أرشيف - غير مصنف

البشري: النظام المصري يتحالف مع إسرائيل لتعزيز بقائه

قال نائب رئيس مجلس الدولة الأسبق والمفكر الإسلامي، المستشار طارق البشري، إذا كان النظام المصري لا يزال يعتبر غزة تحت الاحتلال الإسرائيلي فإنه ببنائه جدارا فولاذيا على الحدود مع قطاع غزة، يقوم بتدعيم إسرائيل بحماية احتلالها ويتخذ من الإجراءات ما يحقق الحماية لهذا الوضع.

 
وأشار البشري في ندوة بمركز الدراسات الاشتراكية أمس الأول، إلي أن النظام المصري لا يمنع الفلسطينيين من أن يحاربوا بسلاحهم وبمقاومتهم فقط وإنما يقوم بمحاربتهم في الاحتفاظ بهذا الحق، مضيفاً أن هذه الأفعال تدعو للعجب، ويجب أن يسأل عنها النظام المصري.
 
ونقلت صحيفة "الدستور" المستقلة عن البشري وصفه للمسئولين في النظام المصري في حديثهم عن الأمن القومي بأنهم أشباه مسئولين، حيث لديهم معرفة تخصصية في شئون الأمن، بل لديهم خلل في مفهومهم عنه، ويعتقدون أن أمن مصر القومي يكون في مواجهة من يهددها بالسلاح، وليس في مواجهة إسرائيل،
 
وأن هناك اتفاقيات ومعاهدات بينهم، وهذا غير صحيح علي الإطلاق، فإسرائيل إذا كانت تري النظام المصري الحالي جيداً في التعامل معها، فإنها لا تضمن من يأتي بعده وتعلم جيداً مدي السخط الشعبي تجاهها، ولذلك فإنها تعتبر مصر عدوها الأول.
 
وتابع البشري: القائمون علي السياسة في مصر لا يعلمون أن أمن مصر القومي يتعلق بالمجال الأمني خارج حدودها الإقليمية.
 
وأشار البشري إلي أنه علي النظام المصري والذين يتحدثون عن أمن مصر القومي أن يعلموا جيداً أنه لا أمن لمصر دون أمنها شرقاً وهو المتمثل في فلسطين وبمفهوم أوسع أمن بلاد الشام، وأمنها جنوباً حيث السودان.
 
وقال البشري إن الجدار الفولاذي يخضع لحكم السياسة، مضيفاً أن للقانون أطراً وحدوداً، كما أن هناك مصالح متعارضة ومتناحرة ووجهات نظر مختلفة تجددها المعاهدات والاتفاقيات السياسية، ثم تدخل في إطار القانون الدولي العام، لافتاً إلي أنه في الجوانب القانونية عموماً، والقانون الدولي علي وجه الخصوص يتم النظر فيه بعد النظر في السياسة وأوضاعها.
 
وأضاف البشري في ندوة بمركز الدراسات الاشتراكية أمس الأول، أن القانون يحمي الحق في شكله العام، فما نعتبره حقاً نجد القانون في صالحه، مشيراً إلي أن الأنفاق تعد أمراً غير طبيعي شاقاً علي الفلسطينيين، وأن العبور الطبيعي وفقاً للقانون عن طريق معبر رفح، لافتاً إلي أن النظام المصري بغلقه المعبر، وقيامه بإنشاء الجدار الفولاذي، إنما يشارك في خنق الفلسطينيين، والاعتراف باحتلال إسرائيل لغزة رغم جلاء القوات الإسرائيلية عنها، مشيراً إلي أن بناء الجدار الفولاذي في الوقت الذي لا يتم فيه فتح المعبر، يعد تأميناً لإسرائيل.
 
واعتبر البشري أن ما يقوم به النظام المصري الآن هو التحالف الاستراتيجي مع العدو الاستراتيجي ليس حماية للأمن القومي وإنما حماية لبقاء النظام، مشيراً إلي أنه منذ خمسين عاماً ونحن نعرف أن الولايات المتحدة هي العدو الاستراتيجي لنا، وأصبحت منذ 20 عاماً فقط الحليف الاستراتيجي.
 
وانتقد البشري ما يتردد علي لسان النظام بأن ما يقوم به حالياً يعكس بعد نظره، لافتاً إلي أنه لا يوجد خير مثال علي ذلك لضيق الأفق، فالسادات عندما قرر توقيع اتفاقية السلام مع إسرائيل قال إنه إذا لم يقم بذلك فسيخسر أمريكا ويكون عدوها وسنحاربه، أما إذا قام بتوقيع السلام فسيكون حليفها الأول، وبعد مرور عام علي الاتفاقية، ازدادت مكانة إسرائيل عند أمريكا وازداد تحالفهما.
 
انتقادات حادة للموقف المصري
 
في نفس السياق، قال الكاتب البريطاني "سيوماس مايلن" في مقال له اليوم السبت بصحيفة "جارديان" البريطانية، إن منع السلطات المصرية لقافلة "شريان الحياة 3" الأخيرة من دخول قطاع غزة عرَّى تمامًا مشاركة الحكومة المصرية في جريمة الحصار الذي تقوده الولايات المتحدة وأوروبا على غزة والعقاب الجماعي على مليون ونصف المليون من سكانها.
 
ونقل "المركز الفلسطيني للاعلام" عن مايلن، قوله: أنه طيلة الأسبوعين الماضيين ظلَّت مجموعتان من مئات النشطاء في صراع مع الشرطة والمسؤولين المصريين من أجل العبور إلى قطاع غزة؛ لإظهار تضامنهم مع مواطنيها المحاصرين بمناسبة الذكرى الأولى للاعتداء الصهيوني المدمِّر على غزة.
 
وقال الكاتب : إنه رغم أن هذه المواجهات تمَّ تجاهلها بالغرب فإنها كانت حدثًا رئيسيًّا لأجهزة الإعلام بالشرق الأوسط أضرَّ بمصر، وفي الوقت الذي قالت فيه الحكومة المصرية إنها ببساطة تدعم سيادتها الوطنية، فإن قصة البطولة هذه عرَّت تمامًا مشاركتها في جريمة الحصار الذي تقوده الولايات المتحدة وأوروبا على غزة والعقاب الجماعي على المليون ونصف المليون من سكانها.
 
وأوضح أن "إسرائيل" المتزعِّم الرئيسي لعملية الحصار تسيطر فقط على ثلاثة جوانب من القطاع، وبدون مصر التي تسيطر على الجانب الرابع من القطاع فإن الحصار سيكون غير فعال.
 
وأضاف مايلن أن النظام المصري بسبب عدم احتماله تلك الأنفاق التي أنقذت الغزيِّين من التسوُّل التام فإنه يقوم الآن ببناء "جدار العار" كما يسميه العديد من المصريين، تحت إشراف أمريكي لصيق من أجل إكمال عملية حصار غزة.
 
وأشار الكاتب إلى أن هناك عاملين آخرين يبدو أنهما حاسمان في إقناع مصر بالخضوع للضغط الأمريكي والصهيوني وإغلاق الباب أمام فلسطينيي غزة ومناصريهم، الأول هو تهديد واشنطن بقطع المعونات عن مصر إذا لم توقف تهريب الأسلحة والمواد الأخرى إلى غزة.
 
أما العامل الثاني –كما يقول الكاتب- "فهو الحاجة إلى قبول الولايات المتحدة مسألة خلافة جمال مبارك لوالده في رئاسة البلاد، مشيرًا إلى أن الحكومة المصرية باعت حماية سيادتها أراضيها مقابل استمرار الدعم المالي الأجنبي واستمرار دورها الاستبدادي، مضحيةً بدورها التاريخي في زعامة العرب في عملية السلام".

زر الذهاب إلى الأعلى