجموعة الأعداء للجمه أو السيطرة عليه ، اللذين أضيف لهم كعلامة من علامات يوم القيامة روبوتات بعض من سلبوا المقاومة مفهومها ، والتي ركب لها قلب خارجي المنشأ لضخ الدم الأزرق في عروقها ، لإجبارها على الإستهتار بكل المسلم الذي دمه وماله وعرضه حرام ، والذي لا يجوز أن يظلمه الأخ المسلم حقيقة أو ادعاءا أو يسلبه أو يشتمة ، فكيف به إن فتك به وقتله ، والتي ما زالت مصرة وبضراوة على حمل القوس والنشاب ورمح وحشي البغيض قاتل الأسود لغرسها في القلب الفلسطيني الوطني المناضل ، لإسالة دماءه الحمراء الصادقة النقية في غير وقتها وفي غير محلها ومكانها ، متمعة كنيرون حارق روما بتقطيع أوصال الشعب الفلسطيني وتدمير إنجازاته ، وبتحطيم وتكسير ركبه وأرجله حتى لا يقوى على حمل السلاح ثانية ، وحتى لا يفكر بالمسير إلى الأمام لتحرير أرضه التاريخية ، أو أن يقف شامخا مدافعا عن أرضه وشعبه ووطنه ضد تجاوزات الاحتلال وأزلامه ، وتزهوا هذه الروبوتات بعد أن نفذ وقودها بانتصاراتها الزائفة المزيفة من على خشبات ومنصات الفنادق ، بعد أن تخلت بإرادتها وأخلاصا لوعودها وتنفيذا لمهماتها عن الخنادق ، ما دام عندها القادة الفارين من ساحات الجهاد والوغى إلى سيناء بلباس إمرأة ، أوالكوادراللذين اختفوا لواذا غير متحرفين لقتال أو متحيزين إلى فئة ، وإن تمترسوا ببعض الطرق وخلف البنايات لإطلاق النار على أبناء فتح ، أهم عندههم من شعب غزة الجريح الذي خدع بها وببرامجها الضبابية الضلالية الظلامية ، وسال دمه غزيرا عزيزا دون أن يفضي به لفناء الحرية ، لنجاحها بسلب ومصادرة قراره ، والسيطرة على غزة بفعل المال السياسي ولقمة العيش والمساعدات والسلاح الغادر ، وبتأثير الإفتاءات الدينوسياسية التي أضاعت فلسطين سابقا وصنعت نكبتها ، وتتهيأ حاليا لإنهاء وشطب القضة واسمها من خارطة وضمير العالم ، ولنجاح هذه الروبوتات الدموية بإخاطة سحاب على الفم الغزي الرهين الذي لا يسمح له بفتحه إلا للأكل والتثاؤب وللهتاف بحياة قادتها الملهمين المعصومين حراس ولاية الفقيه ، هذا إن تمكنوا من حشد غالبيته بالكرباج والعصا لحضور احتفالاتهم ، أو من حشد بعضه اللآخر المهددين بجزرة المساعدات الغذائية وعصا العاملين عليها ، أو بحشد الغالبية من كوادر الحركة وأهلهم ومناصريهم المنتظرين دائما إقتسام وتوزيع الغنائم والمساعدات والمال الداخل لغزة عبر أنفاق الموت وحقائب قادتهم بالملايين ، هذا إن كان الجو آمنا غير ماطر ، أو إن أمنوا شر فيروس الخنازير الذي لا يهمهم أن يفتك بالحشد الآخر من عوام الفلسطينيين .
Alqaisi_jothor2000@yahoo.com