أرشيف - غير مصنف

لا بديل عن مرجعيات العملية التفاوضية لاستئناف المفاوضات

 
 المحامي / لؤي زهيرالمدهون
عضو اللجنة الوطنية – حزب فدا
 
لم ولن تستطع ادارة الرئيس الامريكي باراك اوباما بوضع خطة امريكية لاحياء عملية السلام بإستئناف المفاوضات بين الجانب الاسرائيلي والفلسطيني من النقطة التي توقفت عندها المفاوضات في ظل حكومة كاديما برئاسة ايهود اولمرت بسبب الازمة السياسية حين ذاك في اسرائيل الناتجة عن ما نسب لـ أولمرت من قضايا فساد ، وخاصة في ظل تهرب نتنياهو وحكومته اليمنية المتطرفة من مرجعيات العملية التفاوضية ومن تنفيذها للالتزامات والاتفاقيات الموقعة وخاصة وانها ترتكز في تهربها وتنكرها إلى ما يواجهه الرئيس اوباما من ضغط كبير من قبل تيار المحافظين واللوبي الصهيوني ونفوذ الحكومة الاسرائيلية غير العادي داخل الولايات المتحدة والذي لم يتوقف منذ إعتلائه سدة الحكم ، مما حذا بالرئيس الامريكي اشراك نتنياهو في افكاره ورؤيته بوضع اتفاقية امريكية منسجمة مع رؤى اليمين المتشدد في اسرائيل لتصاغ فيما بعد لتصبح وثيقة أو رقة ضمانات يحملها المبعوث الامريكي جورج ميتشل للمنطقة لتجديد محادثات السلام بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية وان كان هنالك بعضا من القضايا لا تزال عالقة يسعى نتنياهو إلى تذليلها من خلال اتصاله وتواصله مع الحكومة المصرية ومن خلال لقائه ومحادثاته مع الرئيس المصري حسني مبارك والتي كان محورها يرتكز على اشتراطات مرجعيات العملية التفاوضية والتي اكد عليها الرئيس مبارك بموقفه الصارم بأن تكون القدس مشمولة في المفاوضات وأي حل ، ولا بد من وقف الاستيطان ، ووضوح المرجعية الدولية للسلام معززا بذلك الموقف الفلسطيني ، حيث أطلع نتنياهو الرئيس مبارك على بنود الاتفاق مع الادارة الامريكية الذي وضع لمساته الاخيرة بصورة تجعله يراوغ فيها ، حيث تضمن الاتفاق وفقا لما سربه يوسي بيلن زعيم حزب ميريتس الاسرائيلي استعداد نتنياهو لقبول اقتراح الولايات المتحدة على تخصيص 24 شهرا من المحادثات ، لكنه لا يريد أن يعلن أن الهدف هو التوصل الى اتفاق بحلول نهاية تلك الفترة !!! وكذلك موافقته على أن هدف المحادثات هو انهاء الصراع والتوفيق بين الموقف الفلسطيني من اقامة دولته المستقلة على أساس حدود عام 1967 ، مع تبادل للأراضي المتفق عليها ، والموقف الإسرائيلي من الدولة اليهودية !!!! مع حدود آمنة معترف بها والتي من شأنها تلبية احتياجات إسرائيل الأمنية !!! مخالفا ذلك قائلا في خطابه أمام سفراء وقناصل إسرائيل بأن سينشر قوات عسكرية إسرائيلية على طول الحدود الشرقية للدولة الفلسطينية المستقلة المنوي إقامتها في حال تم التوصل لاتفاقية سلام بين الطرفين, معللاً إشتراطه الذي أعلن عنه لأول مرة لمنع تهريب الأسلحة !!!! وموافقته على وضع القدس ستناقش في المفاوضات ، ولكن لم يوافق على اي شروط مسبقة بشأن هذه المسألة !!! ،  ولإستعداده لمناقشة مسألة اللاجئين في إطار متعدد الأطراف ، ولإستعداده للالتزام بجميع الاتفاقات الموقعة سابقا، ولكنه غير مستعد للإلتزام بدعم المبادرة العربية ؟؟ ، ولكنه مستعد ليقول ان كلا الطرفين ياخذون بعين الاعتبار المبادرات الدولية التي تسهم في تقدم عملية السلام مثل المبادرة العربية للسلام!!!
بإعتقادي إن الاتفاق الذي توصل له الرئيس اوباما مع نتنياهو لم يكن كافيا وما زال الموقف الامريكي اكثر انحيازا لاسرائيل وكيف لا و نتيناهو له الباع الاكبر في وضعه للمسات الاخيرة لهذا الاتفاق الغير مستند إلى القرارات الاممية وخاصة القرارات 242 ،252 ، 338 ، 194 فيما يتعلق بقضية اللاجئين والقرار 1515 والقرارات ذات الصلة بحل النزاع الفلسطيني الاسرائيلي ، وكذلك تضمنه لمبدأ يهودية الدولة والمرفوض فلسطينيا وخاصة وانه يمس مستقبل مليون ونصف مليون فلسطيني يقطنون فلسطين المحتلة عام 1948 ومن شأنه ايضا أن ينسف وينهي القرار 194 المتعلق بحق العودة إلى الاراضي المحتلة عام 1948 والتعويض ، وهنا نتسائل على أي أساس وعلى أي أرضية سياسية ستحل قضية اللاجئين ؟ !! ، وكذلك لم يتضمن الاتفاق العودة إلى المفاوضات من نقطة توقفها مع الحكومة السابقة وبما يضمن تنفيذ قرارات الشرعية الدولية القاضية بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي عن كامل الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967 وضمان حق شعبنا في العودة وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس والالتزام بما تم التوصل إليه حيث نص الاتفاق على الالتزام فقط بالاتفاقيات الموقعة متجاهلا مرجعيات العملية التفاوضية التي طالبت منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية إلتزام الحكومة الاسرائيلية بها كأساس لاستئناف العملية التفاوضية وخاصة فيما يتعلق بالالتزام الاسرائيلي بإيقاف كافة اشكال الاستيطان في الضفة الغربية والقدس بما فيه النمو الطبيعي و  بصورة دائمة لا إلى تجميده لعشرة شهور ، وخاصة وأن مرجعيات العملية التفاوضية والتمسك بها هو مطلب شعبي وعربي واسلامي وخاصة بعد تبني كافة المؤسسات الوطنية والتشريعية الفلسطينية لهذه المرجعيات وهذا ما أكده الرئيس مرارا وتكرارا في كل المحافل الوطنية والدولية والاعلامية سواءً على لسانه او على لسان متحدثيه والتي كان اخرها  على لسان رئيس دائرة المفاوضات بمنظمة التحرير خلال حديثه مع الاذاعة الاسرائيلية عن الموقف الفلسطيني الرافض للاستيطان المؤكد بأن الرئيس لن يعود للمفاوضات دون تجميد كامل للاستيطان ، وحتى لو وصل الامر إلى عدم عقد القمة الثلاثية المزمعة بين مبارك وعباس ونتنياهو ، وهذا يعزز رؤيتنا بفشل الرؤية الامريكة الاسرائيلية التي سيحملها جورج ميتشل الى المنطقة قريبا بصورة وثيقة ضمانات تسلم نسخة منها إلى الجانب الفلسطيني ونسخة أخرى إلى الجانب الاسرائيلي .
رغما عن اشراك ومشاركة بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الاسرائيلية في وضع الخطة الامريكية محل التداول فيما يتعلق بإستئناف المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية العالقة منذ اكثر من العام ونصف العام إلا أن صوت الدبلوماسية الاسرائيلية ومن خلال وزير الخارجية الاسرائيلية المتطرف ليبرمان ما زالت تروج إلى إلى عدم امكانية إنهاء الصراع مع الفلسطينيين خلال العقد الحالي ولا حتى خلال العقد القادم زاعما بأن اسرائيل دوما هي من تقدم التنازلات واللفتات للفلسطينيين متهما اياهم بإختلاق الذرائع لعدم انهاء الصراع ، مستندا إلى حالة الانقسام والتشرذم الفلسطيني مما حذا به ليشكك بتمثيل السلطة الوطنية الفلسطينية لسكان قطاع غزة وجزء كبير من فلسطيني المهجر كورقة ضغط على منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية مراهناً وحكومته بأن القيادة الفلسطينية ستقبل المفاوضات وفقا للاتفاق الاسرائيلي المصاغ بصورة خطة او ورقة ضمانات او وثيقة امريكة أو ما يسمونها لاستئناف المفاوضات خوفا من أن تسد حماس والجهاد الاسلامي هذا الفراغ بشروعهم بالمفاوضات مع الحكومة الاسرائيلية كبديل عن منظمة التحرير ، وهذا يدلل بأن اسرائيل تراهن على حالة الانقسام الفلسطيني لانتزاع اكبر قدر من المكاسب السياسية المتوجة بمكاسب مادية ملموسة سواء على صعيد الاراضي والمقدسات او على صعيد القرارات الدولية التي تحاول استبدالها بقرار وحيد ناتج عن ما سيتم الاتفاق عليه ليلغي كافة القرارات السابقة التي كانت عقبة ومازالت في تحقيق اطماع الدولة العبرية في المنطقة ، لذا المطلوب فلسطينيا هو التوحد بإنهاء حالة الانقسام والرجوع إلى الشعب من خلال صناديق الاقتراع ليقول كلمته ، وفقا لاتفاقية وطنية واضحة المعالم غير قابلة للتأويل او التحريف حفاظا على الانجازات الوطنية وعدالة قضيتنا  .
 

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى