أرشيف - غير مصنف

الديمغرافية الأوربية والاسلام

عمرو الجندى

[email protected]

الديمغرافية هو علم يختص بدراسة المجتمعات البشرية من حيث احجامها وبنائها وتطورها وخصائصها العامة ولا سيما من النواحى الكمية ولنربط الامر بما يحدث الان فى اوربا من سلسلة من الانتهاكات والاضطهادات الموجهة للمسلمين من حوادث كان اخرها ما مقتل الدكتورة مرورة الشربينى واعتبر العديدون ان الامر ما هو الا عمل فردى من شخصية متعصبة .

ولم يمر بضعة شهور حتى تحول الامر الى قضية دولية فى القضية المتعلقة بالمآذن والتى تم التصويت عليها فى التاسع والعشرين من نوفمبر الماضى حيث اجمع 57 % على عدم بناء المآذن داخل سويسرا مرة اخرى على الاطلاق , ان ذلك التصويت لا يدل سوى على  المخاوف الاوربية من تزايد الجموع الاسلامية وانتشار الاسلام فى اوربا حيث ان ذلك التصويت لا يدل الا على تلك الهواجس الا الهجوم العنيف من قبل بعض الجماعات فى اوربا الذين نادوا بهدم المآذن .

وتزين الماذن بالفعل مئات المساجد التي بنيت في أنحاء القارة في العقود الاخيرة حيث زادت الهجرة من أعداد السكان المسلمين زيادة كبيرة ويقدر عددهم الان بما بين 15 و18 مليون نسمة الى حد أن الديانة الاسلامية باتت ثاني اكبر ديانة من حيث عدد من يعتنقونها في بعض الدول.

ونقلا لبعض الاراء من الشارع العربى وجدت ان بعضهم لا يأبه بذلك التصويت ولا يمثل لديه اى مخاوف او قلق على اطلاق بقوله انها بلادهم ولهم الحق فى اجراء اى توصيت محافظة على دياناتهم حيث ان الامر صار مقلقا لديهم من تزايد الاعداد التى تعتنق الاسلام فى الاونة الاخيرة , وعلى الجانب الاخر يرى البعض ان الامر يكاد يكون اهانة للاسلام وللمسلمين حيث انه لم يتم فى اى دولة عربية او اسلامية اى تصويت من ذلك القبيل لهدم الكنائس حيث ان الدين الاسلامى يحترم كل الاديان وتماشيا مع المبدا الذى يقول – الدين لله والوطن للجميع . كما ان الفئة المحايدة ترى ان التصويت لن يؤثر بشىء حيث من حق اى دولة ان تقوم بالمباردة لاى تصويت ترى فيه مصلحتها ومصلحة الامن العام حيث يرى هؤلاء ان الدين الاسلامى ابدا لن يتاثر بوجود المآذن من عدمها .

 

ووقفت عند راى يقول الدين باشخاصه لا بمآذنه , وهنا فكرت طويلا حيث رايت ان الدين الاسلامى للاسف لا يملك اى اشخاص على الاطلاق حيث ان معظم الاراء جاءت باردة لا تملك اى حس دينى او غيرة او حتى حزن على ما حدث فالامر لا يتعلق بالمآذن فى حد تصورى ولكن الامر اعمق بكثير , لنعتبر ان المآذن مبدأ ما او شعار ما وجاء احدهم لانتهاك او التطاول على مبدأك كمسلم ولكن ما فعلته ازاء ذلك هو الوقوف منتظرا نتيجة التصويت , الامر بوضوح اكثر ان كان هناك من يحمى الاسلام ويصوره كما هو اسلام السلام وليس كما يصوره الاعلام الغربى بالارهاب , واصدقكم القول اننا نحن المسلمون لا يستطيع الكثيرون منا من وضع الفرق بين تعريف الارهاب والاجرام .

 

للاسف نحن مقصرون ولا الوم من يتطاول على الاسلام حيث ديننا بلا قوة تحميه واعلامنا بلا شكل او معنى ولا يملك استراتيجية موحدة لنقل الصورة الصحيحة عن الاسلام , الان وقد تم اقرار عدم بناء المساجد بسويسرا فهل سيصل الامر الى دول اوربية اخرى وهل بات الامر الان ان الاسلام هو الاضحوكه العالمية وكل من هب ودب له الحق فى اصدار القرارات التى تسىء للاسلام , لاين ستاخذنا المخاوف الديمغرافية الاروبية ؟ ولمتى سنظل فى انتظار الامدادات لندافع عن ديننا كما يجب ؟ يبقى السؤال بلا اجابة

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى