فى واحد من أهم المؤتمرات والندوات الدينية والسياسية التى أقيمت مؤخراً فى القاهرة ، عقد مركز يافا للدراسات والأبحاث مؤتمراموسعا تحت عنوان " المآذن فى سويسرا : نحو موقف إسلامى جاد لرد الهجمة الغربية على الإسلام " حضره وقدم أبحاثه لفيف من كبار العلماء والسياسيين ، منهم فضيلة الشيخ الدكتور / محمد عبد المنعم البرى رئيس جبهة علماء الأزهر وعميد مركز الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر – الداعية الشيخ الدكتور / الغزالى عيد من علماء الأزهر الشريف – الأستاذ / منتصر الزيات محامى الجماعات الإسلامية فى مصر – الأستاذ عبد التواب مصطفى المدير العام للبرامج الدينية فى التليفزيون المصرى – الدكتور محمد مورو المفكر الإسلامى ورئيس تحرير مجلة المختار الإسلامى – الشيخ عبد الحميد بركات الأمين العام لحزب العمل الإسلامى فى مصر – الدكتور حمدى المرسى رئيس مؤسسة القدس العالمية – الشيخ الدكتور جواد رياض من علماء الأزهر الشريف – الأستاذ فاروق العشرى نائب رئيس الحزب الناصرى وأمين التثقيف بالحزب – وممثلى نقابات الأطباء والصحفيين والمحامين وصحف (اليوم السابع – الديار – الأنوار – الميدان – صوت الأمة – اليوم – جيل الغد – الأحرار – الأهرام – عقيدتى – اللواء الإسلامى-بر مصر- المطرقة- والعديد من الفضائيات العربية فى مقدمتها (قناة التواصل – الرافدين – الأقصى – رامتان وغيرها) وأدار الندوة د.رفعت سيد أحمد المفكر العربى الإسلامى والمدير العام لمركز يافا للدراسات والأبحاث بالقاهرة . هذا وقد خلص المؤتمر إلى جملة من النتائج والتوصيات كان أبرزها :
أولاً : أكد علماء الإسلام على أن الاستفتاء ثم القرار السويسرى بحظر بناء المآذن فوق المساجد فى سويسرا ليس مجرد إجراء إدارى يتصل بشأن سويسرى داخلى ولكنه قرار رسمى عنصرى ضد الإسلام والمسلمين ، وذلك لأن المئذنة تعد شعيرة أصيلة من شعائر المسجد ولا يعرف المسجد إلا بها ، ولا يمكن معرفة الفارق بينه وبين الأبنية الأخرى إلا من خلالها ، والرسول صلى الله عليه وسلم جعلها جزءا من إقامة الصلاة حين كان يأمر بلال أن يؤذن فى الناس من فوق مكان مرتفع ، إلى أن استقرت لدى الخلافة الأموية وما تلاها كشعيرة رئيسية من شعائر المسجد ، وجزء أساسى من بنائه ومعماره ، وبالتالى فإن القرار السويسرى الذى يبدو ظاهرة وكأنه قرار إدارى داخلى ليس سوى قمة جبل الثلج ، ثلج الكراهية الغربية الدفينة ضد الإسلام والمسلمين خاصة وسويسرا ليس بها سوى 150 مسجدا منهم 5 فقط لهم مآذن أى أنه ليست هناك مشكلة فلماذا التعنت فى اصدار القراروفى هذا التوقيت؟ ان باقى (جبل ثلج الكراهية) سيظهر قريباً على شكل مواقف وقوانين وسياسات عنصرية تستهدف الرموز والمقدسات الإسلامية بل قد تطال الوجود الإسلامى ذاته فى أوروبا .
ثانياً : كشف العلماء والمؤرخون والسياسيون المشاركون فى المؤتمر على أن الدول الغربية الآخرى مثل (فرنسا – إيطاليا – ألمانيا) قد بدأت تحذو حذو سويسرا فى الاستفتاء ليس على منع بناء المآذن بل منع بناء (مساجد جديدة) ، والبعض الآخر دعى الى منع الحجاب والنقاب والبعض الثالث لطرد الجاليات المسلمة من تلك البلاد رغم أنهم مواطنون أوروبيون قبل كل شىء ولهم فضل كبير فى تقدم وعمران تلك البلاد التى تطالب بطردهم ، ان هذا – كما اكد المشاركون فى المؤتمر – يعكس الروح العنصرية التى تجتاح الغرب ضد المسلمين انطلاقاً من سويسرا التى كانت تزعم أنها بلد الحياد والحرية والاحتضان لكل الأقليات .
ثالثاً : طالب العلماء المشاركون فى الندوة وأفتوا صراحة بضرورة إشهار سلاح المقاطعة الاقتصادية للسلع والبضائع السويسرية ووضعوا قائمة بها وفى مقدمتها (الساعات – الشيكولاته – الألبان – الجبنة ) والتى تستهلك بكميات كبيرة فى البلاد الإسلامية ، وأفتوا بحرمة وضع أموال المسلمين فى بنوك سويسرا وبحتمية سحب الودائع البنكية المودعة بها واعادة استثمارها فى بلاد المسلمين وفى ذلك ليس فحسب تأديب لسويسرا على قرارها الجائر والعنصرى الخاص بحظر بناء المآذن فحسب ، ولكنه يمثل اعادة جادة لأموال المسلمين فى الخارج واستثمارها فى مشاريع التنمية داخل بلادنا ، وهنا – كما أشار العلماء – رب ضارة نافعة ، فقط على أثرياء العرب والمسلمين الذين يودعون أموالهم فى سويسرا العنصرية أن يضعوا الدفاع عن الرسول والإسلام ورموزه وشعائره فى أولوية سابقة لمصالحهم الخاصة، وعلى الحكومات المسلمة ومؤسسات الدعوة الإسلامية أن تتكاتف معاً من أجل رد الهجمة الغربية على الإسلام التى تقودها سويسرا بقراراتها الجائرة فى حق الشعائر والمقدسات والرموز الإسلامية .